رواية قنابل الثقوب السوداء أو أبواق إسرافيل.كتارا - الصفحة 2 - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
مرضى متلاعبون (الكاتـب : إبراهيم عبده آل معدّي - مشاركات : 3 - )           »          ارتداد (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 328 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : ماجد العيد - مشاركات : 75196 - )           »          ~ وش يقول الشاعر 🍺 (الكاتـب : رحيل - مشاركات : 240 - )           »          صباح الـ إيش !!!!! (الكاتـب : رشا عرابي - آخر مشاركة : رحيل - مشاركات : 1391 - )           »          ياروح الروح ^_^ (الكاتـب : رحيل - مشاركات : 265 - )           »          في المقهى .. ؟ (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : رحيل - مشاركات : 4464 - )           »          ستقول لي: _ تعالي بما تبقى منك إليْ.. (الكاتـب : جنوبية - آخر مشاركة : رحيل - مشاركات : 11 - )           »          >الحــالــة الآن ! (الكاتـب : رحيل - مشاركات : 438 - )           »          جُمُوحُ العَاطِفة (الكاتـب : محمّد الوايلي - مشاركات : 1691 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي > أبعاد القصة والرواية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-15-2020, 02:42 AM   #1
إبراهيم امين مؤمن
( كاتب )

افتراضي


كما أخذه الإعجاب مِن جانبٍ آخر بنجاح العالم في صنع هذه المصاعد الفضائيّة.
اِنتبهوا إليّه وكعادة بني البشر يحبّون استفزاز الضعفاءِ والهروبِ مِن سطوة الأقوياء بالالتفاف حول الأخيرة خنوعًا ، ونعتهم بكلِّ أخلاقٍ حميدة .
تركوا الأخبار وأخذوا يتغامزونه ويلمزونه كعادتهم مُذْ عاد أبيه بالوجه الجديد ، وفهمان يتجاوز مضايقتهم ولا يردُّ عليهم مع أنّ كلماتهم كالخناجر التي تدمي قلبه ، كما أنّه لمْ يصرحْ لأبيه قول أهل الحيّ حتى لا يضجر .
يقذفون أبيه بعشرات التهم وكان أبرزهم القتْل والنصْب ، وتنوعتْ أساليب همزهم ولمزهم ما بين متأففٍ ومتشدّقٍ ، وما بين متطهّر يمسح ثيابه كلما مرَّ فهمان بجانبه ، وما بين مستهزئ ضاحك وسط قهقات بلغت الآفاق ، وفطين ما زال في البلكونة يفكّر مغتمًا في مستقبل ولده ، ليس من أجله فحسب ولكن من أجل مصر التي تقبع فى ظلمات الفقر والجهل .
وأصحاب اللحى جالسون وحدهم في المقهى وكانوا يلعنون أبيه فيما بينهم لتغييره خلْق الله بعد أن زرع الوجه الجديد ويصفونه بالكفر والخروج عن ملّة الإسلام .
*تلمّس فطين وجهه ثمّ قال..كلّ شئ يهون من أجلك يا أمّ ..يا مصر .
همّ فهمان بمغادرة المكان مستاءً ..فاعترضه بلطجيٌّ واستوقفه واندفعَ تلقاء وجهه ، بينما فهمان يتراجع للخلف ، وقال له أحد أصحاب اللحى لابدَّ مِن القصاص ، مَنْ قتلَ يُقتل أو الفدية بالمال ، ثمّ أسرع إلى فهمان ووقف خلف ظهره وبرك بروك البعير أو كذوات الأربع ، فاصطدمتْ مؤخرته بظهر الحيوان البشريِّ فتشقلب ، فضحك الناس وقالوا المثل القديم ..لا يقع إلّا الشاطر..
شاهد فطينُ المشهد ، فأخذ عصاه وانطلقَ يعدو بأقصى سرعة متوجّهًا إلى الحدث ، أرسلتْ الخليتان العصبيتان الطبيعيّة والصناعيّة معًا إشارة غضب ، وكان الغضب هنا مستمد مِن معينيْن ممّا كان له الأثر الشديد في مضاعفة غضبه وقوّته.
أخذ بيد ابنه فأقامه ، ثُم حصدَ القوم كلّهم وتبيّن سبيلهم وأوغل في نواياهم .
وبروفيسور السياسة حدجهما بإدراك ثمّ قال ..
ها هو الأسد المستنفَر، فلمّا نظر إلى رأسه وعصاه التي يحملها قال ..ها هما العلم والقوة لا غالب لهما ، ولقد شاهد اللاسة والجلباب فقال ..وها هي الأصالة تحيا من جديد لتُعلن عن نفسها أنّها الأقوى.
وقف فطين أمامهم وقد وقفوا أمامه بجهلهم صفًا ، وقفَ وعيناه تدقُّ شررًا ، ملامح وجهه توحّشتْ ، العصا تحولتْ إلى أنياب وكلاليب ، عيناه غدتْ محرك أو مغناطيس فقدْ حدّ بصره إلى ثلاثة مِن أهل الحيّ كان بأيدي كلٍّ منهما عصا وركّز عليها دون أن يدري مكامن قوّته فوقعتْ جميعها على الأرض ، وظنَّ فطين أنّهم ارتبكوا وانتابهم الذعر والخوف إلى درجة الاستسلام .
ارتعدتْ أوصال البلطجيّ والدابة البشريّة الأخرى معًا فلاذا بالفرار ..
نظرَ فطينُ إلى القوم كلهم قائلاً..إلى متى نظلُّ نلهو ونلعب ، إلى متى نتعارك ونتخاصم ، عدونا مِن خلفنا صعد الفضاء بمصاعد فضائيّة ونحن نبتغي في الدهاليز والأنفاق ، نلوي شفاهنا ونتشدّق بألسنتنا لنبثَّ سموم الأفكار الدينيّة في نفوس الشعب المسكين ، ويستعفي بعضنا على بعض في حالات أخرى .
اِسمعوا ..لابدَّ أن نكون إخوة ..وإن عدتم إلى ذلك فأقسم بربّي لأعبطنّكم بهذه العصا ..
نظرّ بعضهم إلى بعضٍ وتساجلوا متلاومين ، يرجع بعضهم إلى بعضٍ القول ، فانفضَّ مَنْ انفضَّ وظلَّ الباقون صامتين بين مؤنّبٍ لنفسه ومؤنّبٍ لغيره .
تمحّصَ وجوههم ثُمّ قال لهم ..أنتم أهلي وجيراني ..
اِسمعوا ..سأقيم لكم سِركًا هنا في الشارع أمتّعكمْ وأعلّمكمْ العلمَ عبر ألعاب سحريّة لمْ تروا مثلها قطّ .
سمع القومُ كلامه ونسوا الحدث برمته وانشغلوا تمامًا بخبر فطين وخبر السيرك وأخذوا يتهامسون فيما بينهم ، وقال بعضهم لبعضٍ لعله يخرجنا مِن همومنا وأوجاعنا ..
أسرعوا إليّه كالمهاجمين ، فرفع عصاه تأهبًّا للدفاع ، لكنّهم أشاروا إليّه براية السلام والإجلال والخنوع .
رفعوه فوق أكتافهم ونسبوا إليّه الشرف والأمانة ، وهذا شأن الرعاع يحبّون القويَّ ولاسيما لو كان كريمًا ويبغضون الضعيف ولو كان منصفًا .



