رسائل المنزل المنكوب ...." لذكرى النكبة " - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
إيراق واحتراق (الكاتـب : د. لينا شيخو - مشاركات : 61 - )           »          طلقة الطيش (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - مشاركات : 0 - )           »          في ليلة شتاء بارد (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - مشاركات : 2 - )           »          مرارة النارنج (الكاتـب : د. لينا شيخو - مشاركات : 12 - )           »          لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 567 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 519 - )           »          سقيا الحنايا من كؤوس المحابر (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 7492 - )           »          تبعثر وردك فاصلب القاطفين (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 25 - )           »          إلى روح صديقتي الغالية ولّادة بنت المستكفي ❤ (الكاتـب : كامي ابو يوسف - مشاركات : 8 - )           »          حرف عقيم (الكاتـب : ضوء خافت - مشاركات : 1 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي > أبعاد القصة والرواية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-15-2012, 07:31 PM   #1
إيمان والي
( كاتبة )

Lightbulb رسائل المنزل المنكوب ...." لذكرى النكبة "




نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

"رسائل المنزل المنكوب "


يوما ما في أروقه هذا المنزل المتواضع ..
كنت طفله تحّلق ...
طفله تعبث ..
يوما ما ..كنت هنا ..
_ _ _ _ _ _ _ _ __ _ _ _ _
السياره ..تتخطى الشوارع ..بسرعة ..
أخرج جهاز " الجيمبوي " حرك أصابعه على أزراره بسرعة
وغاب وعيه ..ليحتل مكان ذلك اللاعب ليقتل خصومه بشده ..
ويتعدى المراحل .
مرحلة ...تلوى الأخرى
ليشى ...لقد وصلنا ....
جهز أغراضك ..
زفر بضيق ..وهو يخرج رأسه من نافذة السيارة
قائلا ..: ماذا
هل تعنون أننى يمكن أن اعيش ولو لحظة واحدة ..في هذا المنزل
إنه مدمر
رمقه والده بنظرة غاضبة قائلا: ليس هنالك حلا آخر
سيأتي العمال بعد أسبوع ليصلحوه
اقترب منه ونكزه مكملا: هل تدرك أيها الأحمق كم تعب الجيش حتى
يجعل تلك المساكن ملكنا ..
ثم أن المكان معد ..بأثاثه ..
ومعد بالطعام ..
لم تدمر آلية الجيش المنازل الباقية .
في البلدة حتى يكون هنالك متسع ..ليشاهد الإسرائلييون يوم الجلاء
جلاء المسلمون من آخر شبر في أرض اليهود
___________________
دخل المنزل وهو يتأفف بتقزز من كل مافيه ..
كان نظيفا ...
لكنه مازال يشعر بالقرف ..
لبساطة المكان ..
كانت هناك ألحفة عديدة متناثرة على الأرض ..
توقف ليشى ...بذهول ..
فقد توقع في البداية أن لونها أحمر
إلا أن هذا لم يكن سوى لون دماء
صرخ بغضب وتوجه إلى والديه
وهو يقول بنبرة غاضبة : هناك دماء قذرة على الألحفه
هل فكرتم كيف سننام ..
أجابته والدتهم بسرعة ..: لقد أحضرت أكياساً للنوم ..
لا تقلق يا عزيزي
نظر إليها بغيظ ..,وغادر
يكتشف باقي ..أثاث البيت ..
كانت هنالك ورقة موضوعة في وسط غرفة الصالون الصغيرة .
موضوعة بشكل منظم ومثبتة على السجاد بالشمع ومخبأة نوعا ما ..
فلا يشاهدها إلا من يتفحص المكان ..
فتح عياناه بذهول : فقد كانت الكتابة بحروف عبرية ..
كتب فيها ...
" كل شبر ..وإن صغر ..يحمل ذكرى ..
وذكرى ..
إخلع نعالك ..أيها الزائر ..
قبل أن تطأ نعالك
رفاتنا ودمائنا ..
الم يبقى لدينا تلك الحرمة ..كالبشر ..!!

