قال العرب قديما " إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب " ورغم أن عُمر هذا المثل آلاف السنوات إلا أنه صالح لكل زمان ومكان وربما ينطبق أكثر في وقتنا الحاضر حيث يزداد الكلام ويهوى كثير من الناس القيل والقال ويتفنن البعض في إطلاق الإشاعات وتوجيه النقد اللاذع لكل من حولهم هذا بالإضافة إلى النميمة والحسد..
وغيرها من الصفات التي بات الكل يدركها ويحاول تجنبها.., ولكن كيف يمكننا تجنب هذا السيل الهائل من الحروف والكلمات والمعلومات الغير مهمة والتي يجبرنا البعض على سماعها...
بالتأكيد ليس هناك إلا حل واحد وهو الصمت..وقد اكتشفت أن لغة الصمت أرقى لغة للتخاطب عرفها الإنسان..
فكثير من أمور الحياة اليومية تستفزنا سواء كانت عملية أم عائلية أم اجتماعية ولكي لا نفقد صحتنا ولا يرتفع ضغط الدم لدينا فالأفضل أن نصمت..
أعلم أن الصمت أحيانا قد يؤدي إلى ذبحة صدرية وبسببها قد نفقد حياتنا ولكن يبقى الصمت الحل الأمثل والأكثر أماناً من الدخول في نقاش حاد يكون كِلا الطرفين مقتنع برأيه وغير مستعد للتنازل عن مبادئه وبذلك حتما سينفجر البركان الذي لن يهدأ إلا بالتراشق بعبارات لا تخلو من إهانة تسبب الأذى لجميع الأطراف.
أحيانا تجد من حولك يتناقشون في مواضيع نارية ويحاولون إشراكك فيها إلا أن أفضل مشاركة لك تكون الصمت لأن مستوى الفهم لمن حولك متفاوت
وقد يُفهم كلامك بالخطأ ويُنقل بالخطأ مما يضعك في موقف خطأ, وأحيانا يرميك أحدهم بسهامه ويحاول استفزازك لتفقد أعصابك ولكن التزامك الصمت سيزيد من عذابه ويرضي غرورك ويجعلك أعلى مرتبة منه.., وعندما تكون في حاجة ماسة معنوية كانت أو مادية فأن التزامك الصمت سيرضي كبريائك لأنك نادرا ما تجد من يلبي احتياجاتك دون المطالبة برد العطاء.
وإذا ما أحسست بتصارع الأفكار في ذهنك..وبكثرة الظنون والشكوك فأن حالة الصمت ستفتح لك مدارك كثيرة وستجعلك تفكر بهدوء مما سيسمح لك بترتيب أفكارك وإعادة جدولة حياتك وبالتأكيد لن يتم هذا الترتيب في جو مشوش تحوطه الضوضاء, فالبقاء في حالة من الصمت تسمح للعقل الواعي بالانفتاح على العقل الباطن فتذوب عوامل الكبت ومظاهر القلق ويمكننا التخلص من الرواسب الخفية.
نحن نصوم عن أمور كثيرة في الحياة ونمتنع بإرادتنا عن رغباتنا المختلفة ويجب أن نجبر أنفسنا أحيانا على الصمت حيال أمور كثيرة نصادفها ونمر بها لاسيما في التعامل مع الناس.
أعلم إن التعود على الصمت ليس بالأمر الهين أو السهل ولكن متى ما حاولنا وعودنا أنفسنا على ذلك أصبح أمرا سهلا ففي كل لحظة يستفزك أحدهم للكلام ابدأ بالعد من رقم واحد إلى رقم عشرة وألتزم الصمت وستعتاد على ذلك ولن تجادل ولن تتعب عقلك..ولن تحرق أعصابك فهنا تكمن قوتك..وحينها سيكون صمتك ذهبا وكلنا يعرف أن الذهب أرقى وأغلى من الفضة!!!
** الصمت علاج لأزمات كثيرة نتعرض لها باستمرار يتعذر على الكلام حلها!!!
** غلطان من يعتقد أن الصمت دليل على ضعف الشخصية بل هو وسيلة لا يستطيع أتباعها إلا الأقوياء!!!!!!