يتبع ..

 

إبراهيم امين مؤمن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-20-2020, 05:51 AM   #2
إبراهيم امين مؤمن
( كاتب )

افتراضي


ولو كان منصفًا .

السيرك .....
في صباح اليوم التالي بدأ أهل الحيّ في نصْب السيرك في شارع على حارة فارغة متفرعة من الشارع الرئيس ، بينما ذهب فطين إلى محلات تُباع فيها الأدوات السحريّة ليشتري منها ما يلزمه .
والغريب أنّه ذهب إلى بعض المختبرات العلميّة وقابل بعض بروفيسورات الفيزياء هناك وكلّمهم في بعض التجارب.
واللافت للنظر أنّ فطينُ ليس كأيّ ساحر، فإنّه عليم بكثيرٍ مِن التجارب الفيزيائيّة ، فكمْ تدارسها مع زوجته خبيرة الفيزياء النظريّة .
لمْ ينسَ ولمْ يفارق خاطره أنّ إقامة هذا السيرك مِن أجل فهمان ، مِن أجل تعليمه بالخارج ، ذاك الحلم الذي يراوده في صحوه ونهاره ، وكلّما أنجز مهمة وتقدّم خطوة نحو إقامة السيرك كلّما شعر أنّ ابنه على أعتاب الجامعات الأمريكيّة .
وفي طريقه للعوده انتابته نوبة ضحك عندما أمسك بالزئبق ، فقد ذكّره بروبوت حتشبسوت التي ألصقتْ نفسها بسقف ردهة الفندق ظنًا منها أنّ الزئبق قدْ تحوّل إلى ثعابين..وظلَّ يقهقه أكثر ويقول أول مرّة أرى تكنولوجيا مسخرة .
قفلَ راجعًا وهو على مشارف الحيّ ، ومِن بعيد وجد أضواءً تخترق أشعة الشمس قبل الغروب بنصف ساعة ، إنّها أضواء السيرك المنصوب .
وكان فهمان آنذاك واقفًا في بلكونة الشقة يترقب عودة أبيه ، فلمّا أقبل من بعيد زاد الضوء لغياب الشمس وضربَ وجه فهمان فأورق واخضرّ .
وضع أهل الحيّ عشرات الكراسي للمشاهدين وفي الأمام طاولة له ..فنادى فيهم أنّ العرض سيبدأ مساءً ، وأنّ قيمة تذكرة الدخول ب.. لجلج .. تلعثم ..خرس لسانه ..إذ دارت عيناه على الجالسين ، فشاهد آباءً أتوا بأولادهم وثيابهم ممزقة ، وشفاههم مشققة ، وبعضهم لا يرتدون أحذية ، ورائحة عرقهم لا تُطاق ، ثمّ ولّى وجهه عنهم ونظر إلى ابنه الواقف على يمينه يفكّر بشأن تكاليف تعليمه إلى الخارج .
شعر فهمان بأنّ أبيه كان يودّ الإقدام على عمل سئ لكن اعترضه ضميره فقاومه ، فتبادلا النظرات ، وكانت نظرة فهمان إلى أبيه تنمّ عن الرضا عنه بسبب ضميره اليقظ الذي قهر حبّ النفس نحو الأبناء ، كما أنّها كانت محفزة له للثبات في وجه هذه المطامع .
فتمالك فطين نفسه ووطأ ألمه بأقدامه الثابتة ثمّ قال ضميره المندفع بنظرة ابنه الواعظة..قيمة التذكرة رمزيّة تناسب أفقر أهل الحيِّ .
وفي مساء اليوم التالي ذهب إلى السيرك ومعه حقيبته ، حقيبة ساحر بكلِّ مستلزماتها ، أقدم على الحشد واخترق الطريق المتوسط بينهما ، بينما هم يقتعدون الأرض على جانبيه.
وما إنْ وصل إلى الطاولة ألقى الحقيبة عليها وأوقف فهمان بجانبه وسلّمَ على المشاهدين وألقى كلمته قبل العرض قائلاً ..
يا بني وطني...
ما أقدمه لكم ليست ألعابًا سحريّة تعتمد على الخرافات والجهل وإنّما على العلم ، كما أنّ عزيمتي على النجاح سحر وحده لأنّها تفعل المعجزات .
أعلمُ أنّ الفقر قدْ طال كلُّ مدن مصر وقراها ، وأنّ الهمّ غدا سمة العصر، وأنّ الماء تنتظرونه يوم تمطر السحاب غيثًا أو تجود الأرض ببئر .
فأردتُ أنْ أرفعَ عنكم هموم نفوس مكدودة تساعدكم على الجلد والصبر أمام نوائب الدهر وغدره .
وفي آخر كلِّ عرْضٍ يتقدّمُ إليّ مَنْ لمْ يجدْ قوته من صناديق القمامة فأعطيه ممّا أفاض الله به علىّ .
فصفقوا تصفيقًا حارّاً وخاصة الذين لم يجدوا غداءهم الساعة ، استوقف الجميع قائلاً لنبدأ العمل الآن .
قال اليوم أريكم ما كان يرونه أجدادكم وآباؤكم عبر العروض الأجنبيّة المتلفزة ، فإنّي أعلم أنّ بيوتكم خالية من التلفاز منذ زمن بعيد ، فبدأ في خطف الأنفاس وعيونهم .
يتبع

