منذ رحيلك لم يعد القمر جميلاً
و لم يعد للشمس أي ضوء !
الشمس التي لا تشرق بحضورك
هي لا تشرق أبدا
أسألك :
لمَ امتطيتَ جواد الغياب ؟
و ربطتني إلى شجرة الانتظار العتيقة
فلا شيء يقتلني كالإنتظار
فلمَ تصر على قتلي كل مرة ؟
لو تدري كم هو صعب ألاّ أتنفس صوتكَ !
و أنني أشتاقكَ بين كل شهيق و زفير
كم هو صعب ألاّ أتذوقك مجددا
الجنون يلعب بعقلي كالكرة
و لحظة أفكر باحتمال أنك مع أخرى
أحترق ..
النار تلتهم روحي و قلبي و كبدي
النار لا ترحم أبدًا
و الحب أنت
و القدرُ أنت
و النار أنت
يا بطلي و يا سيدي شمسي و قمري
و يا حبيب الروح و عشيق الجسد
لست أخشى شيئا سوى فكرة استحالة عودتك إليّ
و أنا التي نفيتك الى أرض الفراق القاحلة
كيفَ تتركني إن طلبت منكَ الرحيل ؟
عندما أصرخ بوجهك أبكي قائلة أكرهك
بكل ذلك الجنون و الغضب و الرعشة
اعلم انني أحبك بعنف و أكثر من أي وقت
اعذر تناقضاتي و قسوتي و تمردي
و لتفهم انني لا أحبك إلاّ على طريقتي
كم أريد الهرب معكَ الليلة
بعيدا عن وجهِ القمر الحزين
و الشمس الشاردةو النجوم التي تشمت بي
أريد الهربَ معك إلى الجزيرة التي لم يكتشفها أحد
إلى المجرة التي لا يطالها تليسكوب و لا قمر صناعي
كي نعيش سويًا أنا و أنتَ فقط
يا بطلي و يا أوكسجيني و يا زوجي الافتراضي !
الذي لا أجيد الانجاب إلا منه
مع غيركَ أكون عاقرا تصور؟
مع غيركَ أنا كذبة سخيفة من المستحيل أن ترتقي إلى الحقيقة
مع غيرك انا مجرد دمية ليسَ لها قلب ، ليسَ لها روح
فكيف أظلم غيري بكَ؟
يا أيها الذي طعنتكَ بخناجري أكثر من مرة
يخيفك جدّا ذلك الشرُ داخلي
لكنك لا تدري انني لا أكون شريرة إلا معك !
عندما تطعنني ثم تدير ظهرك لترحل
أستجمعُ أنا كل قوتي بعزة نفس أنثى
لحظتها لا يشفي غليل وجعي إلاّ الانتقام منك
إن لاحظتُ أنّ طعنتي أوشكت على قتلك
أجركَ إلى مخدعي و أعالجك كي تحيا !
لكن اليوم كان وقع الصدمةِ عليّ قويًا
حين رأيتكَ تعالج نفسك بنفسك
تحاولُ عبوَر الحدود إلى أرض النسيان
ها أنا أدرك معنى أن ترحل حقًا لأول مرة
عد و لننه هذه الحرب عزيزي
و لنكن آدم و حواء
و للننجب شعوبًا لتتقابلَ و تتعارفَ
فأنا أعترف أخيرًا :
أحبكَ بعد ربي كثيراً