المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة الأمس: جرحٌ أزرق..


صالحه حسين
06-11-2015, 10:59 AM
http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-deae8c1117.jpg (http://www.ab33ad.info/up/uploads/images/ab33ad.info-deae8c1117.jpg)





صَوْتٌ.. مِنْ أَقْصَى المَدِينَةِ يَسْعَى، يَعْتَنِقُ ذِكْرَيَاتٍ لَا تَبُورُ،
يَخِرُّ لَهَا الحَنِينُ وَجْدًا. صَوْتُ نِدَاءِ الرُّوحِ المُعَتَّقَةِ، تَحْمِلُه المَرَايَا فِي عُرُوقِ المَاءِ،
تُلْبِسُنِي اِبْتِسَامَةً حَافِيَةً، لِأَهْزِمَ طَلَائِعَ الذِّكْرَى، وَأَتَنَفَّسَ مِنْ بَيْنَ شُقُوقِ المَسَامَاتِ،
وَأُسْنِدَ ظَهْرَ الشَّوْقِ لِرَجْفَةٍ تَتَوَسَّدُ خَصْرِي، وَأَفَكَّ أَسْرَ مَشَاعِرَي القَابِعَة خَلْفَ السُّكُونِ.

لَمْ تَكُنْ زِيَارَتِي لِلبَيْتِ القَدِيمِ عَلَى أَطْرَافِ المَدِينَةَ سِوَى الحَنِينِ لِجَدَّتِي، وَلَمْ أَكُنْ أَعْلَمُ أَنَّ قَدَمِي الَّتِي تَقُودُنِي بَيْنَ تَعَرُّجَاتِ المَاضِي وَتَمَوُّجَاتِه تَطْبَعُ عَلَى خُطُوَاتِي عَثَرَاتٍ تُسَيِّلُ مِنْهَا المَسَافَاتِ، وَتَتْبَعُ أَوَامِرَ قَلْبِي الَّذِي أَتَى بِهِ الحَنِينُ ليَمُور مَوْرًا عَلَى طَلَلٍ قَدِيمٍ يَنْزَلِقُ بَيْنَ الرِّمَالِ. شَعَرْتُ وَكَأَنِّي أَعُودُ لِلخَلْفِ سِنِينَ بَاهِتَةٍ.. تَتَزَاحَمُ حَوْلَ نُقْطَةٍ صَنَعْتُهَا بِسَبَّابَتِي، تَصْلِبُ نَكْهَةَ الجُرْحِ الَّذِي مَا زَالَ يَدْمِي عَلَى فِرَاقِ تِلْكَ المَرْحَلَةِ مِنْ عُمْرِي، حَتَّى اِصْفَرَّتِ القُلُوبُ مِنْ الجَوَى.

وَقَفْتُ عَلَى أَطْلَالِ تِلْكَ الدَّارِ الطِّينِيَّةِ الأَثْرِيَّةِ الأَبِيَّةِ، أَشُمُّ عَبَقًا مِنْ رَائِحَةِ جَدَّتِي، وَأَنَا أَسْمَعُ حِدَاءَهَا تَنْقُلُهُ الرِّيَاحُ، وَيَتَرَدَّدُ بَيْنَ شُقُوقِ الجُدْرَانِ الَّتِي تُخْبِرُنِي أَنَّهَا شَامِخَةٌ صَامِدَةٌ خَالِدَةٌ مُخَلَّدَةٌ، يَتَكَاثَرُ حَوْلَهَا الوَقْتُ المُزْدَحِمُ بِعُيُونِ الخَرِيفِ الَّذِي وَلَّى وَتَرَكَ عَبَاءَتَهُ تَسْتَظِلُّ الدَّارُ بِهَا، وَأُصْبَعَهُ يَخْدِشُ اللَّيْلَ حَتَّى يُسَفِرَ عَنْهُ وَجْهُ الصَّبَاحِ قَبْلَ أَنْ تُشْرِقَ عَلَيْهِ الشَّمْسُ.
وَقَفْتُ أَسْمَعُ عَوِيلَ النَّوَافِذِ وَتَلَاطَمَ الفَرَاشَاتِ وَصَهِيلَ الأَبْوَابِ المُمَزَّقَةِ، تَخْتَنِقُ بِأَنِينِهَا كُلَّمَا عَبَرَتْهَا الرِّيَاحُ مُثَقِّلَةً بِذِكْرَيَاتٍ تَعْزِفُ نَايًا يَتِيمًا، وَكَأَنَّهَا شَعَرَتْ بِحَرَارَةِ جَسَدِي تُخْبِرَنِي عَمَّا فَعَلَهُ بِهَا الزَّمَنُ، حَتَّى بِاتَ الوَقْتُ الأَعْرَجُ يُؤَجَّجُ قَوَاحِلَ صَدْرِي.

