نجود عبدالرحمن
01-20-2023, 01:01 PM
https://www.aleqt.com/cdn-cgi/mirage/862b71f820722c6555a20b91187040669f3e385b1b525ce69e 99ad2e7a5e9aae/1280/https://www.aleqt.com/sites/default/files/styles/scale_660/public/a/348782_86135.jpg?itok=3WpgVO0r
أتعلمين يا ماري؟
منذ عشرات السنين، منذ رأيت جدتي تدك خيوطها بعناية لتصنع أفرشة الدار، وأنا مفتونة بآلة النسيج هذه..
الكثير من الخيوط، الكثير من الأشكال، الكثير من الكدح، والكثير من المتعة!
ولأني شخص لا يحقق متعته إلا بكدح فلطالما كنت كهذه المرأة التي تضع صورة كاملة في مخيلتها، وتلتقط ألوان خيوطها بدقة وحذر لتصنع الشكل الذي رسمته سابقا، تقابل خيوطها وتنسج وتنسج، وتدك وتدك، خاشعة في فعلها كما لو أنها في محراب صلاة، حتى اذا انهدت يداها تعبا أرخت برأسها على الحائط ولامت اختياراتها المعقدة..
تندم قليلا،
تكابر كثيرا،
وتستمر دائما!
أحيانا يا ماري، وعندما كنت أكتشف خطأ في لون ما أو شكل ما، كنت أظل أنتف، وأنتف بغضب.. أكتئب أياما لأنني أضعت كل ذلك الجهد والوقت عبثا، وأود لو أتخلى عن الأمر برمته، لكنني أدرك فجأة أن غضبتي تلك كبلت يدي ورأسي بالكثير من الخيوط.. وأنني بحاجة الى المزيد من الوقت الضائع لتخليص قيودي..
ما زلتُ يا ماري... كما أنا..
أشد الخيوط بعناية..
أنسجها بحب،
أنتفها بعنف،
أقيّد يدي...
أفكهما!
ما زلت لم أصل إلى الرسم الصحيح..
أتعلمين يا ماري؟
منذ عشرات السنين، منذ رأيت جدتي تدك خيوطها بعناية لتصنع أفرشة الدار، وأنا مفتونة بآلة النسيج هذه..
الكثير من الخيوط، الكثير من الأشكال، الكثير من الكدح، والكثير من المتعة!
ولأني شخص لا يحقق متعته إلا بكدح فلطالما كنت كهذه المرأة التي تضع صورة كاملة في مخيلتها، وتلتقط ألوان خيوطها بدقة وحذر لتصنع الشكل الذي رسمته سابقا، تقابل خيوطها وتنسج وتنسج، وتدك وتدك، خاشعة في فعلها كما لو أنها في محراب صلاة، حتى اذا انهدت يداها تعبا أرخت برأسها على الحائط ولامت اختياراتها المعقدة..
تندم قليلا،
تكابر كثيرا،
وتستمر دائما!
أحيانا يا ماري، وعندما كنت أكتشف خطأ في لون ما أو شكل ما، كنت أظل أنتف، وأنتف بغضب.. أكتئب أياما لأنني أضعت كل ذلك الجهد والوقت عبثا، وأود لو أتخلى عن الأمر برمته، لكنني أدرك فجأة أن غضبتي تلك كبلت يدي ورأسي بالكثير من الخيوط.. وأنني بحاجة الى المزيد من الوقت الضائع لتخليص قيودي..
ما زلتُ يا ماري... كما أنا..
أشد الخيوط بعناية..
أنسجها بحب،
أنتفها بعنف،
أقيّد يدي...
أفكهما!
ما زلت لم أصل إلى الرسم الصحيح..