أحذيةٌ فارغة - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
مرضى متلاعبون (الكاتـب : إبراهيم عبده آل معدّي - مشاركات : 3 - )           »          ارتداد (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 328 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : ماجد العيد - مشاركات : 75196 - )           »          ~ وش يقول الشاعر 🍺 (الكاتـب : رحيل - مشاركات : 240 - )           »          صباح الـ إيش !!!!! (الكاتـب : رشا عرابي - آخر مشاركة : رحيل - مشاركات : 1391 - )           »          ياروح الروح ^_^ (الكاتـب : رحيل - مشاركات : 265 - )           »          في المقهى .. ؟ (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : رحيل - مشاركات : 4464 - )           »          ستقول لي: _ تعالي بما تبقى منك إليْ.. (الكاتـب : جنوبية - آخر مشاركة : رحيل - مشاركات : 11 - )           »          >الحــالــة الآن ! (الكاتـب : رحيل - مشاركات : 438 - )           »          جُمُوحُ العَاطِفة (الكاتـب : محمّد الوايلي - مشاركات : 1691 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-07-2010, 09:32 PM   #1
سميراميس
( Shouq )

افتراضي أحذيةٌ فارغة







" أحذيتي الفارغة
مملوءة بخطط السفر
وتعرف الطرق كلها
التي تؤدي إليك "
*
* * *


كُنّا أطيبُ من مطرٍ ، يسقط فيْ الكأسِ ليثملْ به التُقاة قبل العُصاة !
كُنّا أتقىْ من أقداحٍ مقدّسة صنعتها مصانع كبيرة بالْسماء ليستوردّها العّباد بتضرّع وَ خشوع ، و العُصاة بصخبٍ و مُجون..
بالأمس القريب ـ قبل ثلاثة شهور أو تزيد ـ كانت حياتي عُرسًا كبيرًا تُضرب به الكؤوس وتُرفع الأنخاب ، و ذات مساء ، جاءت السعادة ملبيّة دعوتي ، و قد أجلستها هُنا على ركبتي ، لحفاوتي بها ، فوجدتها غانية ضحكتها مُجلجلة ، وَ أجراس خلاخلها تؤذيّ سمعْ قاطني المُدن بداخلي ، و قَدْ تذكرّت أنّ فيْ البْعد عنها ـ تلك السعادة ـ كانت رفيقتي الروحية التي تعودني بالأحلام و هي عذراء آمنت بالشرف فماتت وهنًا لأنها ابنة قوم يصلبون كرامتها مئات المرّات لأنهم يخشون " العار " ، لعنتُ السعادة حينها و راقصت آرثر رامبو و فصله الكائن في مملكةِ الجحيم ..
تُهرق أيامنا عُمرًا لسقايةِ الأرواح الهائمة الملتصقة بنّا ، و بعد أنْ تمتلئْ و تفيض تجهر لنا قائلة : عُمركم مُرًّا ، و قد آن أنْ نُكمل المسير ، و نحّج قبلة رغباتنا ، لا في إرسالية أنسلم ، ولا في أصحاح متّى المحرفّة و لا في أناجيل جوستين و لا القديس توما الاكويني المعتدل ، تُصاغ قوالب هذا الجفاف ، و كُل الأسفار رُغم تفانيهّا في إلحاق الجحيم بالخطيئة إلاّ أنها براء مما كتبته تلك الأرواح التي حجّت بهذه الليال المعلومات و الصافرة كانت ديم الغبار الذي تسببّت به أحذية فارغة نفضتها ملائكة متمرّدة فيْ السماءِ الدانيّة .. عتيقة جِدًّا تلك الأحذية ، و قد سكنها هذا الغبار الذي أزكم الأنوف بروائح الفقد و آكاليل الفراق ..
الآن / الآن / الآن
أحطمّك أيتها التماثيل المنصبّة برأسي ، و قد يصيح أهل رأسي و يفرطون بالبكاءِ ، فلا بأسْ دوخوا يا أهل رأسي أبد الدهر ، و لا تكرهوننّي عندما أضع الحق بجانب خطيئة تُدمنونها و ترونها حقّاً ! و لا تقلقوا أيضًا إذا ما ترنحّت بينكم مِنْ فرط خطيئتي ، و فجاءة قَدْ أخشاكم لأتلاشى بعيدًا بعيدًا ، و أعود أبحث عن حضن أمي لأرتميْ في معبدها فهي قديّستي الواحدة الموحّدة ، و إذا ما وجدتها سأصيحُ بالمطر حتى تأتي أعرفها جيّدا تجذبها رائحة دمعي حتى في البُعد و الْعمل ، و تحت الماء أنَا مجرّد نيلوفر يُمطر يقظة و يحترق يقظة أيضًا ، و تحت الماء أكون ماء يغرق في الماء ، و قد يأتي أحدكم ـ يا أهل رأسي ـ كالماء ليؤذن : مطر ، مطر ، مطر ، ليقبضْ بأطرافي و أنا أُهرول على الطين المتكدّس بعيني ، فأنا هو و هو أنا ، أطأ عيني و يطأني الْمطر ، فهذا المطّر ملوّث ، و لو كان نقيّا لأزال ترسبّات الطين مِنْ عيني ، بل أنه مطّر متواطئ جدّا بيد أنه شكّل صلصالاً من حمأٍ أسود ليحجب رؤيتي أكثر و يجعلني أتعكّز بعصا الهيرمينوطيقيا المطاطيّة ..
في رأسي يصلّي الأهالي لإزالة ذلك الطين الذي حجب الْمطر عن رياضهم ، و وسطهم هناك شيخًا كثّ اللحيّة يحمل رأسه علىْ الأكتافِ ، و يسألني عن جثةٍ ، قائلاً بوعظٍ : أنها تأويْ فقراء الله ، تغنّي تراتيل قداس تخشع لها الأراض و السماء ، بكاءٌ و عويلٌ همّوا به كلهم عندما اكتشفوا أن تلك الجثة هي العالقة بعيني و لكنهم للتو باتوا يشعرون ، أمشي معهم ، أبكي كما الماء نهرًا ، ليمدّوا أيديهُم طوابيرًا بكوؤس مقدسّة يشّع منها نورًا ، فقأت تلك الجموع عيني المحجوبة حتى أبصرت و بالإبصار وعيت على ليلةٍ ساخنة ترتفع بها درجة الحرارة ، و تُلثّمت سماء الْرياض ذرات من الغبار ، بها ارتأيت وجه الخيبة على مسرح الفضيلة وهي سافرة ماجنة بلا اكتراث ، و بتلك الخيبة أيضًا لمست وجع مريم عندما رأت الصليب يتقدّم ليكون فداء و تنفّك لعنة الخطيئة الأبدية ، قبضت حينها وجه الكهل ذو اللحية الكثّة البيضاء و هو في المنبر يخطب بالعبّاد و هم خانعون / مسلمّون ، تُمطرهم مشاعري بجزلٍ و لكنهم لا يشعرون و لا يبصرون ..