 

إبراهيم امين مؤمن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-26-2020, 01:37 AM   #3
إبراهيم امين مؤمن
( كاتب )

الصورة الرمزية إبراهيم امين مؤمن

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 1364

إبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


في خطف الأنفاس وعيونهم .
ناوله فهمان ملعقة منثنية ولكنّها تبدو للمشاهد غير ذلك عند رؤيتها بصورة رأسيّة ، ولذلك أقامها رأسيّا ثمّ نظر إليها بتركيز منقطع النظير، ثُمّ حركها للأمام والخلف بسرعة شديدة لا تستطيع رصدها أيّ عين بسبب الاهتزاز الشديد ، بل إنّ الحركات الاهتزازيّة تظهر أمام الجمهور على أنّ الملعقة تنثني ، ثمّ أوقف فطين اهتزازته بعرض الملعقة أفقياً فظهرتْ الملعقة لدى الرائين منثنيّة مع أنّها في الأساس غير ذلك .
صفقَ المشاهدون تصفيقًا حادّاً ، بينما أحد الجالسين مِن أصحاب الفكر النيّر اشمئزَّ مِن فعْل فطين وتركَ المكان وهو يقذف الجميع بالسبّ واللعنات على جهلهم .
انتهى العرضُ بعد تقديم عروض أخرى تعتمد على تموضع الأشياء .
مضى فطينُ وولده إلى المنزل بعدما حصل على مال يفوق حاجة قوت يومهما بنذرٍ قليلٍ ، وفهمان نافرٌ متقززٌ مِن فعل أبيه ، فهو يعلم بالضبط أنّ الملعقة لمْ تنثنِي ، وأنّها بدتْ للعين منثنية بسبب تغيّر موضعها ، كما يعلم بالضبط الإشارات الكهربيّة والكهرطيسيّة التي أرسلها المخُّ للعين .
ولكنه آثر الصمت واعتبر ما أخذه أبوه نظير جهد قدراته الحركيّة والأطلسيّة على تحريك الأشياء وتموضعها .
يطوّرُ فطين ألعابه يومًا بعد يومٍ والناس في تزايد مستمر والإيراد يزيد بنذرٍ قليل ٍ، وحان الآن منتصف شهر ديسمبر، بركان كاليفورنيا .

