بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.،
.،
تشتكي إحدى الزميلات مِنْ صغيرتها التي تُطالب بـِ ( الفصل ) مِنْ مقاعد الدراسة
وقبل أن تخوضها فعليا.
والمشكلة لم تتوقف عند هذه بل بخضوعهما للمطالب ( دون الدخول في وجهة نظرهما )
إلا أن المُراد للصغيرة حصل.
برأيي ..
المُجتمع يُعاني وعلى يد ( لُبناته / الأسر ) مِنْ الجهل العلمي والعملي بمعنى : لم يتم
فَهم جوهر العلم والسعي فيه وجوهر العمل والسعي فيه والإقرار بكونهما أسلوب تعايش
وحياة . رغم أن ثقافة وتراث ودين المُجتمع يفرض أو يؤسس لهكذا وعي بدءً بحث الدين
على السعي لطلب العلم والسعي لكسب الرزق الحلال والعمل .
وإن عُدنا إلى ثقافة البيوت سنرى أنها تقوم على ( خذ يا وليدي ) و ( هم ما يعرفون أنت ولد مين )
و ( لا تشيل هم ) و الأشد !! ( كلها درجتين مشَّيه ).
إن أردنا أجيال سوية تسعى في الأرض على ضوء أو وفقا لقاعدة ( عبادة الله وتعمير أرضه )
فعلينا كأُسر تربية النفوس على الواقع والتعامل مع عقولهم بجدية علينا تربيتهم ليقفوا على ما
يريدون القيام به وعلى حقيقة القرارات في حياتهم فكون الفرد يقف على أعتاب التعليم
ومنذ ( رياض الأطفال ) فهذا يعني أنه يتخذ أول قرار في ( السعي لحياته ) فالعملية
ليست عشوائية والحياة ككل تُبنى على مجموعة خيارات وقرارات وكون النفوس في سن
صغيرة لا يعني هذا أنها لا تُدرك وتعي بل يعني أنها تحتاج إلى أن نأخذ بيدها وحتما لن يكون
على طريقة : (( خذ يا وليدي ) و ( هم ما يعرفون أنت ولد مين ) و ( لا تشيل هم ) و الأشد !!
( كلها درجتين مشَّيه ))!.
كانت الأسرة تُربي الفرد على التعلم والعمل فَتُسلمه لمعلم يُعلمه الحرف ومُعلم يُعلمه الحرفة
أما طالب اليوم يتم تسليمه على واقع ( نجحه وبكره يتعلم ) فالمهم عند ولي أمره أنه انتقل
لصف أعلى . ولذا لا تستغرب إن وقفت على طالب في الصف الخامس وهو لا يقرأ الحرف
الأبجدي ولا يكتبه.
توقفوا عند الجامعات عند ( فشلها ) تحديدا في مُخرجاتها _ التي لا تتناسب كليا مع احتياجات
المُجتمع ولا تتوافق وتتماشى معه _ سنرى أنها أيضا دليل على انعدام الوعي في مفهوم العلم والعمل
والأمر ليس بيدها حقيقة لكونها مِنْ مُخرجات الأسر أيضا فهي تسير بالطالب دون أن تعي ( كيفية )
السير فالمهم أنه يُنهي تعليمه بورقة هل تؤدي الورقة الغرض مِنْها أم لا ؟ ليس سؤال في حِساب
التعليم العالي وإلى هذا الوقت نقف على لا مُبالاة ولا وعي بهذا الجانب فلا تزال الأقسام مفتوحة
رغم أنها لا تؤهل لشيء غير الورقة فكان التعليم العالي مثل ولي أمر البيت .
ما العلم والعمل إلا ثقافة أُسرية متى ما توفرت أو احتوى عليها البيت أتت أُكُلها وطبعا هذا
لا يتعارض مع حقيقة أن على المُجتمع أن يواكب ثقافة البيت ويتماشى معها بتوفير ( السعي
في الأرض ) مع أني أرى أن هذا يرتبط في الأسرة فمتى ما توفرت هذه الثقافة والوعي في
الأسرة ستتوفر في المُجتمع نظرا لكونه _ أي : المُجتمع _ مُخرجات أُسرة.
فحتى نحصل على وعي المُجتمع نحتاج إلى وعي الأسر.
.،
.،
هدانا الله لما فيه خيرنا وصلاح أمرنا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته