![]() |
و ما الغيابُ إلا أبجديّةُ اللّقاءِ الأولى , و أسمالهُ البيضاءُ ترافقهُ حيثُ خُلِقَ و حينَ يموت .. ليسَ لنا حينَ نتلو اللّقاء إلا أن نُردّدَ آياتِ الفَقدِ المنقوشةِ على صَدره , و نبحثُ في لَوحهِ المحفوظِ عَنّا , عَلّنا نُدركُ مكانَ حُزننا القادم .. الكلّ يقارعُ ليحيا , فلماذا لا يفعلُ الفرح ؟ لمَ لا يفعلُ الصّوتُ المحبوسُ في مَآقِ الأرَق ؟ عصفورٌ صغيرٌ يا فيصل , بحجمِ الواوِ , و رقّةِ الرّاء , يحملُ في منقارهِ , أبجديّةً , تُدركُها البلاغةُ من حيثُ لا يدري , يزقزقُ للرّبيعِ فـ يأتِ , و ينتحبُ للبردِ فيهاجمُ الشّتاءُ مساماتِ الوحدةِ المُشَرَّعَةِ على الألَم , فيحمِلُها و يُهاجرُ حيثُ لا صِفرَ في الشّمال . هكذا كانت أبجديّتُكَ هُنا .. و أنا إذ أنصتُ لآياتِ الحرفِ المنسكبةِ من غيماتِ رؤيتِكَ الممتدّةِ حدَّ الأفق , فإنّي أبعثُ لروحي سكينةَ الخشوع , و أهبُها طمأنينةَ الهدوء .. |
يتساءل الضوء النحيل في عتمة الليل عن مغزى أن يُشترى جوع الملامح بأقلَّ من ثمن المجاملة على وجه الغريب ، لايعتري تلك المساءلة الا اجتياح الظن بأجنحة من ضباب تصوري ، هي نوبة للعشق يامنال ، توقعي منها أسوأ ماتتوقعين وأجمل ماتتوقعين ...!
الحلم ياجميلتي مثل أنغام سرت بين الضلع وجبهة القلب ، تحيل الأول وتراً يرددها ، وتمسح عن الثاني عناء الذكرى والاشتياق ... أنا مشتاق لكل ماينتاب عشّاق الأرض من قشعريرة اللحظة الأولى ، وممتن لكل عين ترقب دمعي ألا يكون . |
الأرضُ تعتريها نوباتُ اللّهفة لاحتضانِ المَطَرِ , هل سمعتها مرَّة يا فيصل و هي تردّدُ الاستسقاءَ بهذيانِ الحمّى الموغلةِ في الشّوق ؟ و ما نحنُ إلا أبناءُ ذاتِ اللّهفةِ , تجتثُّ ذاتَ أملٍ , كلَّ وجعٍ يسكننا , ثمّ ترسو بنا , حينَ خيبةٍ بذاتِ الشّاطئِ الموبوءِ بالفقد . ألهذا تدورُ الأرضُ حولَ نفسها مُذ خُلِقَت ؟ تلوكُ السّعادةَ و الحزنَ بأفواهِ الحيرةِ المخبوءَةِ , و تصلّي كلّما عانقت الشّمسَ من أجلِ مجرّةٍ يحملُ اهليلها الصّدق . الحُلمُ يا فيصَل , هو تلكَ الشّمسُ الّتي إن طلعَت تبخّرت أوهامُ الحيرةِ , و اعتدلَ تجمّدُ الوقت . و إن غابت , زادَ الدّورانُ و زادت فرصةُ الخروجِ عن مساراتِ الأملِ .. و يبقى هناكَ بينَ ذاكَ الضّلعِ , و ذاك القلب .. مسافةُ رحمة , تكفي لدرءِ الموتِ عن الذّاكرةِ لفترةٍ من الحُلُم .. تماماُ كما تلكَ اللحظاتُ المطوّقةُ بعقدِ الرّعشةِ الأولى , و اكليلِ الدّمعةِ الأخيرة . |
كادت الليلة من نثرها أن تبوح بما لدي من أنثى لولا حضورك الطاغي يامنال ..
أحسنتِ بنا صنعاَ والى القادم من ليال النثر وضيفها الواعد بالجمال أستودعكم الحب وأمضي ... |
و كنتَ أنتَ بذاكَ الكرمِ البالغِ أن جعلتَ حروفكَ ينابيعَ بوحٍ , تُغرقُ الأرضَ بالرّبيع و تهبُ الأشجارَ كساءَها الأخضر .. شُكراً لكلّ البلاغةِ الّتي نثرتَها هُنا .. شُكراً لكلِّ من مرّ من هُنا , سأعودُ لأطوّقني بورودكم / بردودكم |
: الدكتور فيصل عمران الأستاذة منال عبدالرحمن حقاً كنتما ترتكبان الجمال في كل مرّة تتعانق أقلامكما على ذات نفس الفكرة والعُمق ! شُكراً لكما من القلب ! |
.
. ليلة ولا كل الليالي ,اجتمع نجومها لترتيب كتل الضوء فشعشعت لساكنيهاوهرب النوم الى النهار واستيقظت الذائقة وراتدت الانتباه ثوباً والاعجاب قبعةً واشعلت سجائر النثر وشربت مدام الحرف وفي الفجر ابتهلت وصلَت وشكرت صنّاع المتعة : الاستاذة منال عبد لارحمن الدكتور فيصل عمران اذهلتمونا حقاً فشكراً تغطي سماء ابداعكم . . |
منال من الـــ أقلام التي لا تحتاج إلى : إستسقاء . لــ أن العلاقة بينها و بين المطر : حميمية . شُكراً لــ هذه المُتعة و الفكرة .. شُكراً فيصل و منال ... تقديري لكما ... |
الساعة الآن 08:20 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.