منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)

- أبعاد الهدوء (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=4)

- - فزعٌ نازح ! (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=24303)

فزعٌ نازح !

هل يتطلبُ التحليقْ عالياً كُلَّ هذا العنَاء في رصفِ ريش العصفُور ؟

الأشواط السبعة ، الحجر الأسود ، التكبير ، وربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الأخرة حسنة وقنا عذاب النار
الروحانية العالية التي طردت كل الخوف من صدري ، ركعتي الطواف من بعدها ، قلبي كان يتجه جهة الصفا والمروة
الجبل الذي إرتفعت عليه طمأنينيتي ، هاجر عليها السلام وابنها اسماعيل ، و بكاؤه الذي تخلل إذني بقبضة قلب وحزن
ثم ، ثم ، ثم ماذا غير فرجِ الله ورحمته .

هم من حولي يهمسون ويضحكون بلا مبالاة ، يبحثون عن الفرح في قطع الحلوى والفناجين الصغيرة
وانا هنا في الزاوية أبحث عنك ، عن وجهك ، يديك التي كدتُّ أمسك بها مره في نومي
فأوقظتني أمي حينها بطريقة لا أحبّها تجعل من أصدقائي الذين يأتون في الحلم يبتعدون عنّي دهراً .

هذا أنا وصدري الفارغ من رائحتك ، من رائحة شغبك الليلي الذي يخنقني أحياناً
فلا أنام وأنظر للأيام التي ستجيء وأنت معي أرتب ألعابنا ، الحُجرة الصغيرة ، جدارها الأخضر وهذه الشجرة الورقية التي تعرّت أغصانها وبقي العصفور يطلّ علينا من فوقها بفرحٍ كبير .

- يدُك اليمنى تُسبّح ، تُغمضُ أجفانُِك عن ملذاتنا ، يغفو قلبُكَ عن أُمنيتنا الحقيقة التي نُريد
قبل أن تُحصي ألفية تسبيحك تذكّر بأن أصلُنا الطيّن و بِه وحدهِ أمنّا و بأنّ الملائكة ليست هُنا ، ليست على الأرضْ ولا صِلةَ لها بأنسَابِنا ، وأنّ نُورها الذي تدّعي وحده يكمن في تقوانا .

متى ستفهم ذلك جيداً ..!؟

عندما أقولَُ لك بأنني فصلتُ دمِي عنّك ، صدّق ذلك ..!

كنتُ سأقولُ لكَ بأنّني بكيتُ كثيراً ذلكَ المساء!
لكنكَ لا تفهمُ ما يعني أنْ تبكي أُنثى ، لا تفهمُ ما يعني أنْ يسقُط دمعُها الخفيف
على الأرضْ فترتعشْ بقوتِها خوفاً ، لأنها لاتملكُ حيلةً تُنبتُ بها شجرَه حزينة .

الحزن ..
مُفردة غريبة جداً تخرُج من أفواه المُتعبين بأحرف متماثلة وتختلف كثيراً في مقاساتها .

يبدو صوت صباح اليوم ضعيفا جداً ، يتحولُ شيئاً فشيئاً إلى ورقة ممزقة تدور في الهواء بحثا عن تكوين جديد ، هذا الخيط لا يُشبه
الدفئ الذي أحتاجه وأنتظره منذُ زمن ، هذا الخيط هيئته قريبه جداً من الحبل الذي علقته على سقف حُجرتي الباردة ونظرت إليه برغبه كبيرة في أنْ تجيء شجاعةُ الموتْ ، هذه الشمس تشبه إنتحاري المُبكر الذي أسرفتُ البارحة وأنا أفكر في أن أتقدّم ولو بخُطى بطيئة نحوه .

لم يعُد في الحياة ما يُبهج ولم تعُد تُغريني رائحةُ حكايتِها .
أشعر بالقرف الحقيقي وأرغب أن أتقيئني منها بسرعه وفائضٍ كبير
كلما دارت هذه العقارب في رأسي جرحَت راحتي المُفتعلة و طمأنيّنتي التي سرقتُها من ضحكةِ صبيّ صغير كان يلعبُ عند حائطي
تطير ضحاكته بشغبٍ خلف نسيم العصرِ الضائع وأخبئها داخل صدري ..
و أكذب في أن تكون لي .

نحولك هذا جاد بالكثير من الكآبه في صدري
خبأ شتايم الأرض تحت لساني وانطلقت بها وسط هذه العتمه
ربما تستريحُ أحقادي قليلاً يا أمي ..

صدرك لا يحتملُ هذا الخوف من أن أخلعُ رداء رائحتك
و التفت لكفٍ رُبما كانت تشبه يداك المقطوفتان من الجنة

انا هنا
في غيابي ، انتظر رائحة الحناء منك وعناقك .