ر1
_______________
رفع حاجبيه ..
لوى شفتيه ..وهو يقرأها مجددا ..
ابتسم بسعادة ..
يبدو أنها رسائل ..
..تنهد بفرح
سيكون ممتعا إن تتبعتها ..
خلع حذائه ..
وأخذ يتجول بحذر في المنزل ..
وجد أخرى منزوية في أحد أركان الغرفة الضيقة ..
فتحها
" سأشتاق ..لنسيم الصبح ..المختلط برائحة القهوة
سأشتاق اليك يا وطن ..
ما عدا وطني ..
"ابتسم ليشي ..وانفرجت أساريره وأكمل ...الرساله
" انا وطنى في السماء ..
يناديني أقاربي ..هنالك
طبول الحروب تدق من حولي ..
أصوات صراخ الموتى ..التى تتبع بعد صوت الرصاص ...
أصبح ..طبيعيا ..
يبدو أن انتظار الموت ..شيء ..غريب
أحس بالغرابة ..
ر2
______________
بدأ قلبه يخفق في اضطراب ..
وبحث بسرعة ..
عن الرسالة الثالثة ..
وكأنه يقرأ فصول قصه درامية تشده فصولها لا أكثر
خرج إلى المطبخ وجد واحدة ..
" أنا أطبخ الطعام لإخوتي ..
أحدهم خرج ليلعب لم يطق الحصار المفروض ..
ولم يعد ..
أظن أنه ..هو المستفيد ..
بيتنا ترتيبه العاشر ..
وهم أبادوا وصفّوا
إلى الأن
ستة بيوت ..
وهنالك مدة ثلاثة أيام بين
كل عملية تصفية لمن هم في المنازل..
نبدوا كالنعاج التى تجبر أن ترى الجزار وهو يسن سكينه
ولا تجد أمامها سوى أن تنتظر الموت ..
إنهم يعطوننا الطعام ..
يالِسخريه الحياة ..
أنا لا أعرف لما نأكل ..
إلا أننا ..نأكل ..ونتسامر ..
رغم أن تسامرنا بدأ يختلف ..
بدأ يسوده الصمت ...في فترات طويلة دون أن ينطق أحد
كنا نقرأ القرآن ..ونصلي كثيرا ..
نبكي كثيرا في صلاتنا ..
إلا أننا نشعر بالراحة بعدها ,,
سنكون في الجنة ..
_______________________
ضحك ليشى ..بسخريه ..وبدأ يبحث مجددا
عن باقي الرسائل ..
لم يجد ..
حاول أكثر ..فأكثر
لكن دون جدوى
لم يبقى سوى الغرفة التي شبعت ألحفتها بالدماء
أخرج من حقيبته قفازات ..
وبدأ بالبحث ليجد كومة من الأوراق بنفس الخط
فتح أولها ..
"يوما ما في أروقه هذا المنزل المتواضع ..
كنت طفلة تحّلق ...
طفلة تعبث ..
يوما ما ..كنت هنا ..
يوما ما ..
ظننت أن لي مستقبل ..وأننى سأكون يوما كما أريد ..
"ألقى ليشى بالورقة بعيدا
وقرأ الأخرى
" من المضحك جدا أن أمي وبعض من إخوتي
لازالوا يظنون أن العرب آتون إلى نجدتنا
قبل أن يحين موعد التصفية في منزلنا..
لا أعرف ..
لكننى أراهم في أحلامي ..أصدقائي على الإنترنت
يسخرون من ألمي ..بكلمة ..
كلنا معكم ..
" ضحك ليشى بشدة ...قائلا : يالها من فتاة ...
إنها محقة تماما ..
أخذ واحدة أخرى من الأورق ..
ليجد ..
" هذا هو اليوم ما قبل الأخير ..
ياترى هل سيكون الموت مؤلما ..
أتمنى أن أُقتل بسرعة ..
أن أُقتل أولا ..
حتى لا أرى دماء إخوتي ..
إنهم يحافظون على البيوت أظن أنهم سيسكنونها ..
سيجلسون في مكان جلوسنا عليه
سيطلون من شباكنا الذي لطالما ..استندت عليه ..
سيتهكون حرمة أغراضنا بعد أن مُنعنا من حرق ممتلكاتنا ..
سأعد لمن يسكن هذا البيت شيء منا
شيء من فلسطين ..
شيء من روح العرب
شيء مستخلصا من نفس حية ميتة ..........
ارتعدت أصابع ليشى وهو يمسك بالورقة..
ضحك بخفة وقال ..
فلنرى ماذا تركتي أيتها الحمقاء ..
__________
الرسالة الأخير ..
" غرس جدي نخلة في تل أبيب ..
وغرس جده الأكبر مثلها في الخليل ..
وغرس أكبر جد لي أشجار كثيرة في نابلس
أصل أجدادي من المزارعين ..
كان جدي بارعا في التجارة أيضا
لذلك كنا لنكون من الأثرياء
لولا أن حل الطوفان كما يقول جدي ..
الطوفان ..
غضب الطبيعة ..
يأتي ..ليدمر ..ويقتل .
يؤلمنا ..لكن من المستحيل أن يستمر
جدي هو فيلسوف عظيم..
إنه الوحيد من استطاع أن ينسج فلسفات للإحتلال
والنكبة بأصدق الكلمات
يقولون إن الأرض ملكهم ..
ربما .
فهم لا يعتبروننا بشر ..
يقتلوننا بدم بارد ...
وكأننا لسنا ببشر ..
هم يعرفون كما نعرف أن ليس لهم حق فيها .....
"فلسطين سأموت اليوم ..
وستموتين مع آخر نفس ألفظه ..
سنموت معاً.....
وستدق غدا نواقيس الاحتفال
احتفالهم بالنصر ..
فلنخمن ...كم سيدوم احتفالهم بالنصر ..
إن العرب
ينهضون دائما بعد فوات الأوان
على الرغم مما فرطوا ..
إلا أنهم ..
سينتقمون ..
ليس لفلسطين ..بل من أنفسهم ..سيقاتلونهم بصدر مكشوف ..
وحرب دامية ..من ظن نفسه شجاعا من الإسرائليين
ووقف في طريقهم.,,,
سيموت بأشنع طريقة ..يمكن أن يتخيلها ..
سأموت وستموتين اليوم يا فلسطين ..
فقط لكي نحيا . ولتحيي. وستعود المفاتيح إلى حُجرها ..
ويفتح لكل من كان له بيت فيها الأبواب ..
........................
ارتعشت يداه وجلت عيناه
لم تكفي ابتسامته الغير مبالية
إلى طمأنته ..
قلبه يخفق
لونه أصفر ..
أنفاسه تنسحب ..
سمع صوتٍ عالٍ..
كان لأحدهم يجرب أبواق الاحتفالات
شهق بشدة وسقط مغشيا عليه ..
فتح عينيه ..
ليجد والده ..أمامه يسأله عما به ..
نهض بفزع وقال .: العرب ..إنهم
قادمون سيقتلوننا سينتقمون وببشاعة ..
دفعه والده برفق إلى السرير وقال ..: سآمر أحدهم أن يعيدك
إلى تل أبيب تبدو مرهقا
صرخ قائلا ..: لا..لآ أريد أن أبقى وحيدا
فلنمت معا ..
هتف والده .: إهدأ يا بنى وافرح اليوم يوم النصر ..
جحظت عيناه ...
وعقله يردد ..
يوم النصر
يوم النصر
..
يعيد عقله رسائل الفتاة ..

