![]() |
زفرات شآميّة
على بعد نظرةٍ منكسرة تدافعت أمواج البوح المنفيّ رغم أنف حقّه في الإثبات وعلى شفا قبلةٍ شفّها البرود فاستحقّت الدّيمومة كتلك الجثّة المسمّاة عشقاً حين احتوتها ثلاّجة المشاعر خشية تمثيل القيظ بها كانت ألوان الطّيف المنبعثة من دمعةٍ لم تجذبها فرضيّات نيوتن تحصي قمماً خبّأتنا ذات صدق فسلبتنا لذّة الجنون حين كان الصّراخ نحو اللاحدود نشوة ... بين لهفةٍ من الأعلى تعصف في وجه انتظاري وصعودٍ لم تلفحه الغربة رغم حداثة المكان امتدّت الكفّ تسلب أصابعها حرّيّة قصبات عنق الريحان ربّما لا أعرفها لكنّها دون أدنى شكّ .... لم تكن لتجهلني بذات الأداة اشتركنا ... وفي حالتين دونما ثالثة معرفة نكرة إحداهما دوماً كانت تمسّ كلينا فله بقيّتي حيثما كان |
(( 2 )) عامان كانا يقيسان المسافة رغم أنّهما لا يصلحان لقياسها اشرأبّ الياسمين ولكنّ أرضه لم تعد تقوى على حمله ظلّ يحضرني ذاك القول الّذي تردّده النّفس بنصف قناعة لعمرُكَ ما ضاقت بلادٌ بأهلها ........... ولكنّ أخلاق الرّجال تضيقُ أتراه لو عاش بيننا سيقول ما قال ؟ أترى (( بلادي وإن جارت عليّ عزيزةٌ )) هل نملك ما نقول ؟ أم نقول ما نقول ليملكنا ؟ جرار العطر قد نفدت وما في الرّيح من مسك |
(( 3 )) حين يتوسّد القمر ضلوعي ويغفو أكون الوحيد الّذي يحتضنك والوحيد الّذي لا أبصر نوره يا الله حتّى الجمال الّذي نعشق تتخمه النقائض جفّت الحروف كما الدّموع الّتي ما استحقّها من بعدك أحد كان العشق يسافر مع كلّ نفثةٍ من زجاجة عطرك العتيق وكان قلبي كلّما ثقبته حافّة هلالٍ يرعاك نشوة الشّعور بوجود أنفاسك حين ينقلها لي النسيم لم تتغلّب يوماً على قسوة واقع البعد عنك وكنت أراكِ بوضوح لكن من بعيد أدركت حينها معنى أن يكون العمى رحمةً فليرحمكِ الربّ كي لا تري بعدي أحداً |
(( 4 )) على أكتاف الدّمع حملتُ ذكراكِ ومن حوافّ السّطوح كانت أصداء الزيزفون تتعمشق على أهداب إيابٍ ملّه الانتظار بعطر الفرات عانقتك فكان هديره يقصّ على كلينا تواريخ كلّ من شهد على تزاوج أرواحهم على ضفّته كنت لكنّه هذه المرّة بالذات كان بعيداً كلّ البعد عن نبضي قطرةً تلو الأخرى تراصفت الأمنيات لترسم نزفاً ما أتقن البوح كما في قلبي استنشقته بعمق فقط لأنّك كنتِ ذات يومٍ جرحاً أنجبه لي وما زلتِ أولى الإناث ولا شيء يقوى على إنهائك |
(( 5 ))
[poem="font="simplified arabic,4,firebrick,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]نزيف الذّكريات بها تعتّقْ = فأسقطها خريفي ثمّ أورقْ
وأصبى الحلم حين العجز أدلى = بدلو الجرح والآثام تعشقْ[/poem] غنّاها بردى فأيقظته الغربة السافرة كانت الخطوات بكلّ أنوثتها تسرّح أهدابه من بعيد وترعى نبرة صوته كي لا يستمتع بها غبار اليباس قبلها وكان يعشق البريد رغم قسوته فهو حبل السّرّ الّذي يغذّي قلبه بحبّها وتلك الموسيقا الّتي طالما تناجيا بها جهراً واليوم لا موسيقا ينبض القلبان على جمالها وأمسى هو البريد |
.....
[poem="font="simplified arabic,5,teal,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]لا يكذب النسيان حين يرى = وجه الطفولة في المدى وترا
وتلوح في عينيه أخيلةٌ = كانت لناصية الهوى غررا[/poem] قيل : ( للحزن مثل بقيّة الأشياء وجهان ) وأنا أفضّل وجهه الثاني حين تدير المشاعر ظهرها لحسن الظنّ لا بدّ سيطعن بها الإحساس ولكن من تراه يطعن من ؟ حين تكونين نبضي فمن الغباء أن يطعنك قلبي وكذلك حين أكون قلبك كان كافياً ظلّ الحيرة على تجهّم المساء لتستمرّي في القلب نقاءً لم تعرفيه إلاّ بين رئتيّ وما زلتِ كلّ كفايتي لأكون المبصر الوحيد وسط عمىً لا يليق بمثلك صباحك القلب |
...............
بنكهة الليمون امتزجت ظهيرة العمر المستكين إلى جبالها السبعة ومن خلال هدير أنهارٍ انقرضت ذات حضارة حكى أيّام أسبوعه كانت كلّها إجازات عدا يومٍ التقاها فيه حلّت جدائلها وكأنّها تريد إغاظة الرياح الّتي ألقت بقلبها بعيداً رغم التصاقه كان لنقائها طعم الغيرة الّتي لم يتقنها أحدٌ قبلي قاتلة لكنّها تبعث الحياة بكلّ تفاصيلها في قلبٍ لم يسرِ فيه سوى طيفها قمّة الغربة أن تتنفّس من تعشق حذراً والوجه بالوجه |
,,,,,,,,,,,,,
بين مدّ العاطفة وجزر الجرأة كنتُ حقيقةً أنهكها كبرياءٌ عنيد وعلى شراع الأماني جئتُ دمعةً وأدها الحرف على مرآة الممنوع أوتدركين حقيقتي الملقاة في عينيك حزناً يصطنع المحال ؟ أوما أزال أنا أنا ؟ وقلبك ذاته ؟ (( أم توهّمتُ والنّساء ظنون )) بعد عمرٍ طويلٍ قضاه في علمٍ يسمّى المرأة سمّاها ظنوناً وأراها من أوّل العمر حقيقةً وحيدةً في كونٍ تملؤه الظّنون فهل المسمّيات ستفسد للودّ قضيّة ؟ كثيرةٌ هي التساؤلات هذا الصّباح في فنجان قهوتي ولا إجابة غير وجهك فأطلقي دمعتك الغامرة وجهي سيّدتي علّها تدرك حافّة أنفك فتستنشقيني عتيقاً جديداً |
الساعة الآن 09:23 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.