الجزء السادس
بُرعم حضارة ينمو في رحِمِ الغرب...
اسم العملية..فتى البركان الملثم ..
استيقظ جاك على صوت صراخ منبعث مِن القناة الإخباريّة ، ليست أذنيه التي تفاعلت مع الصراخ وإنّما ضميره ، فصوت الصارخ المستغيث يسمعه ذو الضمير الحيِّ كجاك ، بينما لا يسمع ذو الضمير الميت ألفَ صارخ مستغيث ، لا بأذنيه ولا بضميره .
هبَّ مفزوعًا ، فرأى أبراجًا تتهاوى في مشهد رهيب ، فتذكّر ضرْب البرجيْن الآثم الذي مضى عليه نحو قرن .
حدّقَ بصره بحدّة وما يحدُّق إلّا في وجه الفناء ، فرأى دموعًا كالأنهار ، ودماءً تحترق ، وعظامًا تذوب في بحور من الحِمم البركانيّة الطاغية.
وأصغى السمْع وما يسمع إلّا الحسيس وأزيز الطائرات التي تُحلّق فوق سماء الحدث ، وصراخًا وفرارًا ورعبًا وهلعًا .
ولمْ تمرّ إلّا دقائق معدودة وشاهد أهوال القيامة تتجسد أمامه على شاشة التلفاز ، فكان سقوط البرجيْن سنة 2001 رحمة بالنسبة لهذا الوحش الأشبه بباطن ثقب أسود .
ناطحات السحاب تتهاوى متهدمة وبعضها خُسفت ، والبركان يباغت الناس في منازلهم فيحترقون ويصبحون بخارًا يتطاير في الهواء .
الناس تجري فرارًا إمّا من الخسف أو الحرق ، والسيّارات يتخذونها مهربًا مِن البركان الغاضب .
البركانُ أكل السيارات ، وتجشأ بطعام القطارات ، وتكرّع بدماء الضحايا ، يُميت بلا رحمة فقد هرب منه قطارًا امتلأ عن آخره بالشباب والأطفال والعجائز والرجال فأدركه وضربه من جانبه ثمّ ابتلعه.
ولم يرحم حتى المغيثين ، فقد انفجر في طائرة إغاثة فأحرقها .
امتزجتْ أصوات صراخ البرئ والمجرم ، والظالم والمظلوم ، والكاره والمحبّ ، والسجين والسجّان ، حتى الرضيع يصرخ جوعًا يريد أن يلقم ثدي أمّه لكنّه اللحظة لم يدرِ أنّه لقمة البركان .
ومواسير ناسا ذات القطر الواسع تحاول أن تغيث ، فتدفع بمائها بكلّ ما أُوتيتْ مِن قوّة غير أنّ البركان بغتها فأرداها صريعة وابتلعَ ماءها ، ورئيس ناسا يشاهد مواسيره المحترقة فيدعو الربّ بالخلاص .
وأبواق الحكومة الفيدراليّة تناشد المواطنين بترْك المنطقة الثائرة وترْك كلّ ما خلفهم ، ولقدْ قال قائلٌ منهم..اتركْ فقد يكون بينك وبين الموت ثانية واحدة فاظفرْ بها واستفدْ وانج بنفسك .
والصلوات تُتلى في الكنائس فِراراً إلى الغيّاث الأكبر ..ربّهم .
وما أدهش العالم أكثر أنّ أقوى بركان كان بركان بيركلي القريب مِن الجامعة ، ظلّ يجري مقتحمًا ما فوق الأرض وما تحتها متّجهًا نحوها ، والطلبة تُنذر بمغادرة المكان ، بينما رئيس جامعة بيركلي ظل واقفًا ولم يتحرك وقال ..نهلك معًا أو نبقى معًا .
فلمّا وصل البركان برد وتجمّد كأنّه سجد وخشع ، وعلى الرغم أنّه لم يرحم الرضيع لكنّه هذه اللحظة خشع وانهار ولم يقوَ على النهوض .
ولقد حار العلماءُ في شأن هذا البركان الذي توقّف ، علماء الجيولوجيا وناسا يؤكّدون أنّه كان ولابدَّ أن يواصل زحفه ويحرق الجامعة ، لكن القساوسة أكّدوا أنّها معجزة ربانيّة تؤكد دفاع الربِّ عن هذه الجامعة لموْلِد رجلٍ سيكون السبب في نشر الفضيلة وحماية هذا العالم مِن الفناء ، وقد صدقوا فعلاً "كما سيتبين مِن أمر جاك وفهمان".
العالم كلُّه يتابع المشهد ، دول الغرب ترسل سراياها للمساعدة والتدعيم ، حكّام العرب يبكون ويتباكون على أمريكا والشعب الأمريكيِّ ويعلنون الولاء والتضحية بالنفس مِن أجلهما ، والشعب الفلسطينيّ مثْلج الصدْر يحمد الله ويُعلن الشماتة ويردّد أقوال بعض آيات القراءن الكريم التي تتكلّم عن الانتقام مثل..إنّ الله عزيز ذو انتقام -إنّ ربك لبالمرصاد-ولا تحسبنّ الله غافلاً عمّا يعمل الظالمون إنّما يؤخّرهم ليومٍ تشخص فيه الأبصار..صدق الله العظيم.
بينما بعض المساجد ترفعُ أكفَّ الضراعة مبتهلين لاعنين الأمريكان وداعين بالتدبّر في آيات الله الكونيّة .
وفي مشهد آخر وعلى بُعد عشرات الكيلو مترات مِن منزله رأى جاك كاميرا تسلّطُ الضوءَ على طفل وطفلة لمْ يتجاوزا الست سنوات .
الطفل سمين ذو وجه ممتلئ وهيئة حسنة بينما الطفلة هزيلة وملابسها مهترئة ونحيفة شاحبة اللون .
بدأ الإعلاميّ يتكلم عن هذا المشهد ليبيّنه ويشرح ملابساته إلى المشاهدين ودور الحكومة الفيدراليّة وفريق الإغاثة في إنقاذهما ..بدأ يصف المشهد وملابساته.. وقدْ قال مُستهلّاً وجاك يسمع بانتباه وترقّْب ..



يتبع

 

إبراهيم امين مؤمن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-05-2020, 11:29 AM   #4
إبراهيم امين مؤمن
( كاتب )

افتراضي


وعندما شعر مؤيد برضا فطين نظر إليه مبتسمًا ..لنرحل إذن .

