السلام عليكم ...
سؤال الى كل ناقد
كل روائى
كل مثقف
اود معرفة رايكم فيما بين الاقواس فى النص .. القضية هو ان كلم ما بين الاقواس فيه اسهاب كثير وقد لا يتطلب العمل الروائى هذا الاسهاب ، وانا حائر فانا مقتنع به
الجزء 5
سُلطان المرآة يخور أمام سلطان القلب ..
تأقلمْ فطين وفهمان على الوضع الجديد ....
عاد أبوه إلى المنزل واحتضنَ ابنه ، ولقد أضمرَ فهمان فى نفسه غربة ووحشة شديدتين تجاه هذا الوجه الجديد، وتصنّع مبادلته نفس حرارة الشوق والحرمان الذى طال زهاء شهرًا كاملاً.
مرّتْ أيامٌ مُذْ وصوله، وما زالت الهموم تسيطر على قسمات وجهه الجديد ، يحاول جاهداً أنْ ينسي وجهه الأصلى فما يستطيع.
أمّا فهمان فكان يتمزّق إربَاً مِن الداخل ، فهو بين بين ، يحاول جاهدًا أن يتأقلمَ مع وجه أبيه الجديد فما يستطيع ، وعليه أيضًا أن يمارسَ مع أبيه دور الطبيبِ النفسانيِّ الذى يجب عليه أنْ يبثَّ فيه عوامل الالفة والانسة.
وفوق كلِّ هذا يحمل ثقلاً كالجبل ، فهو يودُّ مصارحة أبيه بشأن يهودىّ الفندق ،وهو متأكد أن الخبر سيمثل كارثة بالنسبة له ،إذْ أنّ مصارحته بالحقيقة الآن لن تزيدَه إلّا ألمًا ،، فما أشدّ أنْ يشعرَ المرءُ بأنّ السهمَ ارتدَّ فى نحرِه وقدْ ظنَّ أنّه أصاب عدوه.
لذلك آثر التأجيل ليتحيّن اللحظة المناسبة .
تصدّى بقوّة لهذه المسائل وحاول جاهدًا الوقوف بصبر وحكمة حتى لا يفشل.
الكلام الذى اود لرايكم فيه..
((((((((((أخذ يصبّرُ أبيه ويستطردُ ويسترسلُ فى عدم جدوى أعضاء الجسد بلا قلب ، وأنّ القلب هو ماهيّة الإنسان ، هو كيانه ، شخصيته ، إرادته ، وأنّ القلب يصدر إشارات لخلايا العقل العصبونيّة بأداء وظائف الجسد ، وأنّ القلب محل الحبِّ والكره والنصر والهزيمة والحساب والعقاب و..الخ.
على مدار كلِّ الكلام وفطين يسمعه مطاطأ رأسه إقرارًا بما يقول ومعجبًا فخورًا بتوقد ذهن ابنه.حتى أنّ ذكاء ابنه وحسن معالجته للأمور أنسته فى بعض الأحيان ما يعانى مِن الغربة والأحزان.
سكتَ فهمان هنيهة ،، فاستحثه أباه على قول المزيد . فقال
أبتِِ.. القلب هو القائد الأعلى للجسد ، بدونه تتوقف كلُّ وظائف الجسد ويتحولُ الجسد إلى عظامٍ نخرة .، وبه تحيا وتصبح فى أحسن حال.
أبتِ ليس العقل فقط هو مَن يملك خلايا عصبيّة ، فالجرّاحون عندما شرّحوا القلب تبيّن لهم أنّ له ذاكرة تشبه ذاكرة العقل ولكنّها أقلّ قدرة وإدراكا وحجمًا مِن العقل ، بيد أنّ العقلَ لا يتصرف بصورة مستقلة قبل إقرار القلب له.،، أرايت أبتِ هذه العبارة ..أنّ العقل لا يتصرف بصورة مستقلة قبل إقرار القلب له.
الخلايا العصبيّة والجهاز العصبيِّ الخاصيْن بالقلب يمكّناه مِن التعلم والتحليل واتخاذ القراراتِ بشكلٍ مستقلٍ تماماً عن المخ ولاحقاً يقوم بإرسال الأوامر إلى الجهاز الوجداني في منطقة جذع الدماغ ثم إلى المراكز العليا في المخ التي تستجيب بناء على الخبرات المعرفيّة المتاحة.
النشاط الكهربائي في القلب أكثر مِن المخ، وفي الواقع المجال الكهربائي للقلب يزيد 60 مرة عن المجال الكهربائي للدماغ والمجال المعناطيسي له أكبر من المجال الغناطيسي للدماغ بـ5000 مرة.
وُجِد أنّ كلاً منهما يوآزر الآخر ، يستغنى القلب عن العقل أحياناً كثيرة ولكن العقل لا يستطيع أن يعملَ إلّا فى وجود قائده وقائد الجسد الأعلى.
ينسجما معاً ، فالعقل يحلل ويختار ثم يستفتى القلب فيأخذ القلب إدراكات العقل ويضيف عليها إدراكات خلاياه العصبيّة وإحساساته ثُم يصدر مرسومه ، وتخرج انفعالاتنا وتصرفاتنا بعد إقرار القلب لما أرسله العقل.
أبتِ ، أصلك فى قلبك ، يكفى أنّ القلب يسيطر على قرارات العقل ، ولِمَ لا وهو أول عضو يتكون فى رَحِم أمهاتنا .
القلب هو قلبك لمْ يتغيرْ لكنّ العقل ليس عقلك بل عقل الرأس الجديدة .نعم العقل ليس عقلك يا أبتِ، وأنتَ واقعٌ تحت تاثير قوة وإدراكات عقل الرأس المزروعة .
فاسترحْ أبتِ وعِشْ حياتك بصورة طبيعيّة .قد تختلف طريقة تفكيرك فيمن حولك ولكنْ لنْ تختلفَ مشاعرك تجاههم.
دهش فطين بما سمعه ، هو يدرك جيدًا براعة ابنه فى علوم الطبيعة والكيمياء والرياضيات أمّا أنّه يكون بهذه البراعة فى علوم الطبِّ والنفس فهذا جديد عليه .
لأول مرّة يبتسم مِن قلبه ، ابتسامة انبثقت مِن معين عقل ابنه العبقرىّ.
هذا العقل الذى أفرزَ هذا الفكر الذى مثّل له جيشًا مِن بيادق دفاعيّة ضد فيروسات الأحزان والغربة.
احتضنه بحرارة ثُم ابتعد قليلاً وقد اغرورقتْ عيناه فرحًا وإعجابًا وأمسكه مِن منكبيْه منتصباً عيناه فى عين ولده وعلامة الحبِّ والحنين تملأهما ودعا له بالتوفيق والحفظ مِن شرِّ اليهود.
جلس وأجلس ولده ثم سأله مستفهماً..)))))))))))))))
ارجوكم لا تبخلوا عليّ باعطاء رايكم فى الاسهاب الذى بين الاقواس فقد اختزله واضغطه الى الربع او النصف وقد اتركه كله.
صديقكم : ابراهيم امين مؤمن