منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - صورتي في عينيك ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-02-2025, 09:59 PM   #2
عُمق
( كاتبة )

الصورة الرمزية عُمق

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16406

عُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


في غرفةٍ يلفّها صمت القمر أفتح نافذة الروح على صحيفة بيضاء.
أفرشُ وجعي فوقها وأعلّق خيوط الذكريات على مشاجب الحروف.

ها أنا أذرعُ الطريق ذاتها
خطى ثقيلة تذوب على الأرصفة وأسئلة تتساقط كأوراق الخريف.
ألملم شتاتي بين سطور الحبر أبحث عن نبضي الضائع في زحام المشاعر.
الذكريات تضحك في الظل تمسح جراحي بخيط نور.
تلك الوخزة التي لا تُوصف تشعّ في عينيك كنجم وحيد. أعود دائماً إلى نقطة البداية كقلب يدور حول نفسه
وحين ينكسر الوقت أختفي خلف سحابة من الحبر.
الكتابة مرآة أخيرة أتعرّى فيها أرمّم صدعي بمساحيق الكلمات وأرتدي ثوب العزلة.
الطريق مسدود بإشارة رجعية لكنّي أرى في عينيك مخرجاً
بحيرة ماء تطفو في صحراء وجودي.

أطوي الصفحة تبتسم روحي في عينيك وجدت صورتي الأخيرة بلا أقنعة بلا حدود.

أ. نازك..
ها أنتِ امرأة تخلو إلى نفسها للكتابة
تسترجع ذكريات مؤلمة وذكريات دافئة
تصف ضياعها وشعورها باغتراب عن ذاتها
تتحدث عن طريق مسدود تعود إليه رغم المعاناة
تجد في الكتابة ملاذاً لترميم أجزائها المكسورة
ترى نفسها أخيراً في عين شخص عزيز.

الكتابة طقس تطهير والحبر ألم
وما بين سطورك..
كانت فعل مقاومة والذكريات سكين ذو حدين تضحك
الروح لأن الألم صار جزءاً من قوتها والعزلة اختيار.

في عينيك..
هذا البياض الشاسع ليس فراغًا بل فضاءٌ تُخلع فيه أقنعة العالم
فتنكشف الذات عاريةً كالفجر وهذا ما تفعله الكتابة بالروح
رصُّ المواجع على فضة الورق ثمَّ التحليق
كأنَّ الحروف مناجل تقطع أغلال الواقع.

الذكرى..
ضحكة روحكِ بين السطور هزَّتني
كيف تتحوَّل الخيوط المتشابكة من وجعٍ إلى نولٍ تنسج عليه الضحكة برداءها؟!
ذكرياتك ليست شظايا بل أيدي دافئةٌ تمسح على القلب المثقل حنان أموميٌّ يلفُّ جراح الزمن.

النبضُ المسلوب..
ذلك التناقضُ المُدهش كأنَّكِ تجسِّدين معنى الاغتراب عن الذات في أقسى حالاته.

خرائط الحزن..
أتعرفين؟ لعلَّ أكثر ما هزَّني هو استسلامكِ الواعي
حين حولتِ الألم إلى فنٍّ للبقاء
كأنَّكِ تقولين للحياة..
"أنهكيني فما زال في صدري أرضٌ خصبةٌ للسلام".

"صورتي في عينيك .."
ولادةٌ متجددةٌ لكلِّ ما سكن بياض الصفحة من ألمٍ حوَّلته إلى جناحين.
شكرًا لأنكِ منحتينا هذا العمق؛ كاتبةٌ أنتِ تأسرين الفراغ وتملئينه معنًى.
بوحك يكشف أننا حين نكتب لا نُصلح الكلمات بل نُصلح أنفسنا.

عُمق

 

عُمق غير متصل   رد مع اقتباس