الجزء التاسع
العلم مع ضمير حيّ معيار حضارة عريقة..
الحركة بتأثير الدماغ ..
عاد فطين إلى البيت مثقلاً بالأعباء والهموم ، لا يدري كيف يواجه ولده بمسألة تأخير سفره إلى أجلٍ غير مسمى .
دخل حجرته فوجد الحبال الثلاث فأزاحهم ثمّ قطّعهم وقال ..لا انهزام ، لا انكسار، لا قضبان .. ثمّ أقبل على ابنه وفرد جسده ليتحرّر .
جلس بجانبه وما زال فهمان يغطّ في النوم ، ثمّ تذكّر كلمات مؤيد الأخيرة ..
"ركّزْ تركيزًا شديدًا سوف تُفعّل مباشرة ، ركّزْ على ألعابك السحريّة وسوف تأتي بالخوارق بالفعل ..ارفعْ التذكرة وقمْ بعمل الدعاية سوف تحصد مالاً كثيرًا "ظل يحادث نفسه حتى رنّ الهاتف فانتبه.
إنّه مؤيد .
حذّره عبْر الهاتف قائلاً .البروفيسور يسلّمُ عليك ويقولُ لك..
ركّزْ وتخيّلْ أنك تنقل الأشياء وهي سوف تنتقل مباشرة ، وما دام التركيز مستمر ستظلُّ في حراك متواصل ، وعند زوال التركيز يزول تأثير الحركة فيها ، وإيّاك أن ترهقها فالبروفيسور قال لو أكثرتَ مِن التركيز فستتلف عقلك وستتلف أيضًا الخليّة .
ردّ عليه فطين بأنّ الفكرة قد أدركها تمامًا .
أنهى الطبيب مؤيد مكالمته..
ظلَّ فطين يفكر في الأمر كثيرًا واهتدى لفكرة مبتكرة تعتمد على الحاسوب العصبوني برأسه ، وغدًا يعدُّ لها العدة .
نزل بعض المحلات التي تبيع الأدوات السحريّة واشترى مستلزمات اللعبة السحريّة الجديدة ، وعزم على عمل ألعاب تتحرك بفعل خليته الصناعيّة ، وهمس لنفسه بها وسمّاها "الحركة المعلقة ".
دخل حجرته وأغلق الباب حتى لا يشاهده فهمان ، أعدّ ترتيبات التجربة وفي كلِّ مرّة تفشل ، شغّلَ الكمبيوتر وفتح بعض الكتب حتى يستطيع أن يؤدّي التجربة بنجاح ، وبعد بحثٍ مضنٍ وعمْل التجربة مرات عديدة نجحتْ بامتياز .انتفضَّ مِن مكانه فرِحًا مُهللاً .
اليوم التالي أرسل منسقو ألعابه إلى أهل الحيَّ وأخبروهم باللعبة الجديدة ، ونادوا في الأحياء المجاورة بأنّ الساحر فطين سوف يعلّق الأشياء ويجعلها تثبتُ ضد الجاذبية الأرضيّة .
وأنّ سعر التذكرة ستتضاعف في هذه التجربة إلى مئة ضعْف .
سمع فهمان الأخبار فصُعق وشعر بالذنب ولكنّه آثر الصمت حتى حين .
والملاحظ أنّ هذه الزيادة دفعت الناسَ إلى الفضول ممّا زاد عددهم وتتابعوا حتى افترشوا الشوارع ، انفضَّ عنه كلّ الفقراء وخاصة آكلوا صناديق القمامة ، لكنّها أرسلت الفضول إلى الفئات الأخرى .
فتتابع كلّ الناس غير الفقراء لمشاهدة العرض ، وممن حضروا ..الأغنياء ، وتيارات إسلاميّة متطرفة ، وأعضاء في حركة مذهب التنوير، وشخصيات سياسية ، وأفراد من الأمن القومي المصريّ ، وبعض وسائل الإعلام .
وقربت ساعة الصفر فانطلقَ فطين مِن منزله يصاحبه ولده حاملاً حقيبة العمل .
وصلَ إلى السيرك وهاله المشهد ، تفحّصَ المشاهدين وأيقن أن الجُحر الذي يعيش فيه هو وابنه سوف يكون أمام مرمى سمْع وبصر البلد كلّها وقد ارتاع لهذا كثيرًا وانقبض قلبه .
ناوله فهمان بعض أدوات التجربة فأمسكها وطرحها على الطاولة مستاءً وقال له ..انتظر يا ولدي ، ثمّ نادى على أحد المنسّقين له قائلاً ..
أين أهل الحيّ ؟ أين أصحاب جحور النمل ؟ سمعها فهمان فانفرجت أساريره وزفر زفرة طويلة كأنّ ثقلاً رُفع من على قلبه الآن .
فأجاب المنسق ..يفترشون الشوارع المجاورة ويلتحفون بنجوم السماء .
ترك فطين موقعه غير مكترث للحاضرين وذهب إليهم ، فسمع قولاً لأحد الأطفال لأبيه..أبي "هو عمو فطين طردنا ؟ "
فهرع إليه وأبصره فوقف الطفل وتبعه أبوه وقوفًا ، ركّز فطين على الطفل فوجد دموعه على خدّه ، تنزل على شفتيه المشققتين ، نظر إلى ثيابه فوجده مرقّعًا .
نادى عليهم جميعًا قائلاً ..إخوتي وأبنائي لن يرقد فطين مرقده اليوم حتى تروا جميعًا عرض الليلة ، والتذكرة سنضاعفها مرّة واحدة ، فهلّلوا جميعًا .