تقول لي رُوْح ذلك الكهل التي تحوم فيْ المقابر أنها قد جاءت على متنِ ألف من نجوم هذا الليل المرتعد / اللا وجه له ، بعد أن أخضعته لها قسْرًا ، لأنها تُريد أنْ تُرصّع بسماواتي ثلاث حقائقًا و كواكبًا و أقمارًا ، سفن الخيبة الفضائية قادتها لأن تقطع مئات السنين الضوئية و تصل إليّ ، و بوصولها نُفضت الأحذية الفارغة فثار هذا الغبار المعتّق ..


بضعُ أمنيات و سلسلة من قناديل الوْرق لا زالت تطفو على خليج آسن لا أين له ، و الريح جاءت متجهّمة متجاهلة كل صرخة لأخرس ، كل دمعة أم ، كل أغنية مصلوبة . أيتها الريح الغانية ماذا تحملين من نبأ !؟ أهي نبواءتُ قلب لم يصدقّها الأتباع لأنها كانت على الورد تقسو ، و سمحت لأحذيتهم الفارغة أنْ تدوس ليموت الزهر ؟


حسنًا ،جُفيّ يا سُقيا..واسترح يا ماء فقدْ أوصاك الماغوط بالكفنِ المريح مت .. مت.. مت ، و للماغوط طرقٌ على الباب ليذكرّك باللوح المحفوظ في السموات العُلى ، و لا تحزن لو تحرّك الباب و صفق دون أن تهب الريْح !
حان موعد الحج ، فالسماء تُنادي و بنهر " ليثي " ستنغمس الأقلام ، و خلف الغسق هناك ملائكة وضاءة ترتقب لأنَّ العقل يهيئ ميقات للمصليّن و التوجّه قبلته لإداء فريضة حج الأفئدة شريطة أن تمتلئ الأحذية أو تُخلعْ لكي لا تعودْ لمسلك الطُرق المؤدية..



ربيبةُ اليمّام / سميراميس (شاميرام)


***


ــــــــــــ
* العنوان / كلمات غونتر غلاس و غناء لجاهدة وهبي بتصّرف

 

سميراميس غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:26 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.