لقصيدة نقش في حجر يسقط
لـ تركي حمدان
بِسم الهشيم انْحنى
ذيك الأغاني رَمد
واللّي هناك لـ هِنا
واللّي هِنا لا أَحد
إلّاكْ، والّا هِيَـ ـا
شَـ ادراك هي مَا هِيـ ـا؟
يمكن ولو هي تخون
آخر جديلة تكون
انثى بليّا حيا!؟
لكن خلقنا هنا :
مثل الحصى والسفر،
وانّا هنا لا مفر، لبعث طيرٍ رجيم الا بنبش التعازيم
وتجلى الفنا، يمكن منى الرجس.. تغريها بلاد السفور:
( يُحضر بخور، وثلاث.. أربع حزم.. من فحم مشرب بالنحت،
تحت الريح نشعل سنا. نبدأ ندور بثياب أقرب إلى الأحمر المشرق حضور،
بظهور الصوت يعتق شهد، في مشهد أورق نفور الجان مما أنا )
لكن أنا لا أحد
واللا أحد لا هنا
إذا كتبنا فراغ : (.............................) .
نهرب إلى لحظتين إنشاد مما تيسر
عل حلمٍ تعسر
يزدريه العنا:
(نعم، نعم: ورب هذا القلم. إذا السكون احتلم. والأرض دارت على الحجره
وهذا السنا كالعتم لو ينظرون.
.. سكون:
صم وبكم وعمي كيف لي يبصرون؟!
والأرض ما ينصرون؟!
والشمس ذات الضيا..
وانتي غرقتي حيا
لين البشر يجهلون
.. ان اقتراب ارتكاب الرغبة أدنى من المنفى:
هنيا دنى)
واللي هنيا: هنا.
واللي هنا: لا أحد.
إذا سلام وفنا،
نبدا بعتق الكلام:
في الساعة الخامسة فجرا.. يسيل الندى المخضوضر بلمس غصن..
المزن تظهر بإسدال الستار المبلل - به شبه.. ما بين دهشة صبية
فوق صهوة جسد موقد، ورعشة أيادي من بلادي هنا..
-: وين أصبح الجلنار؟!
الكون دار وبدينا نفتقد ما يُرى.. ننظر لنا نلمح أن.. الهاوية أرحب.
لا لون يا سامية!
اللون غاب.. وهنا: للكون نستدرج الفرشاة تمضغ مزيج الياسمين.. وسنا.
من ثم تلثم أغانينا مكان المكان.. ويشرق الأزرق:
- في كل مرعى إله، ألمح كنيسة تعمد ابن رب بحضور أمٍ جسدها شجر.
- في دايرة تبغ، في نبذي وفي بصقي اوراقي وفي كل ما أملك.. صبايا غجر!
- لا شي يوقد هشيم الدمع مثل الضجر.
- .. وأجمل من الكل:
صحوة راعي.. أجفل سماه، استلهم الناي نصلٍ به -على منضدة غيمة-
نقش في حجر:
( مما حفظناه ..
أقرب إلى النهر.. كوخٍ ساكنه للظما. والعشب ينمو على كف السياج ابتهاج.
السفح، لا معبرٍ ينضح مراقي سواه. ولو تحجر ثرى.. ما هبت النسمة.
رفضنا ما حفظنا)
.. وأنا غصب أنتمي في عبث طيني إلى عهد مستثنى من الغابرات.
أذكر، ومازال، تتويج وأريج بشفاة المخلص لقومه /لشعبه/ لنا
«السيد الحارث»
إن خنتك كفرت بمناة.
وندوووور:
أضفي على شعلة الجمرة تراب البخور.
و........
سامية!
الرغبة أجمل، هنا: لا أحد.
والنور في حضن قبلة تهدم السور / عش أجمعت، عصفورةٍ في بلاد الصبح: بابه، هشيمه من شجر يذعن.
مريت للحبر في مهد، وبلاد، ونشيد.
ونكهة الحبر: قبر.
القبر -رغم الفنا- نبرة إله أرعن.
أذكر دفنت بمكان:
( عن خصب كفي جذور الرمث تخفي مراثيها ويصحى زمان..