قفل راجعًا ، وقف أمام الطاولة وبجانبه ابنه وقال .. نبدأ باسم الله ..وتوكلتُ على الله..
ألقى على الطاولة بعضًا مِن قطع المعادن ذات حجم كفِّ اليدِّ (مغانط ) ثمّ ألقى على بُعد 60 سم تقريبًا سائلاً متجمّداً "زئبق متجمد بالهيليوم".
قام بالتركيز على السائل ، حرّك يده اليمنى جهته كأنّما يستنهضه ، بدأ وجهه يرتعشُ بشدة ، حتى جلد وجهه يرتعش خفضًا ورفعًا وما زكى الرعشةَ إلّا قوّة التركيز الخارق .
بدأ السائل المتجمد يتحرك كأنّما يدفعه تيارُ هواء شديد جدًا ، وكلُّ المشاهدين ينظرون في حالة ترقّب فاغري الأفواه ، ترقْب يكاد تنخلع له القلوب .
ثمّ بدأ السائل التحرُك حتى اعتلى المعدنَ بالقفز ، وهكذا غدا السائل معلقًا في الهواء دون تدخل أيّ قوّة خارجيّة .
بلغت الدهشة منهم مبلغًا عظيمًا ، فصمتوا هنيهة ثمّ هبّوا بأهازيج كادتْ تخلع جدران المكان .
أسكتهم فطين ليكمل تجاربه ..
ناوله فهمان سوائل متجمدة أخرى على أشكال مختلفة ، منها سائل شُكّل على هيئة رجل عربيّ يمتطي فرسًا ويحمل سيفًا فقال فطين..هذه ملحمة الناصر صلاح الدين ، وعربيّ آخر يحمل جناحي صقر جريح ويمتطي حصانًا أعرجًا فقال فطين..وهذه سمفونيّة.. سوف تنهض يا وطنى .
وانقبضت أسارير فهمان من جديد عندما حلّل التجربة بداخله فوجد فيها تدليسًا وغشّاَ ً.
انتهى العرضُ والناس في حالة تصفيق حادٍّ وأهازيج كالرعد .
بعدها توافد على المكان المنتظرون في الشوارع المجاورة ، دفعوا التذكرة وأخذ كلّ واحد منهم مكانه ، وفعل فطين نفس التجارب هي هي .
بعد ذلك مضيا إلى البيت وفطين يقول لابنه ..سأضع هذه الحقيبة في المصرف ، يقصد مال التجارب .
قال فهمان بصوت حزين ..أبتِ لا أريد السفر ، أنا أحبُّ بلدي يكفيني بلدي.
ردَّ عليه فطين بأنّه متعب وأنّه سوف يكلّمه في هذا الشأن غدًا ، ثمّ مضى مسرعًا إلى الخارج بلهفةٍ ، وبمجرد أن اختلى بمكان هاتفَ مؤيدًا ليدعوه لأخذ المال ، فأتاه وأخذه .
عاد فطين إلى البيت فوجد ابنه يبكي بحدّة ، فسأله دهشًا ..ما بكَ يا ولدي ؟ أدموع الفرح هي ؟
-لا أريد السفركما قلتُ لك .
-لم يا ولدي؟ ما الذي غيرك ؟
-أنت .
-أنا ؟ ألمْ ننه مسألة سفرك ؟
-بمال حلال ، بمال حلال يا أبتِ .
-ومَنْ قال لك يا ولدي أنّي ساسفّرك بمال حرام !
-المال الذي يأتي بالكذب على الناس واستلاب أموالهم وهم في حاجة إليّه مال حرام ، لمّا فطين المصريّ مَثل الشرف والوطنيّة الآن كاذبٌ وغاشٌ يكون المال حرام .
-لطمه لطمة شديدة سقط على إثرها على الأرض قائلاً..اسكتْ اسكتْ ، أنت غبي لا تعلم شيئًا ، ثمّ نهره بصوتٍ جهوريّ حاد وهو غاضب..
لمّا الناس تدفع ضرائب لأجل المحافظة على هويّتهم وأعراضهم يكون هذا عارًا!
لما دولة عربيّة تدفع لأخرى مِن أجل دفع ضرر المعتدي عليها يكون هذا عارًا!
ثمّ خفّض مِن حِدّة صوته وقد كان واقفًا فقعد ثمّ قال متأوّها ..ربيتك على الأمانة والشرف والآن تقول أنّي كاذب وغاش ؟ كيف؟ كيف يا ولدي كيف؟
-هبَّ فهمان واقفًا ودموعه قد خالطها الدم المنهمر من وجهه قائلاً بثقة ويقين ..
ضاعفت تذكرتهم ، وكذبت عليهم ..سكت هنيهة ثمّ فصّل ..
ضاعفتْ تذكرتهم وهم لا يجدون قوت يومهم ، وكذبتَ عليهم أيضًا ..قلتَ لهم أنّك حرّكتَ الأشياءَ وعلقتها في الهواء ، في حين أنّكَ استخدمتَ الخواص الفيزيائيّة للأشياء لحملها ولكن لا ، لا ..لا أدري كيف قرّبتَ السائل المجمّد ، أنت تضلل الناس يا أبتِ .
-ردَّ فطين دهشًا..اشرحْ لي يا ولدي استنتاجك ، اشرحْ ..يكلمه فطين وهو يمسح دموعه ودماءه من على وجهه ، ثمّ أخذ بيده وأقعده تلقاء وجهه وما زال يسكّته ويمسح وجهه وقال بيّن لي ، بيّن لي ، اشرحْ ..
-بدأ فهمان يشرح لأبيه استنتاجه متهدّج الصوت مهزوم النفس متحسّر القلب..