كُنْتُ هُنَاكَ أَنْسُجُ مِنْ ضَفَائِرِ جَدَّتَيْ الحُبِّ، وَمِنْ أَصَابِعِهَا غِذَاءَ الرُّوحِ، وَمِنْ صَدَى أَنْفَاسِهَا أَعْجِنُ فِي فَمِي أُغْنِيَّةً مَغْمُورَةً كَانَتْ تُسْكِنُ ذَاكِرَتِي، وأُبَلِّلُ غَيْبُوبَتِي بالوَدَقِ، وَيَتَآكَلنِي جِذْعُ الحَنِينِ، وَأُفْرِغُ جُيُوبِي مِنَ الحَيْرَةِ الَّتِي طَالَمَا لَسَعَتْنِي بِحَرِّهَا، وَأَتَسَاءَلُ كَمْ بُقِيَ لِي مِنْ هَزَائِمِي الَّتِي لَمْ يَرْصُدْهَا الزَّمَنُ؟.

أَقِفُ عَلَى بُعْدِ ظَمَأٍ مِنْ رَمْلٍ تَحْتَ الأَعْمِدَةِ البَاهِتَةِ المَبْهُوتَةِ، أَضَعُ يَدِي عَلَى تُخُومِ المَبَانِي القَدِيمَةِ المَكْبُوتَةِ، لِأَمْنَحَهَا بَعْضًا مِنْ حَيَاةٍ، وَأُنْشِئُ مِنَ الظِّلِّ بُكَاءً وَأَنَا أَهُزُّ جِذْعَ المُقَلِ، وَنُبُوءَاتُ الوَقْتِ تَسْرِي فِي دَمِي، تَنْصَهِرُ فِي بُوتَقَةِ مَاضٍ مَرَّ بِجَانِبِي وَوَلَّى، وَكَثِيرُ تَفَاصِيلَ تَشَرْذَمَتْ وَتَبَرَّمَتْ وَتَوَرَّمَتْ وَسَقَطَتْ وَانْدَثَرَتْ.

أَشْعُرُ بِالذُّهُولِ...
بَينَمَا وَقَفْتُ أَتَأَبَّطُ ذِرَاعَ اللَّيْلِ القَادِمِ مِنْ خَلْفِ السَّحَابِ، وَأَجُرُّ خُيُوطَهُ جَرًّا، لِأَخِيطَ بِهَا أَصَابِعَ الشَّمْسِ لَعَلَّهَا تَصْنَعُ لِي عِقْدًا مِنْ ظِلَالٍ، أَبْحَثُ عَنْ نَسَمَةٍ يَتِيمَةٍ وَمِرْآةٍ بِهَا شَرْخٌ تَدَثَّرَتْ بأَسْمَالِ الغَيْمِ، أَهْذِي لِلأَزِقَّةِ خَلْفَ الشَّوَارِعِ المَنْسِيَّةِ، وَصُرَاخِ الرِّمَالِ يَلُوحُ فِي الأُفْقِ، يَحْمِلُ زَنَابِقَ رَمْلِيَّةٍ.