استنهض لصبحه التسبيح من مرقده
-ربي كثير أعبده-
: وين أنت يا النور؟!
ظل النور يحضن مداي.
استنهض الريح -جت-
ويضيق قبرٍ عبوس وترتبك للريح رملة،
وفي كسري مواعيد يولد للجسد صبح بعث.
قلت: عتمة!
يرتد صوتٍ دفنت الضي فيه
: لك حبر؟
قلت: وأغاني.
سأل: في رهبتك ظل يتمنى من الخلد شي؟
أذكر تمنيت شبر )
وانتي الفضا والجناحين يا سامية
انتي الرضا حين يستنصر سما ضامية
وأنا بديت أبصر:
/ لكن ندور وندور وينبعث من فراغ الناي حزن يثير أوراقنا
للعبث - تولد عشش يرتعش ثغرٍ تحين ثغر طفلة هي انتي،
كريمة، وأغرق فـ لذتين:
الرغبة الأولى
والثانية يرتعش!/
والساقية تسرد الما والنهر ما جرى.
لا غيم يصدق مطر لا تمطر الساقية
إذا عرانا عرى!
يشبه تلامس عيون اثنين في ساحة.
ويشبه تكدس رماد التبغ في كفي
ويشبه تخفي أحد، خلف الجدار استدار ويرتطم طرفه، على رغم جمهره الفراغ، ارتطم طرفه بلحظة تنامي عهر في ساحة.
والساحة / السارية..
واللي هناك لـ هنا.
إذا فنا للـ هناك.
إذا فنت سارية. لا عبد في شباك -هم- يعتق ولا جارية.
أنا انتزعت الشباك. انتي كذا عارية.
إذا علينا بنا.
بنا علينا نسيل طهر نهر الجحيم ولا علينا بنا.
بنا علينا نكون أكثر من أكثر تعري في مدانا دنى.
وأنا علي آتهجى في هشيم الصبا والنور والمنثور .....
يا سامية
صدّقت، في حضنك، إن آخر مدانا
.... عظيم.
.
نقش في حجر يسقط
توطئه:
انامُ ملَ جفوني عن شواردها // ويسهر الخلقُ جرّاها ويختصموا!!!
استطاع تركي حمدان في تلك الليله ان يقلب طاولة الشعر العامي والفصيح
راسا على عقب!
فلم تعد اللغه قادره على استيعاب شوارد الشعراء ! ولكنها كانت على موعد مع الشعر فنام المتنبي ! وغفل بقية الشعراء في تلك الليله فمرّ
تركي حمدان العنزي للحبروحيداً في مهد وبلاد ونشيد!
في تلك الليله من عام 1998 يعلن لنا الشعر ولأول مرّه :
" اُفـول عصر المتنبي "!
اذاً لا.. شاعر لدينا:
[ أيها الشعراء " جدلاً " ! اعيدوا ترتيب صفوفكم ]!! إنتهى .
" مما حفظناه ..
أقرب الى النهر كوخٍ ساكنه لـ الظما.
والعشب ينمو على كف السياج إبتهاج . السفح
لا معبرٍ ينضح مراقي .. سواه.
ولو تيّبس ثرا ماهبت النسمه.
.. رفضنا ما حفظنا"!
قراءه :
" طقوس : نقش في حجر يسقط "!
نص ياخـذك ببساطه , وعفويه , ومكر الى صدق, و دهاء , وعمق
لتصل او لا تصل الى الشعر!!؟
- : وين اصبح الجلنار!!؟
- خروج :
اعترف بأني عاجز عن الخروج بكتابه تليق بهذا النص ولكني ساحاول ولو
بتبسيط ما سوف احاول قراءته ليكون ولو بشكل فوضوي!! " زين ".
اذاً " بسم الله الرحمن الرحيم "
لقراءة هذا النص احتاج الى اربع اشياء
كاسة شاهي , هدوء , تركيز , سته شهور- قراءه - !!
ادركتني منها إثـنتـين والثالثه نتقاسمها انا وانتم فما فاتني ادركوه وما ادركته فهو ليّ ولكم .
لكي نستطيع بعّـدة قراءات استيعاب مالم تستوعبه قراءه واحده
لهذا النص القادم من الشعر.