 

إبراهيم امين مؤمن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-14-2020, 02:44 AM   #5
إبراهيم امين مؤمن
( كاتب )

افتراضي


متحسّر القلب..
السائل المتجمد زئبق في غاز الهيليوم ، الزئبق مادة فائقة الموصليّة لا يعمل عند درجة حرارة الغرفة لذلك أحطته بغاز الهيليوم البارد جدًا لتنهار مقاومته تمامًا .
-ارتعشت يدا فطين فقد ظنّ أن ابنه تجسس عليه بالأمس أثناء عمل التجربة لذلك سأله ..كيف عرفتَ أنّ هذا زئبق وهذا هيليوم !
-من نتائج اللعبة ، فالمعدن يا أبتِ لم يكنْ معدنًا عاديًا بل مغناطيسًا كهربائيّاً .
الحقل المغناطيسيُّ المتولّد مِن المغناطيس حرّض التيارات الكهربائيّة على سطح الزئبق ممّا نتج عنه حقول مغناطيسيّة معاكسة تنتج من التيارات المحرّضة.
تلك الحقول الجديدة فيه تسبّبتْ في تحريكه ليصبح معلقًا في الهواء .والحقول المغناطيسيّة غير مرئيّة .
أمّا تقريب الزئبق حتى يعتلي فلا أجد لها تفسيرًا ، كيف قرّبته لتحدث عملية الرفع ، لا يمكن فِعل هذا إلّا مِن خلال خليّة عصبيّة مرتبطة بالدماغ وأنت لا تمتلك هذه يا أبتِ ، مَن حرّكه ليعتلي يا أبتِ ؟ مَن حرّكه ؟ أتخاوي الجِنّ يا أبتِ ؟
-بمجرد انتهاء كلامه اِحتضنه أبوه بقوّة وحرارة والدموع تنهمر من عينيه ، ثمّ ربت على ظهره حامدًا شاكرًا الله على عطائه المتمثل في ابنٍ جمع بين العلم والضمير الحيِّ .
ثمّ أبعده مِن حضنه ليرى وجهه ويمسح دمعه وهو ما زال ينتفض من البكاء وقال ..ستصبح يا ولدي حجّة على أهل العلم جميعًا ، قمْ يا ولدي اغسلْ وجهك وثقْ في أبيك ، واعلم أنّي أخذت مالاً لأُحيى أمّة ، أحيي العروبة .
-فهمني .
-الأمر ليس بيدي ولا أملك قرار البوح بهذا السرِّ العظيم ، لكنْ قرَّ عينًا يا ولدي وثقْ في أبيك ، ولا تنسَ أنّي قلتُ للناس أنّي اعتمد على خواص المواد لتقديم هذه الألعاب ، أي أنّي لم أغش يا بني .
-اقتنعَ فهمان بكلام أبيه ولكنّه ما زال متعبًا لأنه لم يبح له بسرّه .
-ابتسم فطين ، ثمّ خلع لاسته ووضعها على رأس ابنه ثمّ قال ..هذا تاج ملك الدنيا ، فضحكا معًا .
وكلُّ عدّة أيامٍ تأتي سيّارةُ الطبيبِ مؤيد تأخذُ ملايين الأموال ، ثُمّ تنصرفُ .
وتتابعتْ الايامُ وتنوّعتْ ألعاب فطينِ السحريّةِ ، وبدأ الناسُ يأتون مِن المحافظات ، فقام المنسّقون بتهيئة الشارع الرئيس لعروضه ، وذاع صيتُه حتى وصل إلى أمنِ الدولةِ المصريّةِ وسوف يترتبُ على ذلك كارثة ستحلّ به قريبّا !
بعد قرابةِ شهرٍ......
موسكو...
وفْدٌ سرِّي مِن اتحاد المقاومة سافر إلى موسكو بعد إعداد مال الصفقة ، حضرَ ليعاين حقول القوّة ويبرمُ الاتفاق .
وزارةُ الدفاعِ الروسيِّ أتوا بالخلطة ثمّ وضعوها في جهازهم فاستخرجت حقل القوة المكوّن من النوافذ البلازميّة والستائر الليزريّة والشاشات النانونيّة ثمّ نصبوه .
ومن مركزِ إطلاقِ الصواريخِ أطلقوا صاروخًا عليه فاصطدم بالحقل وأحدث رجّة عنيفة جدًا أشبه بالزلزال ثُمّ وقع منصهرًا .
ثمّ أطلقوا صاروخين معًا فاصطدما به ووقعتا منصهرة على الأرض .
ثمّ التجأوا هذه المرة لتسليط حزمَ الليزرِ عليه فلمْ تُحدث فيه أىّ ثقب ، كما لمْ تُسبّبْ له أيّ انصهار ، وقد كان أمر حزم الليزر خدعة لم ينتبه إليها الاتحاد .
انطلقوا جميعًا إلى المختبر لإتمام الصفقة .
أخذ الروسُ المالَ وأعطوهم الجهاز .
تمَّ شحنَ الجهاز إلى مصرِ مِن ضمن أجهزة استيراد مِن الخارج ولمْ يعلم الجمرك بالطبع ما بها .
اتّصلَ فطينُ كعادته بعد أوّل كلِّ عرض ليبلّغَ مؤيّدًا بتوريد حقيبة جديدة مِن المال فأجابه أنَّ اتحاد المقاومة أنجزَ المهمةَ وجارٍ العمل لتصفّحِ الأنفاقِِ الرئيسةِ بحقولِ القوى .
حمدَ اللهَ بعدما اطمانَّ عليهم ، ثمّ شردَ كثيرًا وقرّرَ أنْ يُسفّرَ ولدَه فهمانَ بهذه الحقيبة ، ويخفّضُ التذكرةَ مِن جديدٍ إلى عهدها الأوّلِ.وبالفعل..تمَّ الشروعُ في التنفيذ وإعداد أوراقِ سفر فهمان .
وفي داخل الاتحاد ..وُضِعَ الجهازُ أمام مجموعة مِن بروفيسوراتهم ، قاموا بفحصه وتحليله بطريقتِهم ، وبعد مرورِ ستّةِ أشْهرٍ مِن الفحص والتحليل استطاعوا أنْ يصلوا لسرّ صنعِه بعدها مباشرة ، صنعوه عمليًا بنجاح منقطع النظير .
ملحوظة ..وكان فهمان في نهاية هذه الفترة في بيركلي.. فيما بعد.. فيما بعد .

الجزء العاشر
السفرُ وإجرءاته ...
اتّجه فطينُ إلى أحد المصارف ووضع حقيبة آخر عرض باسم فهمان فطين المصريّ ، تلك الحقيبة التي أبى اتحاد المقاومة تسلمها بعد أن استطاعوا توفيرَ مالِ الجهازِ بأيدي المخلصين مِن أبناء فلسطين والعروبة وبعض الشخصيّات الأجنبيّة التي تحبُّ العدلَ والسلام .
عاد فطينُ مِن المصرف إلى المنزل مباشرة فوجد فهمان مغتبطًا ..
فسأله عن مصدر سعادته..
فقال له ..بسبب خفْض تذكرة الدخول .
ردّ فطينُ بعد أنْ زفرَ زفّرةً طويلةً كأنّما جبل كان جاثمًا على صدره قائلاً ..شدة وزالتْ يا ولدي .ثُمّ تابع كلامه..لقدْ وضعتَ لكَ مالاً وفيرًا في المصرف باسمك لتسهيل إجراءات سفرك والتحاقك بالجامعة التي ستختارها ، سكت هنيهة ثمّ تابع كلامه..
ماذا اخترتَ؟

يتبع

 

إبراهيم امين مؤمن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-21-2020, 04:50 PM   #6
إبراهيم امين مؤمن
( كاتب )