البُكَاءُ وَحْدَهِ لَا يَكْفِي...
فَفِي دَاخِلِي جُرْحٌ أَزْرَقُ، ذَابِلٌ كَالظَّلَالِ، يَتَسَاقَطُ بَوَادٍ غَيْرَ ذِي رُوحٍ، يُغَنِّي أُغْنِيَّةَ الأَحْرَاشِ، يَجْمَعُ مَا تَبَقَّى مِنْ حَنِينِي، وَأَجْرَاسُ اللَّيْلِ تُنَادِي كُلَّمَا تَغَرْغَرَتِ المَآذِنُ بِالذِّكْرَى، سَأَعُودُ أَمْتَطِي المَسَافَةَ الَّتِي تَحْمِلُ آثَارَ أَقْدَامِي وَأَنَا أُرَاوِغُ اللَّيْلَ، لِأَمُدَّ رِجْلِي عَلَى قَدْرِ البُؤْسِ الَّذِي سَكَنَ مَوَاسِمَ وَجْهِي، فَمَنْ يَقْطِفُ المَوَاجِعَ المُدَبَّبَةِ مِنْ فَوْقِ مَوَائِدِ الرُّوحِ!.

صالح الحريري
06-11-2015, 11:03 AM
حرف برائحة الطين ...وعبق الذكريات القابعة في خزائن السنين ....!

لغتك حرف ماطر ....
مطرك أبجدية باذخة يا صالحة ...

طلعت قديح
06-11-2015, 01:53 PM
حرفٌ شجي بطعم الزرقة المخضبة بحناء الذكريات

وتداخل المشاعر يرسم لنا لوحة مؤلمة لكنها جميلة القسمات . . .

حرفٌ نقي ورائحة الهيل تعبق المكان

تح يتي
القيصـــــــر

رشا عرابي
06-12-2015, 06:48 AM
بوحاً يُمسِك بتَلابيبِ الروح حنيناً
يَجترّها هوناً ليَسكبُها في مقلةِ الآن وجداً وأنيناً

" البكاء وحده لا يَكفي " !
ما أجمَلك

الحبية والغالية جداً صالحة حسين
أسدَلتِ على الحرف رِداءَ صدقٍ بحلّةٍ موشّاةٍ بالأناقة

سلمَت الروح منكِ ودام اليَراع ألَقاً

علي الامين
06-12-2015, 10:02 AM
الماضي الذي لايبور ولاينضب
دائما يترقرق من شقوق الذاكرة لنعاود الحنين الى اول الطين
هناك تكون الحكايات اعذب والقسمات اوضح تعود مرصعة بجواهر الصدق والنقاء
الاستاذة
صالحة حسين
يراع يشكل الندى كلمات ويصنع من المطر ابجدية
بورك النبض

عبدالرحيم فرغلي
06-12-2015, 09:05 PM
كنت أتمنى من هذا المساء أن يهديني هدية ،،، فكان في نصك هديتي ،،،
لي عودة بإذن الله

نادرة عبدالحي
06-14-2015, 12:41 AM
كُنْتُ هُنَاكَ أَنْسُجُ مِنْ ضَفَائِرِ جَدَّتَيْ الحُبِّ، وَمِنْ أَصَابِعِهَا غِذَاءَ الرُّوحِ، وَمِنْ صَدَى أَنْفَاسِهَا أَعْجِنُ فِي فَمِي أُغْنِيَّةً مَغْمُورَةً كَانَتْ تُسْكِنُ ذَاكِرَتِي، وأُبَلِّلُ غَيْبُوبَتِي بالوَدَقِ، وَيَتَآكَلنِي جِذْعُ الحَنِينِ، وَأُفْرِغُ جُيُوبِي مِنَ الحَيْرَةِ الَّتِي طَالَمَا لَسَعَتْنِي بِحَرِّهَا، وَأَتَسَاءَلُ كَمْ بُقِيَ لِي مِنْ هَزَائِمِي الَّتِي لَمْ يَرْصُدْهَا الزَّمَنُ؟.


قطعة أدبية كُتبت من نورسين الروح
وجعلت للقارئ جسور يَمرُ عليها ولا يهاب النظر ما تحت الجسور .
صوت لأنثى خُلقت من الحنين نفسه .تعطي بلا كم وتوهب من عمقها
كاتبة أنثى لا تنام بسهولة حتى تُرتبُ الأصوات الصادرة من الماضي هناك الكثير من الحنين
وهنا صور فنية تجعل الفكر يثمل ويعود مرة أخرى للنهلِ بلا ندم.

