إنّني واقعةٌ في حبّ نيسان..
ربما يجبُ عليّ القولُ، أنّ هذا الحبُّ وُلدَ معي، و كَبُرَ معي..
و أخذ، لأسباب َمختلفةٍ، مكاناً ثابتاً في القلبِ مع مُنحنى الزمَن!..
كنتُ دوماً محصورَةً بنيسان، أتراوحُ ما بينَ آذار و أيّار بالتأكيد..
و رغمَ أنّ هذا الأمر لا يتعلّقُ بالربيعِ مُباشرةً، فالشتاءُ سيدُ الفُصول عندي، و مَرجِعُها.. لكنّهُ من بعيدٍ يُخلّدُ الشغفَ بألوانِ الطبيعةِ، و لوحةِ الحياة..
الأمر برمّتِهِ كانَ مُقترِناً بأرشيفِ الذاكرة، و خواصّ الأحداثِ.. بالولادةِ ، باللقاءات المُصادِفةِ لتشكيل هيكلي الوجوديّ، بالأشخاصِ الذينَ حفروا الطريقَ على هيئةِ قلب.. بالنتائجِ التي تبلورتْ خنادِقَ أحتمي بِها من نزاعاتِ العقل..
و بِالحُب..
نيسانُ، حملَني من كفّ الحياةِ إلى كفّها الآخر دونَ جسرٍ،
أخذني إلى ألقٍ لا تخفتُ حدّته..
في نيسان، أقرأُ أكثر، الكتب و الطبيعة و البشر..
أشتَهي أطباق الحياةِ بصورةٍ مطلقةٍ على تنوّع مذاقاتِها..
و تبدو لي الانكساراتُ فيه، نقاط انطلاقٍ!
في نيسان أخزّنُ الفرحَ في عبواتٍ، أراقبُ الشروقَ و الغروبَ بشكلٍ شبهِ يوميٍّ و بدهشةٍ مُتجددة ، أشعرُ بالحريّةِ، بالتصالُح مع بواباتِ العبورِ إلى الفصول..
في نيسان، ترقصُ مصائري غبطة.. في حلباتِ الحياةٍ، و على جوانبِ المشاعر..