سيقاتلون بصدر مكشوف ..
سينتقمون ..
يوما ما ..كنت هنا ..
سأموت ..
فلسطين ...
______
سد أذنيه وأغمض عينيه بشدة .
____________
انتهت ستة أيام من الفرح والأهازيج والألعاب ..
بمشاركة من الجميع ..
كان كيوم عيد .......
أما ليشى ..
لم يستطع أبدا النسيان ..
إنه يحس بقربهم..
كل صرخة من منتشي الخمر من حوله في الحفل
تخيفه ويظنها صرخات المسلمين
وقت القتال ..
إنه لا ينسى ..
لا يستطيع أن ينسى
عاد إلى بيته ..
أخرج ورقة جديدة ..
ليكتب رسائله الخاصة ..
عن تاريخه وحياته ..
"إسرائيل أرضي ..
ولن تموت ,,ولن أغادرها أبدا ..
جدي ..
توقف عن الكتابه وبدأ بالضحك بهسترية وهو يقول ..
جدي لم يكن إسرائيليا ,,,
لم يكن حقا إسرائيلي ..
لكننا شعب الله المختار
وكل أرض في العالم ملكنا ..!
تنفس بعمق إلا أنه سمع صوت والديه
يتحدثان بقلق
ركض نحوهما ..بسرعة ليسمعهما يقولان من خلف باب حجرته
أنا لا أفهم لماذا يعلن الجيش الاستنفار
على الحدود ..العرب يبدون هادئين ..
لما الخوف ..
رد والده على والدته قائلا بعد أن صمت طويلا : العرب
يكونون مخيفين جدا إن صمتوا ...إن لم يصدروا تصريحات
تشدوا بالأسف إن لم تخرج البلدان العربية بمظاهرات لتندد بالذي حصل
أخشى أن ..
قالت الوالدة بسرعة : لا ...لا
هذا لن يحدث ..هذا مستحيل ..
"لم تكد تكمل جملتها
وقد دوت في أرجاء المدينة أصوات الإنذار
صرخت الوالدة بهستيرية..
واحتضنت زوجها الذي كان أكثر رعبا منها ..
وظل ليشى يراقبهم خلف الباب
وهو يضحك بشدة
أخبرتهم لم يصدقوننى ..
أخرج آخر قصاصة من تلك الرسائل
تقول ..
كما رويتم بيوتنا من دمائنا ..
ستسفك دمائكم ..فيها كالجبناء ..!
_______________
ضحك بشدة ..بهستيرية ..
سنموت ...
إنه يوم النصر ..
يوم النصر ..
يوم القتل ..
سنموت جميعا
إنهم يتلهفون لرؤية دمائنا..أكثر من تلهفهم في السابق لرؤية الفنانات
النصف عاريات ..ضحك ..وضحك .
أخرج مسدس أبيه ..
صوب فوهته نحو رأسه ..
وسقط جثة هامدة
وسط الرسائل
رسائل المنزل المنكوب





