المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زفرات ..


أحمد الهسي
03-10-2023, 09:07 AM
ذات شوقٍ كان لي موعدٌ مع إرثٍ من ذكرياتي ..
ذكرياتٌ أثارت شجناً تَمَرَّدَ على سكونِ أعماقي ..
فساد السهاد وجفَّت عيون الصبر في لحظة ندم ..
تذكرت أني مفارقٌ أملي فابحرت في آفاقِ الرجاء ..
هذا الطريق لابد له من نهاية حتى وإن كانت مؤلمة..

دعاني يوماً صديقٌ التصقت روحه في عمقِ الفراق..
حططنا رحالنا قرب أطلال قريةٍ أنهكها الزمان قِدماً..
حيث يتجلى عبق الماضي نقياً من فرط رحابته ..
جلستُ بجانبه يحدو حزناً ويجهش بالماضي..

ثم قام ومشى نحو تلالٍ ذهبيةٍ حث خطاه مبتعداً بدموعٍ أثقلته..
وبقيت جالساً أمسك التراب بيدي وأراقب هروبه من قبضتي كسجناءٍ عشقوا حريتهم ..
تفكرتُ قليلاً .. هل هذه الرمال رفاةُ من رحلوا ؟!
أم أنها رسالةٌ لنا بأننا سنكون يوماً دفائن بلا قيمة تحتها..
يوماً ستأسر الأرض أجسادنا فمالها تغوي أرواحنا للبقاء..

هُنا تذكرت ما اعتراني من الحنين فرفعت رأسي وتنهدت وحارت الدموع في عيوني ..

عاد لي صديقي بعد أن أفرغ صدره ودمعه يبتسم بخجل..
قبضت على يده مخاطباً همومه وأنا مكتظٌ بالأسى على يومي وأمسي وسري وجهري ..
سألني إن كنت أريد الرحيل إلى زحام المدينة فأومأت ب( لا ) ..

كعادتي بقيت وحدي أراقب القمر يتلثَّم بالغمام وأستمع إلى عويل القرية على من رحلوا ..
تسابقت لقلبي النبضات تحمل أوزارها..
ملامح حبيبتي التي كانت تحتضنها عيناي إذا الشوق أطل علي من نوافذ الغياب..
صوتها الذي كان يملؤ روحي فرحاً..
ضحكاتها التي تخفي أحاديثها ..
دمعاتها المنسابة على وجنتيها ..
وابتسامتها التي كانت تفتح لي آفاق الأمل ..

في كل يومٍ أفتش عنك بين أحلامي وأنثر لك الشوق مد الغياب فكيف تحضر وأنت غائبٌ عن عيناي ولِمَ يفتك بي الحنين شوقاً لرؤياك ؟

وبصدق:
أحتاج أن يحتضنني صوتها وأن يسكن في أقصى ثنايا الروح أن يجعل مني رجلاً في جسد طفل ويعيد لي إلحاحي على عناقٍ يبدأ في مقتبل العمر وينتهي في ساعة الموت بعد ألف عامٍ من الحب الذي لاينقطع.

خالد صالح الحربي
03-10-2023, 06:03 PM
:
بوحٌ صادق.
وصِدقٌ مُباح .
.. أهلا أحمد بك، وبخلجات روحك .
🌹

أحمد الهسي
03-10-2023, 09:18 PM
حي هلاً ومرحباً بصاحب القلم المدرار
جروحنا لا تندمل حتى أننا ألفناها

أستاذنا الفاضل خالد نرسل لكم أطيب التحايا ،،
لاعدمناك

نادرة عبدالحي
03-12-2023, 12:43 AM
هذا التمرد الذي اثاره الشجن كفيل بأن يُحرر وطنا من الحزن ووطنا من الألم المبرح

فالذكريات لا يُصيبها زهايمر ما إنما تجعل صاحبها يعود ويرى ادق التفاصيل .

