فاقد الشيء "يعطيه" - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
( كان لا مكان ) (الكاتـب : ضوء خافت - مشاركات : 585 - )           »          شطحات وأمل (الكاتـب : نواف العطا - مشاركات : 3411 - )           »          العين (الكاتـب : عبدالإله المالك - آخر مشاركة : حمد الدوسري - مشاركات : 15 - )           »          ارتداد (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 326 - )           »          [ #مَعْرِضٌ وَ تَعْلِيْقٌ ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : ماجد العيد - مشاركات : 8215 - )           »          مِن ميّ إلى جُبران ... (الكاتـب : نازك - مشاركات : 878 - )           »          الزمن بوّار (الكاتـب : عادل الدوسري - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 3 - )           »          تعجبني ! (الكاتـب : حمد الدوسري - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 2 - )           »          تجاربك . . . خبراتك . . . فائدتك (الكاتـب : نواف العطا - مشاركات : 1491 - )           »          اقرأ الصورة بمِدادٍ من حبر (الكاتـب : نواف العطا - مشاركات : 2783 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد المقال

أبعاد المقال لِكُلّ مَقَالٍ مَقَامٌ وَ حِوَارْ .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-08-2013, 08:53 PM   #1
إيمان إبراهيم
( كاتبة )

الصورة الرمزية إيمان إبراهيم

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 12

إيمان إبراهيم غير متواجد حاليا

افتراضي فاقد الشيء "يعطيه"


هناك مثل يتغنى به الكثيرون "فاقد الشيء لا يعطيه"...
من الطبيعي أن يعطي الإنسان ما فقده وبسخاء، لأنه لم يحصل عليه ويحب رؤية غيره يتنعم به... أما من لا يعطي تكمن في داخله مشكلة لا بد من علاجها، لأنه بذلك لا يؤذي نفسه وعاطفته المحرومة فقط بل يؤذي من حوله...
فمثلاً من عاش فقيرا في صغره ثم كبر، عمل واجتهد وبنى نفسه وبعون الله تعالى الرزاق أصبح من زمرة الأغنياء، من الطبيعي هنا أنه عندما يقابل فقيراً محتاجاً أن يدر عليه مما فقد في صغره، فهو من سيشعر به وبمعاناته وحرمانه أكثر من أي انسان عادي، لأنه ختبر مشاعره. ومن غير الطبيعي أن يجرح الفقير ويستلذ في إذلاله، ويضحك من معاناته ويتكبر عليه، وهنا نرى أن الحقد تغلب عليه وأصبح يكره رؤية من يذكره بنفسه... فالحقد مرض، يمكن العلاج منه بالعطاء والسخاء وحمد الله ...
أو نرى من حرم من الحنان والعطف وعاش في عذاب تحوطه الوحدة من كل صوب، والدموع تستسهل طريقها إلى عينيه، والألم يدق قلبه، والسعادة أغلقت أبوابها في وجهه... فمن الطبيعي هنا أن يحب أطفاله ويحن عليهم ويبذل مابوسعه لرؤية السعادة ترتسم على ملامحهم ويقف حارساً كي لا يعرف الحزن طريقه إليهم... ومن غير الطبيعي أن يعاملهم كما تمت معاملته، وأن يحرمهم مما انحرم منه، وأن يتشفا برؤيتهم يتعذبون ويتألمون...
قد تؤثر الطفولة على البالغ بشكل إيجابي أو سلبي، ولا يعي الانسان أن الماضي يطرق جدران شخصيته بكل قوة ويصقلها على هواه إن هو ترك نفسه فريسة لها.
فهناك من عاش فشلاً ذريعا في صغره، وكان موصوفا دائما بعار الفشل، ورأى الازدراء في أعين من حوله، حتى تبلد قلبه، وفي يوم ما استيقظت حاسة الانتقام، وأقسم على النجاح، فعمل بجد لم يعرفه أبداً طوال سنينه، وأصبح من المعروفين الكبار، وتحت يديه الكثير من الموظفين، ولكنه وللأسف نسي أن يحمد الله تعالى الذي كان سبباً في توفيقه، وأصبح يتبختر ويتباهى بمن هم أسفل منه، ويجرح من حوله ويمارس سلطته فطغى وظلم... ناسياً أن من رفعه قادر على مسحه وإزالته!
خلقنا لنخطئ ولكن أخيرنا من اعترف بخطئه وعالج نفسه، فالظلم ظلمات، والله الجبار لا بد وأن يجبر كسر المظلوم، وأن يعاقب الظالم، فلنراقب أنفسنا، ونلومها، ونزجرها، فلا يسلط الله علينا من يتجبر علينا...
ولنغير معا المثل إلى "فاقد الشيء يعطيه"...
فالعطاء من سمة المسلم الكريم الذي يتميز برقة القلب، وهذه الرقة سببها الخوف من الله تعالى ومراقبته في تصرفاتنا وتعاملنا... فما خلقنا إلا لنتراحم ونحب بعضنا الآخر...
وهذا رسول الله عاش يتيماً محروماً من بيت إلى آخر، لم يعرف معنى للاستقرار في صغره، ولكن عطاءه لا يزال يصلنا حتى اليوم، وهو يعيش داخلنا إنساناً قبل أن يكون رسولاً...
إيمان إبراهيم

Eibrahem0@gmail.com
Twitter: @EmanIbrahem0

 

إيمان إبراهيم غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قُل .. ولا تَقُل ~ نوف سعود أبعاد العام 12 12-09-2014 11:11 AM
السيل ياتربة زهران يُسقيك بدر العدواني أبعاد اللون 10 11-03-2011 12:23 PM


الساعة الآن 03:43 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.