![]() |
بعضُ الهزائمِ , توقظُ العالقَ منّا على مشجبِ الأزمنةِ المهترئة , فتبدأ رحلاتُ البحثِ نحوَ مخابئِ الذّاكرة , هناكَ حيثُ بقي بعضٌ منّا لم تطالهُ يدُ الوَجع .. نهزّهُ من أكتافنا , و نستمعُ للأملِ إذ يعزفُ فينا , سيمفونياتَه العَشْر .. سيمفونيّة واحدةٌ تكفي يا فيصل .. إذ يحفرُ تشايكوفسكي , نوتاتِ الأرقِ على حنجرةِ انتظاري , فأقفُ لأودّعَ نهارَ لقاءٍ آخِر , و أستقبلَ خريفَ عمرٍ باتَ من المُرهقِ اشعالهُ فوقَ ساحاتِ البحثِ عن وطنٍ تاهَ , و لم يمت ! ينتبجُ الحزنُ , و الحرفُ يضمّدهُ , بلفائفِ ذاكرةٍ بيضاء , استعصَت على مبضعِ الوقت .. و قوافلُ الأحلامِ لا زالت راحلةً نحوَ الضّوءِ الأخير , غيرُ آبهةٍ بالسّاقطينَ في سرابِ واحاتِ الخيبة , تسرقهم سكيّنُ الموتِ حتّى آخرِ نفسٍ مبتورٍ بالفرح الكاذب . و أسمعُ بحّة البحيراتِ إذ تعبرها البجعاتُ المكلومةُ بالخوف , تتشبّثُ بريشاتِها المبلّلةِ برائحةِ اللّحظاتِ الاخيرة , غيماتٌ صغيرة تشي بمطرٍ سيغسلُ عارَ الرّحيل , بلا صوت . و أنا .. لا زلتُ هنا , أواجهُ أنفاقِ اللغةِ , سحيقةَ الشّوق , و أرفعُ قامتي علّي أتطاولُ فاكتبُ على غيمةٍ مارّة , حرفانِ و أمنية . |
لم أكن على بينة مما رأيت للتو!، وقوافل الاحلام التي تسير نحو الضوء الاخير تسمعني ، ألا اخبرك بما يدور بين آثارها من همس ..؟
الضوء الأخير لايمتد حتى آخر العمر ! ، لايآبه بالوداع بقدر مايستبيح ناظر الشكوى ، يرحّل الخوف عنوة الى قلب مبتغيه ... الضوء الأخير ملامح للفقد الأخير ، نبرته بحجم أنفاسي وانما تفوق النبض بأعوام من الحنين .. |
الضّوءُ الأخيرُ , هو ذاكَ المتربّعُ في عمقِ أمانينا , لا يخبو رغمَ أعاصيرِ الفقد , مجهولةِ الأسماءِ .. الضّوءُ الأخير , و الفقدُ الأخير .. و بعضُ نبضٍ لا زالَ يسابقُ كلَّ حنينٍ زرعتهُ ابتساماتُ اللّقاءاتِ المسروقةِ من أزمنةِ الغياب . هل هي حقّاً فيضاناتُ البوحِ تأخذُ بأبصارِ العمرِ نحوَ مدنِ السّكينةِ المعلّقةِ على جسورِ أصواتِ مصابيحِ السّعادةِ المفقودة ؟ أم هوَ بعضٌ من هذيانِ مكسورٍ , على أوّلِ ضفافِ البصرِ العائدِ , لحظةَ التقاءِ الدّمعِ بظلالِ الفرح المشترك ؟ اللغةُ يا فيصل , تعتكفُ في محرابِ الحقيقة , هناكَ حيثُ أنجبَت الأرضُ الماءَ , ثمّ وهبَتهُ الغيم , و عادَت تستقي دمعَه . |
. . القدير "د.فيصل عمران " القديرة " منال عبدالرحمن " جناحا اللغة يرفرفان بكما هذه الليلة . . ممنونٌ أنا لكل هذا الجمال . . تابعوا لله دركما وسأتابع لـ أُرضي الذائقة (احترامات . . مترادفة ) سعـد |
وآهٍ ، كما بكى الحيارى تحت عباءة السطر ، أو كما ثمل الرضيع في حانة الحرف ينأى بجرمه عن دم الخواطر ويسهب بالشرود ...
أكلما تنفّس الضوء في مقلةٍ جوفاء ينتابنا البكاء ؟ أم أنها روابط الليل تعمّ أشباه النهار ، وتعمي الظلّ الكهل عن سير صاحبه .. ؟ للحرف ابتهال حين أعود بعينيه نحو مرآتك .. |
البكاءُ يملؤنا بنقاءِ الأمنية , يصنعُ من ارتجافاتِ أصواتنا , ثوراتِ حنينٍ , تقلبُ أنظمةَ الخذلانِ المستبدِّ بأرواحنا , حدّ القصاص ! سأحتضنُ الحرفَ , إذ يبتهلُ , و أقلّبهُ بينَ كفيّ , علّ ضوءاً منبثقاً من طرفهِ , يُنبتُ أبجديّاتٍ جديدةً للفرح . و سأتلو على جفنيهِ , أمنياتِ السّكينةِ , إذ يستسلمُ للدّفءِ المنثورِ على مجرّاتِ الدّهشةِ , يلملمها من روحكَ إذ تبوحُ هُنا , ببعضٍ منك , فتُزهرَ حقولُ شقائقِ النعمان . |
لم يكن سوى ترف الأنوثة من يحيد عن عماي ، وحظي المنكود أعمى اذ يجازف بالانين ، لابد من تداول الأمنيات لكي نذوب ، أو خطيئة تناور الخد المحصّن للمساء ...
|
و هل تبقى الخطيئةُ عالقةً على خدِّ المساءِ إذ يليهِ الصّباحُ بفجرٍ أبيضَ كـَ مغفرة ؟ إن سبقَ الأنينُ خُطى السّعادة , فما ذلك إلّا ليفتحَ بابَ الأمنيةِ بقدرِ فرح , و أسوارَ الغيابِ بقدرِ صلاةٍ , يبتهلُ فيها الحظُّ لترفِ البصرِ , و بذخِ الحسّ . |
الساعة الآن 03:11 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.