يا عُمق،
تعليقكِ ليس ردًا على قصيدة، بل هو قصيدة أخرى تُجاورها،
كأنكِ مددتِ يدكِ من خلف النافذة،
لا لتمسحي قطرات المطر… بل لتلمسي القلب ذاته، حيث هطلت القصيدة أول مرة.
***
قولكِ:
"نقطة ضوء في هدنة الليل كلما أغلقت نافذة القلب نقرتها قطرة حنين".
هو سطر يساوي قصيدة،
فهو لا يصف فقط، بل يستدعي تلك الرجفة الغامضة التي تحدث حين يُقرع باب القلب بهدوء لا يُسمع،
لكنه يُحس.
وكل جملة تالية كنتِ تكتبينها وكأنكِ تمشّين أصابعك فوق البلور البارد،
تترجين الحرف أن يعترف بما لم يقله.
***
"بوحٌ شفيف هو الحرف حين يغدو نفسًا دافئًا على زجاج الروح"
كم هو مذهل هذا التصوير،
كأن الكلمات ليست كلمات، بل أنفاسٌ على نافذة داخلية،
تعجز اليد عن مسحها لأنها كُتبت بالدفء، لا بالحبر.
***
كنتُ أظن أن القصيدة اكتملت،
لكن جاء تعليقكِ ليفتح صفحة خفية،
لم تُكتب، لكنها كانت تنتظر قارئة مثلك كي تُرى.
فشكرًا لكِ،
على أن جعلتِ من الحنين وشاحًا،
ومن التواصل الخفيّ لغةً يعرفها الضوء وحده،
ومن تعليقكِ… مرآةً من الغيم، تتشكل كل مرة بطريقة مختلفة، لكنها دومًا: تمطر.