الوجه الآخر من الحياة
يسكن هناك بعد كل ولادة
نعلم علم اليقين انه سيسكننا في نهاية المطاف
رغم كل هذا
لا نتوقعه .. لا نتعوده
يراقبنا في هدوءٍ قبيح
ويظهر دون استئذان
لا يميز بين وجوه من يصاحبهم
يعشق الأرواح المغادرة
الأجساد الباردة
لم أتعوده
رغم أنني أعرفه جيدا
أصادفه في وجوه كثيرة أقابلها
أتوقع أن يسكنهم .. يأخذهم رغما عني
ودائما أعتقد أنني سأغلبه
لا أستسلم له أبدا .. وأكون مكرهة عندما أتوقف
أمسك بهم
أستحلفهم بالإمساك بيدي
ولا أقدر
يغادرون .. بهدوء مختلف تماما عن الضجيج الذي أتوا به إلى العالم
يرحلون في صمت مخيف
ألمح البياض يسكن أطرافهم
وأشعر بالبرودة تتسرب إلى جلودهم
يتوقف كل شيء فيهم عن الحركة
كأنهم يخبروننا صمتا .. إنهم لا يحتاجون لأماكنهم بيننا بعد اللحظة
يختارون اليد التي منحتهم الحياة
فنحن لا نستطيع منحهم إياها
كم نحن أضعف كثيرا مما نعتقد
وكم نحن لا نملك من أنفسنا قدر ما نأمل
وكم مفاجأة الموت
قاتلة .. مؤلمة