(البُكَاءُ وَحْدَهِ لَا يَكْفِي...
فَفِي دَاخِلِي جُرْحٌ أَزْرَقُ، ذَابِلٌ كَالظَّلَالِ)

تقول الكاتبة
البكاء وحده لا يكفي صحيح أن البكاء حالة طبيعية تُصيبنا في كثير من الحالات
وتتركنا في كثير من الحالات .هذا البكاء لا يكفي لان في اعماقنا يوجد الكثير الكثير غيره
تكمل كاتبتنا في داخلي جرح أزرق .هذا الجرح الازرق أقوى من الدموع التي تَخرج ولا تعود
هذا الجرح يبقى في العمق أما الجرح لا يشفيهِ البكاء .
وتوصف لنا هذا الجرح
ذَابِلٌ كَالظَّلَالِ،
وتوصف لنا هذا الجرح
يَتَسَاقَطُ بَوَادٍ غَيْرَ ذِي رُوحٍ،
يُغَنِّي أُغْنِيَّةَ الأَحْرَاشِ،
يَجْمَعُ مَا تَبَقَّى مِنْ حَنِينِي،

جليله ماجد
06-14-2015, 05:46 PM
هو الحنين إلى ذاك الزمن إلى تلك اللحظة ...
إلى ذاك الطهر الذي تلطخ ...
ﻻ تتغير اﻷمكنة ...
نحن من نفعل !
صالحة
يا له من نص !

عبدالإله المالك
06-15-2015, 08:50 AM
فاره هذا الحرف يا صالحة
وأنيق ورشيق
لغة جميلة
وأسلوب شيق جذاب

تقبلي تهانئي

:)

صالحه حسين
06-17-2015, 09:23 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح الحريري http://www.ab33ad.com/vb/Traidnt/ab33ad/images/buttons/viewpost.gif (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?p=906368#post906368)
حرف برائحة الطين ...وعبق الذكريات القابعة في خزائن السنين ....!

لغتك حرف ماطر ....
مطرك أبجدية باذخة يا صالحة ..


يتلون شفق الغروب بلون الطين .. لون الصحراء .. لون ماضٍ باهت الملامح
يشبه الذكريات
السامي صالح الحريري
جُلّ إمتناني

عبدالرحيم فرغلي
06-18-2015, 02:10 AM
نص مجهد بحق ،، فاختيار الألفاظ بعناية كبيرة وتلوينها
بمعاني عميقة ،، تغليفها بعاطفة تتأجج في الحوف ،، وتناغم في السطور ،،
وتتابع المعاني النفسية ،، كلها تنطق بمقدار الجهد الكبير الذي بذل في هذا النص ،،،

كثيرة هي العبارات التي وقفت عندها ،،ومعجبا بمعناها أو صياغتها أو موقعها ،،
لا أستطع نسخها هنا ،، لكثرتها حتى تكاد تشمل النص كله ،،
كل سنة وأنت بخير يا رب

عبدالرحيم فرغلي
06-18-2015, 02:11 AM
نص مجهد بحق ،، فاختيار الألفاظ بعناية كبيرة وتلوينها
بمعاني عميقة ،، تغليفها بعاطفة تتأجج في الحوف ،، وتناغم في السطور ،،
وتتابع المعاني النفسية ،، كلها تنطق بمقدار الجهد الكبير الذي بذل في هذا النص ،،،

كثيرة هي العبارات التي وقفت عندها ،،ومعجبا بمعناها أو صياغتها أو موقعها ،،
لا أستطع نسخها هنا ،، لكثرتها حتى تكاد تشمل النص كله ،،
كل سنة وأنت بخير يا رب

صالحه حسين
06-23-2015, 11:01 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طلعت قديح http://www.ab33ad.com/vb/Traidnt/ab33ad/images/buttons/viewpost.gif (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?p=906376#post906376)
حرفٌ شجي بطعم الزرقة المخضبة بحناء الذكريات

وتداخل المشاعر يرسم لنا لوحة مؤلمة لكنها جميلة القسمات . . .

