يا ندى،
تعليقك ليس مرورًا عابرًا، بل هو أشبه بـشُعلةٍ تُضاء في صالة المعنى، تلمع، ثم تترك أثرًا لا يخبو.
***
حين تقولين:
"حروف عملاقة..."
فكأنكِ تسافرين مع القصيدة لا داخلها فحسب، بل فوقها…
تقرئينها من علٍ، من حيث لا تُرى التفاصيل، بل يُرى التكوين كله كلوحة واحدة.
وكأنك تُدركين أن كل نص جديد لا يُكتب من فراغ، بل يختزن في جوفه كل الرماد السابق، وكل النار القديمة.
حين تقولين:
"وصلتني رائحة احتراق البخور"
وكأن القصيدة كانت طقسًا داخليًا،
طقس كتابةٍ له دخانٌ لا يخنق، بل يُبخّر في الأفق أثر الحرف حين يشتعل لا ليحرق، بل ليُنير.
***
أما قولك:
"أعلم أنك جهاد عندما تقرر أن تترك بصمة، لا شيء يقف عائقًا..."
فهو ليس فقط امتدادًا للثقة، بل مرآة يعرف فيها الكاتب أن بين قرائه من يرى نية الكتابة قبل نصّها،
ومن يُدرك أن التثبيت الحقيقي ليس على صفحة، بل في قلب قارئ صادق.
***
شكرًا لك يا ندى،
لأنك لا تقرئين بحبرٍ بارد، بل بروحٍ مشتعلة تعرف متى كانت القصيدة بخورًا، ومتى كانت نارًا، ومتى كانت ندبةً من الضوء.
ولكِ منّي امتنان يشبهكِ:
صافٍ كالجوى… وحيّ كعودٍ اشتعل كي يُقال عنه: مرّ من هنا ضوء.