ذكرياتٌ أثارت شجناً تَمَرَّدَ على سكونِ أعماقي
ما خلفه التمرد من سهاد يهلك الذهن والجسد وعيون الصبر أصابها الجفاق اي لم يعد هناك

مكان لاستمرارية هذا الصبر بسبب ما اصابه من جفاف

فساد السهاد وجفَّت عيون الصبر في لحظة ندم ..
مشهد فني اسكر الروح

إذا الشوق أطل علي من نوافذ الغياب..
الكاتب الصادق الصدوق أحمد الهسي مواسم الإبداع في بوحك لا تنتهي

كنت هنا شاعرا ومُحبا وصديقا يخفف من الم غيره وهو المتألم بنفسه

دعوات صادقة لغد اجمل .

جليله ماجد
03-12-2023, 10:06 AM
أحببت التراكم الرقيق الموجود في النص...
رحلة فحنين فوجد فاعتراف...
المشاعر المتدفقة تحت الرماد
النسيان لم يستطع عليها سبيلا
أحمد..
لغتك سهلة ممتعة ممتنعة...
بها من الصدق الشيء الكثير..
الرواية نقطة قوّتك.. لا تفرط فيها..
ود

سيرين
03-12-2023, 11:08 AM
زفرات استجمعت قواها في إجترار ذكريات ظلت متقدة تحت رمادها
ولاننا نتشابه في ملامح الحزن كانت مشاعر الصدق المسيطرة على تلك اللحظة
اجدت تجسيدها و اتقنت وصفها بلغة السهل الممتنع والممتع
دمت ألقا كاتبنا المبدع احمد الهسي
مودتي والياسمين

،،

أحمد الهسي
03-12-2023, 05:36 PM
هذا التمرد الذي اثاره الشجن كفيل بأن يُحرر وطنا من الحزن ووطنا من الألم المبرح

فالذكريات لا يُصيبها زهايمر ما إنما تجعل صاحبها يعود ويرى ادق التفاصيل .


ما خلفه التمرد من سهاد يهلك الذهن والجسد وعيون الصبر أصابها الجفاق اي لم يعد هناك

مكان لاستمرارية هذا الصبر بسبب ما اصابه من جفاف


مشهد فني اسكر الروح


الكاتب الصادق الصدوق أحمد الهسي مواسم الإبداع في بوحك لا تنتهي

كنت هنا شاعرا ومُحبا وصديقا يخفف من الم غيره وهو المتألم بنفسه

دعوات صادقة لغد اجمل .


هي تلك الأيام مضت سريعةً وتركتنا لذكرياتٍ تثير شجون المحبين لها في الروح أوجاعٌ حتى حين
رائدة الحرف العربي نادرة كما عهدناك نادرة

أحمد الهسي
03-12-2023, 05:46 PM
أحببت التراكم الرقيق الموجود في النص...
رحلة فحنين فوجد فاعتراف...
المشاعر المتدفقة تحت الرماد
النسيان لم يستطع عليها سبيلا
أحمد..
لغتك سهلة ممتعة ممتنعة...
بها من الصدق الشيء الكثير..
الرواية نقطة قوّتك.. لا تفرط فيها..
ود

هل رأيتِ كيف ثار الشوق لمَّا اغتربت الأحلام عنا ؟
لعلَّها طريقٌ لابد أن نسلكه
عاملاً بنصيحتك وشاكراً لكِ

أحمد الهسي
03-12-2023, 05:51 PM
زفرات استجمعت قواها في إجترار ذكريات ظلت متقدة تحت رمادها
ولاننا نتشابه في ملامح الحزن كانت مشاعر الصدق المسيطرة على تلك اللحظة
اجدت تجسيدها و اتقنت وصفها بلغة السهل الممتنع والممتع
دمت ألقا كاتبنا المبدع احمد الهسي
مودتي والياسمين

،،

أهلاً سيرين وأهلاً بحروفك الرائعة
دامت المودة ودام مرورك عاطراً