مذ افترشتْ اهدابُ النبض عينيّ الحلم المسافر اليك كان خلف كل عناق جمع بين عيني وعينيك أن تأرجحتُ بين زمنين
زمن وضع قدمي العاريتين على اول العشب فاحيا التدفق وزمن حمل هامتي الى الغيم ليبعثني دفقا جديدا لا يليق به الهطول إلا في مدائنك !!
أما وقد بسطت سمع نبضك ومددت بساط اللهفة للحديث ولأنه "رغيف" محبتنا مازال ساخنا طريا
من حيثك انطلقتُ وإليك لأتعلق بذيل سؤال رسمته شفاه لا تنطق الا بصدق الشوق والتوق مررته نسائمك الي من هناك صبيحة عيد :"اخبريني عن صباحاتك الخالية مني وعن لحظاتك المتخمة بكل ما لا اعرف "!!
ولان مثلي تدرك ان لا أحد غيرك يعرف فلا باس وفقط ليطمئن قلبك اليك إذن باقة أخباري وكفّ قلبي الممدودة بالحب من قبل ومن بعد .
كنت هناك احني قامتي لزائر ثقيل الظل حمل الينا صمتا خماسينيا انحسرت بحضرته امواج اللهفة سهوا فلون كتاب القلب بسطر غياب و فصل جفاف اجدب الوقت قحطا فبدت اللحظات عجافا الا من موت سريري على فراش الوصال ..!!
وانا الموبوءة بالخوف
ما كنت اظن ان نسائما للقاء قد تهب بعدها أو أن للشوق أوانا قد يحين ليجز نقمة الوجع ويرفع عن كواهلنا مقت الهم وسطوة الجرح
فكل ماحولي كان ينبئ بالفقد او هكذا خيل الي
وأنا وأنت
كعقربين في ساعة حائط يجمعنا الوقت للحظة ليركلنا بقية اللحظات !!تائهين على جنبات شوق جارف ..وحديث صمت ما فتئ يكابر ليكمم كل ابتسامة فرح تتخلق على شفاه شققها الظما واليباس ويقتل كل اهة لهفة لتعثر بغصة وجع ودمعة على ناصية وطن حزم حقائبه مستودعا ذاكرته بكلها لدينا .
وكالطيف النافر على وجه اللحظات نتشبث به فيتعلق بأذيالنا ..نسكنه فيسكتنا ..
نهفوا اليه فيرتجينا ،ننتظر مجيئه الينا على جناح وعد بالعودة ..وان تاخر..!!
و"انا" على نافذة الصمت في كل مرة أعد انتظاري بانتظار آخر
بين جدارين ونافذة مغلقة ومرآة شاحبة على جدار باهت التفاصيل احتضنه واهدهده اتودد اليه حين لا أعلم لي صباحا من مساء
فشمسك المشتهاة لا تدنو من نافذتي ب صباح الخير وقمرك العاكف عن الهمس لبس معطفه ومامن عمتِ مساءً ايتها المكللة بالتعب والانتظار تلوح لي
حتى مطر همساتك وأحاديثك العذبة ماعاد ينقر على نافذتي !!
على سرير القلق اتقلب فيقفز الأرق متجولا هناك هنا شجرة تعرج الى الياس وهناك سياج ياسمين ينذر باليباس وبينهما نهر حديث يعربد مختالا ويسرف بالوعيد
و"أنا" ك فراشة حائرة فرت من عتمتها كلما قامت الى الضوء غدرها ..!!
فاصحو قبل ان تشهق الضفاف !!اغسل وجهي من عناء كابوس يجثم على صدر الوقت ،أرتدي ثوب وعدك الأبيض ،اتابط ذراع الصمت
وأعبر الى حجرة الذكريات المغمسة بنبيذ الحب
اغلق البوابة المؤدية الى الوهم
اسدل ستائري في وجه الريح المزمجرة بالارق
ارتب جرار اللهفة على موقد الدفء
اقتات على كسرة الصبر المبللة برحيق اللهفة
اغمس شوقي الملتهب في كوب الهدوء البارد
اذيب فيه اقراص ضحكاتنا واشربه فأثمل ..!!
فتزهر وردة قرنفل اسقيها بماء الحنين !!
لتنبعث نكهة عطرك في الأجواء
وعلى أنغام المونامور اراقص ذاكرتي بك
وكمن يجمع باقة تساؤلات بعناق حب لا يحتمل تاويل الاجابة أهمس لك
أوَ تسلمني للصمت وقلبك وحده شفاه قصيدتي التي انبتت ابياتها قطاف حب شهية التكوين ؟!أوَ تترك خطاك للريح واليباب وغابات قلبي مازالت عامرة بثمار حبك ؟!
وبين هذا وذاك تمرر همساتك الدافئة ال تعبر المدى تلك ال تخبرني
بخسوف ينبئ بانخفاض منسوب الصمت وكسوف يلتمس العذر للشمس بالغياب لبعض الوقت كلاهما يسبقك إلي وكليهما يلقمني الصبر براحتيه ..!!
وكمن أمسك العصا من المنتصف
لا اقرب الفعل خوفا من زوال أثره ولا أقترف إلا الصمت خشية هروب قطعان اللهفة بدوني !!
اكتفي ببوصلة قلبي وكل جهاتي وكل حكاياي ال تشير إليك لأطل بين الحين والاخر على نافذتك فتطالعني في بهو قلبك صورتي وملامحي المرتبة بعناية محاطة بورودك المتناثرة من شفاه كلماتك وكل اشيائك تعلن انتماء الحنين اليّ من قبل ومن بعد .. !!
تلوح لي من بعيد فأعبر اليك
كعصفورة فرت من عشها المستوحد حطت في احضان سنبلة لا تجف مازالت في طريقها الى التبرعم وفي غمرة فوضى الغلال تمردنا على حداء الصمت
ولانه الحب الحقيقي وحده كوكب لا يكف عن الاخضرار ومعه وحده لا بد لقطار المشاعر ان يحج الى محطة الاحتراق ..
من جديد كان لابد ان نحطم جدار صمتنا لنفترش السماء كقطرة مطر في حضن غيمة تكورت وتكورت لتهطل وتغتسل اللحظة بزلال حقيقة تنبئ
بمواسم متجددة الحصاد وسبل اشتياق لا تنتهي واحاديث بنكهة الوفاء مازالت تجمعنا
لنكتشف مجددا انني وانت ك دائرة لابداية لها ولا انتهاء ..وما من منفذ للفراق أو النسيان !!