منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - اعترافاتٌ تُكتَبُ بِنارِ الرُّوحِ وقَبضَةِ القَمَرِ!
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-27-2025, 11:28 PM   #5
جهاد غريب
( شاعر )

افتراضي


شاعرنا الفاضل الأستاذ خالد صالح الحربي،
تتكثّف الكلماتُ حين تلامسُ أعمقَ النقاطِ في الروح، ويثبتُ الشعرُ أنه مرايا تكشفُ خبايا الذات، وأنهارٌ تُغرقُ الروحَ لتُعيدَ تكوينَها.

ردُّكم "هذا المتصفّح لا يُقرأ.. وإنما يُغرق به / شكرًا.. جهاد" كان تصريحًا بوطأةِ التجلي التي أحدثتها هذه الحروف في روحكم.


نعم، يا سيدي، الغرقُ هنا ميلادٌ جديد، ولحظةُ تَطَهُّر الأرواح بماءِ الشوقِ ونارِ الاعتراف. إنه الغرقُ الذي يُعيدُ صياغةَ الرؤى، ويُجبرُ القلبَ على التجلي بما لم يكن ليدركه لولا هذه الرحلة في الأعماق.

كم هو عظيمٌ هذا الغرق الذي يُنجي! يمنحُ الغريقَ مساحاتٍ شاسعةً يرى فيها نفسَه في مرآةٍ لم يحدِّق بها من قبل.

الغرقُ الذي خضتَه بين هذه السطورِ، هو القدرة على الاستسلامِ للحرفِ حتى يكتشفَ المرءُ فيه ذاتَه المُضيئةَ والمُعذَّبةَ في آنٍ. في هذا الغرق، تُصبحُ الهَمَسَاتُ لغةً بلا قاموس، والصمتُ أعذبَ ترنيمةٍ. إنها لحظةٌ تُسقَطُ فيها الأقنعةُ، وتُكشَفُ أسرارُ الروحِ المُتخفيةِ تحتَ ركامِ الواقعِ.

شكرًا لكم، سيدي، على هذا الغرقِ الجميلِ الذي أشرتم إليه. إنه دليلٌ على أنَّ الحرفَ ما زالَ قادرًا على اختراقِ القلوبِ، وعلى أنَّ الروحَ حين تبوحُ بصدقٍ، تجدُ من يحتضنُ بوحَها ويُشارِكُها هذا التجليَّ العميقَ.

لقد أهديتم هذه الكلماتِ حياةً جديدةً بردِّكم الذي يُعلي من شأنِ الغرقِ كـ "تجربةٍ" وليست "نهايةً".

دمتم للحرفِ وللجمالِ، ودامت أرواحُكم مُشرقةً.

الغريب

 

جهاد غريب غير متصل   رد مع اقتباس