حرفٌ نقي ورائحة الهيل تعبق المكان

تح يتي
القيصـــــــر




تبقى ذواكرنا تحمل كل ماهو سعيد أو حزين وإن كانت مثقوبة
فهي لا تحمل كل اللحظات التي مرت بنا ولكنها لاترمي مايؤثر بالقلب
القدير طلعت
ممتنة لعطر القلم يانقاء

علي آل علي
06-23-2015, 09:56 PM
نص باذخ الجمال ورب السماء
وكأنني فيه أحيا ولا أموت
يُنعش الذكرى ويهدي إلى فطرة السلامة من كل سوء
راق لي جداً

المتألقة / صالحه حسين
حرفك يشفي العليل ويرتقي إلى رواية شاعرية ممشوقة البوح
بوركت

صالحه حسين
07-12-2015, 03:14 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشا عَرّابي http://www.ab33ad.com/vb/Traidnt/ab33ad/images/buttons/viewpost.gif (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?p=906411#post906411)
بوحاً يُمسِك بتَلابيبِ الروح حنيناً
يَجترّها هوناً ليَسكبُها في مقلةِ الآن وجداً وأنيناً

" البكاء وحده لا يَكفي " !
ما أجمَلك

الحبية والغالية جداً صالحة حسين
أسدَلتِ على الحرف رِداءَ صدقٍ بحلّةٍ موشّاةٍ بالأناقة

سلمَت الروح منكِ ودام اليَراع ألَقاً


تتوجت حروفي بنبرتك يانقية
واستمال غصن الورد لينحني إجلالاً لغدق الثناء
سيبقى عطرك هنا صاخباً ولا يكفي
لقلبك الود وآفر مداه

صالحه حسين
08-27-2015, 11:41 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي الامين http://www.ab33ad.com/vb/Traidnt/ab33ad/images/buttons/viewpost.gif (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?p=906416#post906416)
الماضي الذي لايبور ولاينضب
دائما يترقرق من شقوق الذاكرة لنعاود الحنين الى اول الطين
هناك تكون الحكايات اعذب والقسمات اوضح تعود مرصعة بجواهر الصدق والنقاء
الاستاذة
صالحة حسين
يراع يشكل الندى كلمات ويصنع من المطر ابجدية
بورك النبض


وجدت في الماضي حلاوة تغلب جمال الحاضر
ربما لبساطته ونقائه وقرب جميع الأرواح من بعضها
فما تئن روح حتى تجد من يؤنسها
القدير علي الأمين
ممتنة لإطلالتك وبوركت خطاك

صالحه حسين
11-04-2015, 10:10 PM
كنت أتمنى من هذا المساء أن يهديني هدية ،،، فكان في نصك هديتي ،،،
لي عودة بإذن الله

القدير عبدالرحمن فرغلي
يسعدني كون حروفي هدية
وأنا بانتظار عودتك على بساط من ورود قبل أن تجف

صالحه حسين
11-04-2015, 10:15 PM
كُنْتُ هُنَاكَ أَنْسُجُ مِنْ ضَفَائِرِ جَدَّتَيْ الحُبِّ، وَمِنْ أَصَابِعِهَا غِذَاءَ الرُّوحِ، وَمِنْ صَدَى أَنْفَاسِهَا أَعْجِنُ فِي فَمِي أُغْنِيَّةً مَغْمُورَةً كَانَتْ تُسْكِنُ ذَاكِرَتِي، وأُبَلِّلُ غَيْبُوبَتِي بالوَدَقِ، وَيَتَآكَلنِي جِذْعُ الحَنِينِ، وَأُفْرِغُ جُيُوبِي مِنَ الحَيْرَةِ الَّتِي طَالَمَا لَسَعَتْنِي بِحَرِّهَا، وَأَتَسَاءَلُ كَمْ بُقِيَ لِي مِنْ هَزَائِمِي الَّتِي لَمْ يَرْصُدْهَا الزَّمَنُ؟.


قطعة أدبية كُتبت من نورسين الروح
وجعلت للقارئ جسور يَمرُ عليها ولا يهاب النظر ما تحت الجسور .
صوت لأنثى خُلقت من الحنين نفسه .تعطي بلا كم وتوهب من عمقها
كاتبة أنثى لا تنام بسهولة حتى تُرتبُ الأصوات الصادرة من الماضي هناك الكثير من الحنين
وهنا صور فنية تجعل الفكر يثمل ويعود مرة أخرى للنهلِ بلا ندم.