إيمان عبد الباسط والي ..

 

إيمان والي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-16-2012, 03:18 PM   #2
عبدالإله المالك
إشراف عام

الصورة الرمزية عبدالإله المالك

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16920

عبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


هناك من يعصر الخمر من دمائنا ..

وتأكل الطير ما كان على رأسه !

حُييتِ يا إيمانُ

 

التوقيع

دعوةٌ لزيارةِ بُحُورِ الشِّعرِ الفصيحِ وتبيانِ عروضِهَا في أبعادِ عَرُوْضِيَّة.. للدخول عبر هذا الرابط:

http://www.ab33ad.com/vb/forumdispla...aysprune=&f=29


غَـنَّـيْـتُ بِالسِّـفْـرِ المُـخَـبَّأ مَرَّةً

فكَأنَّنِيْ تَحْتَ القرَارِ مَـحَـارَةٌ..

وَأنَا المُـضَـمَّـخُ بِالْوُعُوْدِ وَعِطرِهَا ..

مُــتَـنَاثِـرٌ مِـثلَ الحُــطَامِ ببَحْرِهَا..

وَمُــسَافِرٌ فِيْ فُـلْـكِـهَا المَـشْـحُـوْنِ
@abdulilahmalik

عبدالإله المالك غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-16-2012, 03:38 PM   #3
إبراهيم بن نزّال
( أدميرال )

افتراضي




تسلسل تلك الرسائل والقدرة على الشد الكامل للقارئ بما تحويه كل رسالة جديدة،
تظهر ( القدرة الاحترافية ) للكاتبة القاصة: إيمان والي،
حتما لن تحصل هذه القصة على أقل من خمسة نجوم كاملة،
بحق أحييكِ على هذه الشرفة الذهبية. تحياتي

 

التوقيع

وقلم، قارب.

إبراهيم بن نزّال غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-17-2012, 02:21 AM   #4
إيمان والي
( كاتبة )

افتراضي


عبد اللأله المالك ...
أشكر لك مروك ..وكلمات ..
بارك الله فيك ..نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ابراهيم ال لباد العنزي ..
شكرا لك سيدي على هذا الأطراء
اتمنىى حقا ان استحقه ...
اسعدني تواجدك ..
شكرا لك ..^^

 

إيمان والي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:31 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.