قراءه اولى:
" طقوس : نقش في حجر يسقط "
عنوان يحمل بين طااااائيه !: " مآ لا عينٍ رأت ولا اذنن سمعت ولا خطر على قلب بشر" وسوف اقوم بتبسيط ذلك مااستطعت .... ساعدوني!
لننظر قليلاً في العنوان فهو يتكون من ستة عشر حرفاً تبدا بحرف الطاء وتنتهي به .
ليتركنا النص وللوهله الاولى امام اولى مفاجئاته وهي :
الحرف السادس عشر من حروف الهجاء هو حرف الطاء.
وكلمة طقوس مفردها طقس وكلمة طقس مجموع كلمة سقط معكوسه!! وحرف الياء في كلمة يسقط مضاف للتعبير عن حالة الزمن !!
وهذا اول شيء يتم اكتشافه ان الشاعر في هذا النص يقرا لا يكتب
والقراءه اول درس نتعلمه للوصول الى ماهية النص!
مامعنى كلمة طقوس – كذا ببساطه - : كلمه مفردها طقس ايّ مناخ او حاله
اذاً النص سوف يتكلم عن مناخ معين ويثبته ! ويتكلم عن عدة حالات ويحركها كل حاله حسب رؤية الشاعر اثناء القراءه , ويتضح ذلك في كلمتيّ النقش والسقوط فالنقش يعني الثبات والسقوط يعني الحركه .
واول حاله نكتشفها هيّ الزمن وهو زمن المضارع ايّ الآن تتم القراءه الآن! امّـا المناخ وهو الثبات فهو معروف ومن لمّ يستطع الوصول الى مناخ النص فـ عليه ان يترك النص ويكتفي بالقراءه حتى الوصول اليه .
بإختصار:
العنوان يتكلم عن جغرافيا !! نقش.
بترتيب متـقـن وترابط دقيق جداً مما يدل على إن النص قد تجاوز حدود الشعر ليصل بك الى حدود الرسم وإن الشاعــر يقوم بعملية نحت
وهُنا نصل الى الشعر بمعناه الحقيقي !
والنص في مجمله يحتوي على ازمنه متفاوته يتنقل الشاعر بينها بكاميرا !! فائـقـة الدقه مما يوحيّ اليك ان الشاعر يتكلم بعينيه فقط!
وانك امام كم هائل من الصمت يـبـّصر بما لايبصر به القوم ليستوقـفـك
هذا السؤال:
كيف لي يبصرون؟!! لتصتدم – على الفور- بــ والإرض.. ماينصرون!؟
وحالات متعدده وشخصيه منفرده تبدا بإستدراج النفس الى ان تصل الى التوحّد , الإنفراد , العزله , الفراغ ..
..............
.............
ليبدا مسلسل الهروب من الـتـّـوحش والانفصام .
ولكن الى اين ؟!!
الى مراودة النفس وتذكيرها بـما تحُب وتحلم
" نهرب الى لحظتين إنشاد
مما تيسر ..
عل حلمٍ تعسر
يزدريه العنا :
" نعم .. نعم.
هنا يتبادر لنا سؤالين ؟
إ- لماذا لم يقل اهرب !! واستخدم صيغة الجمع؟
ب - لماذا لم يقل نعم واحده وتكفي !!؟
اذا تمكـنـّـا من الإجابه على إ , ب بدقه!
" نبدا - مع الشاعر - بعتق الكلام "!!
فالشاعر بعد هذا يضعـّـنـا في قـلب الحدث!
ليصل ما قــبــل بنـّا وفيما بعـد بنـّـا ومن ثـَـمْ:
نجد انفسنا امام " نقش في حجر يسقط "!!
وإنسان .. " مستـثـنى من الغابرات "
يحمل من الحزن واليأس والحُب والطيبه والإيمان والآخر!
" مآ لا عينٍ رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قـلب علي!"
ولنلاحظ معاً هذا البيت الذي يوضح نظرية الثابت والمتحرك ،
" والساقيه تسرد الما.. والنهر ماجرى
لا غيم يصدق: مطر .. لا تصدق الساقيه "
تركي حمدان العنزي - [ انا حزين ]- شكراً جزيلاً لك !
على ال شيبان