![]() |
ماأروع النهايات اذ خلعت عند صباحك ليلها ، وتركض من جديد ..!!
منال لاتجيد الخوف بقدر ماتجيد الأمان ، تعفي السنابل من جراح حصادها ، وتستعير مكاني كغفوة بين ازدحام حضورها... لو تعلمين بساطتي كيف يتلوها الرجاء أو كيف تبدو مواضع الاعتذار عن الخجل ... |
النّهاياتُ غارقةٌ بتفاصيل البداية , مخلوقةٌ من ضِلعها المُستقيم , تجبرُ كسرَ الأيامِ المُتعبة , و تحيلُ نبضاتِ الواقعِ إلى ثقةٍ بالضّوءِ , يشقُّ عتمةَ الموتِ و يشهقَ شهقةَ الحضورِ الاوّل . أتمنّى لو يجيدني الأمانُ يا فيصل , لو أملكَ مساحةً بقدرِ حلم , لأزرعَ فيها رئةً , فتنبتَ ألفُ سُنبلة , كَما تغرسُ أنتَ الحرفَ هُنا , فتُخلَقُ ألفُ مِحبَرة . |
بلى ، ستعلمين كيف يردّّ الأمان صنيع من يصنعه ، وتغفرين لليل زلة الاعتراف فيه، سأردد معك أغنيات الحلم بلحنٍ على مقاس أحرفي ، وأرتقي بالبوح نحو مواطن العناق ...
لاأمان من غير رفيق ، ولا بوح من غير استماع ، اذاً فلتنصتي كما يكون لأنثى ناضجة أن تكون ، وتناثري للنثر لعلّ مواجع الخوف تستحيل رماداً من حروف ... |
اذن سأنصتُ لهَسهَسةِ الصّبحِ في أبجديّتك , و أرفعَ ناظريَّ بعيداً , حيثُ يأخذنا بوحكَ حدودَ الافقِ الغارقِ بحُلُمِ الحَقيقَةِ و حَقيقةِ الحُلُم " الأمانُ يدٌ مُشتركة لتوأمٍ خُلقَ من روحٍ واحدةٍ ", سأردّدُ جمرَ حروفكَ هذه , و أهيبُ بطفلةٍ عابثةٍ بي , يحلو لَها أن تصنعَ من طينِ الحروفِ قصراً من فَرَح , و حصاناً من أمَل , و الكثيرَ من أطفالِ بَراءةِ الحنين الأولى , أنْ تَسْتَكين. |
لم يكن عبثاً تداول الأمنيات ، مثلما السؤال يلقى مزاج أجوبة تروق له...
ألا تصغين معي لليل يحمل إزره ، ويخطو في السماء يقصد نجمة الصبح التي خرجت عن طوعه .. ألا تصغين للمدائن تقبر جوع ساكنيها وتصطنع الرخاء !! ألا تصغين للطفل على ذات السرير ، و ينأى بصراخه عن ضحكات ابويه في الليلة الأولى .. كل مافي الامر أن الحياة عجيبة بقدر دهشتنا ، وبريئة بقدر مانخون ..!! |
هي الأجوبةُ يا فيصل مَن تبحثُ عن الأسْئلةِ , تماماً كَما تتوهُ الامنياتُ بحثاً عن نَيزكٍ مُحتَرِق , يَحملُ زفيرَ نَبضِها الأوّل .. أُصْغِي .. أُصْغِي , و يحاصرني اللّيلُ بذاتِ الإزارِ , و لا أستطيعُ الفرارِ بفَرَحي / بحَرفي / بجُرحي منهُ كما فعلَتْ ذاتُ الضَّوء .. و المدائنُ تردّدُ بصوتِ الوَجعِ الأوّلِ .. أنفاسِيَ المكبوتة , التّائهةَ وراءَ حنجرةٍ لم يستأصلها الظّلمُ بعد .. و طفلٌ بينَ جوانحي , يقارعُ البكاءَ , ليَحيَا بشهقةٍ أُولى / أَولى بالحياةِ منها من الموت .. أمّا الدّهشة , فتَبقى , كترابِ ذاكَ المُضيءِ القابعُ في البَعيد, يُهدينا لُغزاً عصيّاً على الحُزن و الفَرح .. بَريئاً مِن دمِ الوَفاء . اتلُ يا فيصل على أرواحِ الأوطانِ المَفقودةِ مَزيداً مِنَ الكَلمات , علَّ الحنينَ يعودُ فينمو في قلوبنا , كشعاعٍ أبيضٍ طَهرّهُ المطرُ فتَفرّقَ ألواناُ شَتاتا .. |
رباه ! إني ارتبك ... أكاد ألمح في الغياب لغة تصف اللقاء ...
طفل بين الجوانح يقارع البكاء ليحيا ، وكهل بين الأزقة يقارع البرد ليحيا ، وفي كلا الحالتين تستمر الحياة ، ويستمر الصمت عند مشارف الصوت ليبقى كالأنين ، أنا لم أدري ماأمر البلاغة لولا حياء التفاصيل ، ولم أدري ماشأن الجهالة لولا فداحة الأمور ... في كلا الحالتين مشروع رواية وأسلوب تعبير ، تنثال من المدينة فأنصت في اندهاش .. وتنصتين ! |
|
الساعة الآن 11:28 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.