ليس للرحيل مواسم وجع
==============
عن وجع الرحيل المباغت لإبنتي " وسام " في شتاء الحزن " 19/1/2016 " ... أتحدث
----------------------------------------------
حسام الدين بهي الدين ريشو
==============
يطيرُ بي ليلٌ
بأجنحةٍ
إلى بقيع الذكريات
والريح
تهدهدُ الآهات
أناتِ ناي
ترافق العبرات .
وكأني غيمةٌ
جاء شتاء الحزن بها
لتمطر عند الرَّمْسِ
تسقي زهرة الصبار
واللحظات .
والقبرُ وادع ساكنٌ
وارفَ الصمت
يصبهُ
في صُواعِ القلب
تنهدات .
فتكْرِمُ راحة الأحزان
سقايتي
نخب الحنين والتأوهات .
وطفلاها اللذان معي
غصنٌ وسنبلة
خذلتهما الحياة والأمنيات
يبكيان توقا يغتلي
لمودة الأمهات
يحسبان
أَنَّ رخام القبر
تذيبه الدموع والعبرات
يسألان
لماذا لا يجيبنا القبرُ
أو تمتد لنا يداهُ ؟
إنا نتفصد شوقا
لمن في ثراهُ
وحِضنها الواهب لنا
دفقة الحنين
وصادق الدعوات .
أرقنا الفقد
والأيام مِن بعدها
ذابلات
إنكسرت منا
أجنحة الحياة
وانطفأت النظراتُ
سَلْ القبر ياجداه
أيرانا ؟
والحزن باسط ذراعيه
على وصيد الذكريات
إفتح له أصداف ماجرى
لما غابت فاكهة الحياة
وعزت علينا الضحكات
بح له
بما فعلت بنا الأيام
وَلِمَ مع رحيلها
توسدَ الظلامُ الشرفاتِ ؟
يابُنَيَّ ويابنيتي
إن في الموت
مايجعل الموت مختلفا
عن الحياة
هنا الرفات
لكن أمكما هناك
تحصد الخير والبِرَّ
الذي زرعتهُ
في دروب الحياة
والسنوات .
وياقبرا يضم الرفات
بلغها منا السلام
والتحيات
أغصان قلوبنا
تلتف على صورتها
والذكريات
تميمةً ضد الرحيل
والنسيان والشتات
يسكننا طيفها طيلة اليوم
ونناجيه عند النوم
مع شهقة الناي
بالأوجاع والآهات
فنداوي الحزن والفقدَ
بتلاوة القرآن والآيات
عسى أن تكون
في روح وريحان وجنات .