(البُكَاءُ وَحْدَهِ لَا يَكْفِي...
فَفِي دَاخِلِي جُرْحٌ أَزْرَقُ، ذَابِلٌ كَالظَّلَالِ)

تقول الكاتبة
البكاء وحده لا يكفي صحيح أن البكاء حالة طبيعية تُصيبنا في كثير من الحالات
وتتركنا في كثير من الحالات .هذا البكاء لا يكفي لان في اعماقنا يوجد الكثير الكثير غيره
تكمل كاتبتنا في داخلي جرح أزرق .هذا الجرح الازرق أقوى من الدموع التي تَخرج ولا تعود
هذا الجرح يبقى في العمق أما الجرح لا يشفيهِ البكاء .
وتوصف لنا هذا الجرح
ذَابِلٌ كَالظَّلَالِ،
وتوصف لنا هذا الجرح
يَتَسَاقَطُ بَوَادٍ غَيْرَ ذِي رُوحٍ،
يُغَنِّي أُغْنِيَّةَ الأَحْرَاشِ،
يَجْمَعُ مَا تَبَقَّى مِنْ حَنِينِي،



القديرة نادرة عبدالحي
اسعدني كثيراً قراءتك للنص بتمعن وتحليله
وهذا ما أصبوا إليه .. قراءة جيدة تعطي للنص قيمته
التي يستحقها
قبائل من مزن مقدس أنثره بين يديك ياغالية

صالحه حسين
11-04-2015, 10:21 PM
هو الحنين إلى ذاك الزمن إلى تلك اللحظة ...
إلى ذاك الطهر الذي تلطخ ...
ﻻ تتغير اﻷمكنة ...
نحن من نفعل !
صالحة
يا له من نص !

القديرة جليلة ماجد
عندما كنا صغاراً كانت البراءاة تسكننا
والطهر يعم المكان بلمسات الجدات وحنانهن
الذي سكن القلوب وهذا مالم ننساه على مرور الزمن
طبت مساء غاليتي

صالحه حسين
11-04-2015, 10:26 PM
فاره هذا الحرف يا صالحة
وأنيق ورشيق
لغة جميلة
وأسلوب شيق جذاب

تقبلي تهانئي

:)

القديرعبدالإله المالك
ممتنة لوصفك حرفي بهذا الجمال
وشكراً للنور الذي أتى بك بين سطوري
طب مساء سيدي

صالحه حسين
11-04-2015, 10:32 PM
نص مجهد بحق ،، فاختيار الألفاظ بعناية كبيرة وتلوينها
بمعاني عميقة ،، تغليفها بعاطفة تتأجج في الحوف ،، وتناغم في السطور ،،
وتتابع المعاني النفسية ،، كلها تنطق بمقدار الجهد الكبير الذي بذل في هذا النص ،،،

كثيرة هي العبارات التي وقفت عندها ،،ومعجبا بمعناها أو صياغتها أو موقعها ،،
لا أستطع نسخها هنا ،، لكثرتها حتى تكاد تشمل النص كله ،،
كل سنة وأنت بخير يا رب

القدير عبدالرحمن فرغلي
أهلاً بعودتك وقراءتك للنص بشكل ثري
واسعدني كثيراً النتيجة التي طرحتها
وإعجابك ببعض الصور فيها
هذا إنما يدل على حسن قراءتك للنص
طب مساء ياسيدي

صالحه حسين
11-04-2015, 10:41 PM
نص باذخ الجمال ورب السماء
وكأنني فيه أحيا ولا أموت
يُنعش الذكرى ويهدي إلى فطرة السلامة من كل سوء
راق لي جداً

المتألقة / صالحه حسين
حرفك يشفي العليل ويرتقي إلى رواية شاعرية ممشوقة البوح
بوركت

القدير علي آل علي
كلي فخر أن راق لك النص
فمثلي يخجل حرفي من الوقوف أمام حرفك
وتبقى كل الزوايا تبتسم لمرورك الفاخر سيدي
طب مساء

هاني هاشم
11-06-2015, 01:10 AM
لمفرداتك أجنحة تحلق بالروح
بسماوات النقاء
والمعنى صوال .. وجوال
بدروب الجمال
لوقع حضورك صدى آخاذ
دمتِ بهذا البهاء
لروحك الياسمين