الصورة الرمزية إبراهيم امين مؤمن

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 1364

إبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


ماذا اخترتَ؟
ردَّ فهمانُ بثقة..أريد الحصول على بكاليوريوس في العلوم الفيزيائيّة ، ثُمّ أردفَ ..وقدْ حددتُ لك المطلوب مِن الإجراءات كي التحقَ بالجامعة هناك .
-أيّ جامعة اخترت؟
-جامعة بيركلي بكاليفورنيا.
-ألم تكن هذه الجامعة التي حفظها الله من البركان بمعجزة ؟
-هي يا أبتِ حفظك الله ورعاكَ .
-صمت فطين متأملًا في ابنه وتفرّس شيئًا قاله في نفسه ..لعلّ الله حفظها من أجلك يا ولدي ، ثمّ سأله ..متى تنوي السفر ؟
-بمجرد الانتهاء من الأوراق اللازمة سأسافر فورًا ، خلال ستة أشهر على الأكثر أكون في بيركلي .
-تمام ..أعدّ أوراق سفرك وتوكّلْ على الله .
-أعددتها أبتِ..وبمجرد الموافقة على ابتعاثي وحصولي على خطابِ قبول جامعة كاليفورنيا وحصولي على نموذج i-20 المسمى بشهادة التأهيل الصادر منها عبر البريد السريع سأحصلُ على تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة مباشرة f-1 مِن القنصليّة الأمريكيّة بالقاهرة ، وبعدها أعدُّ حقائبَ السفر مودِعًا إيّاك يا أبتِ.
-وما المسار بالضبط حال نزولك أرض الأمريكان ؟
-ساتصل بالملحقيّة المصريّة بواشنطن ، وبعدها اتّجه مباشرة إلى كاليفورنيا جامعة بيركلي ، وهناك سيأخذوني إلى حجرتي بالسكن الجامعيّ الخاص بها.
-كيف ؟ ألَا تحتاج إلى إبرام عقد خاص بالسكن الجامعيّ ؟ أمْ ستنزل في غرفة إيجار خاصة أولاً ؟
-أنا أحجز مِن مصر أبتِ ، وعندما أذهب إلى هناك أكون على علم بمنزلي الجامعيِّ لديهم .
-الحمد لله ..يطيبُ المنزل إن شاء الله.
فراق ووصايا في جذر الرجال
الفراق..
أعدَّ فهمان أوراق سفره استعدادًا للرحيل في الصباح ، والآن الليل هو محطة انتظار لحين فلْق الحبّة .
هاتف فطينُ الطبيبَ مؤيدًا ليأتيه على وجه السرعة ، فلمّا أتاه أخبره أنّ فهمان سيسافر في الفجر متّجهًا إلى أمريكا مِن أجل استكمال دراسته .
-بالتوفيق إن شاء الله ..
-بوجّهٍ كالحٍ قال ..صديقي الحميم لمْ يكن لفهمان أحدٌ غيرالله وسواي ، ولو حدث لي شيئًا فسيضيع ، ولن يستطيع استكمال دراسته بالخارج .
-ردَّ مؤيد مطمئنًا ..فطين الإشارة خضراء على الدوام مِن اتحاد المقاومة للسير إليك والوقوف بجانبك وتلبية كلَّ رغباتك مهما كان الثمن .
صمت فطين لحظات وفجأة أجهش بالبكاء وظلَّ يبكي حتى وصل إلى حدِّ الخنين ، وبدأ صوت خنينه يرتفع مع رعدة تصيب الجسد ، وفهمان يسمع صوت نحيب أبيه من داخل غرفته فيبكي ويزداد بكاءً ببكاء أبيه ، خرج فهمانُ مسرعًا من غرفته واقتحم مجلسهما ، ثمّ قذف حضنه في حضن أبيه ، وقال بصوت متهدّج من البكاء ..لن أسافر، لن أسافر أبتِ ، لن أتركك.
أبعده فطين عن حضنه قليلاً ثمّ مسح دموع عينيه بيده اليمنى ، وربت بعدها على شعره وقال ..لابدَّ أن تسافر بني ، مصر في حاجة إليكَ ، لابدَّ أن نضحّي مِن أجل تراب بلدنا ،سافرْ.. سافرْ ..وإن أردتَ أن تخفّفَ عنّي ما أجده فكنْ عند حسن ظنّي بك ، وأرني وهذا العالم من هو فهمان فطين المصريّ .
بكى مؤيد لهذا المشهد الساخن المفعم بالحرارة ، أشدّ ما تأثّر به مؤيد هو كلمة فطين لولده "لابدّ أن نضحّى من أجل تراب بلدنا ".
نظرَ مؤيد إلى فطين وقال له متأثرًا..اطمئنْ تمامًا ولا تخشَ فنحن أيضًا أهله ، ألم ترَ رأسك ؟ ألم تدرِِ أنَّ الدّم المصريّّ والفلسطينيّ دمٌّ واحدٌ ! توكّلْ على الله وسفّر ابنك واعلمْ أنّي أتكلم ب ..اقتربَ إلى أذنه وهمسَ قائلاً ..بلسان اتحاد المقاومة .
ثُمّ استاذن ورحل مؤيد .
-نظر فهمان لأبيه وقال..لِم لا تسافر معي؟
-أسافر! ومَنْ ينفق عليك؟
سافرْ أنت مع السلامة ، وتعلّمْ واخدمْ وطنك ..سيأتي يومٌ ياولدي وستحتاج مصر إليك ، هذا اليوم ستجد فيه من يحمل هذه البلد ويقيم دعائم العدل فيها ويستعين بك وبالعلماء للعودة مجددًا إلى القمّة التي فقدناها منذ قرون .
سنتقلّد القممَ يومًا ، ونطفو مِن لُجج الأنهار طفْو النجاة لا طفو الغرقى كما هو الحال اليوم ، فطفو الغرقى خاص بالمنافقين يا ولدي .
اذهبْ ..اذهبْ ونِمْ الآن حتى تستطيع أن تسافر.
مرّت الساعات حتى أذّن الفجر الآذان الأخير الذي فيه يفترق الحِبّان .
لمْ يناما ، كانت ساعات الانتظار تحرقُ الأكباد قبل القلوب ، حتى جاءتْ لحظة الخلاص ، رغم أنها الضربة القاضيّة إلَا أنّها سوف تريح القلوب والأكباد من جلدات الانتظار .
أذّن الفجر مُرسلاً بين ثناياه رُسلَ الرحيل ، وتنفّسَ الصبّح لهيبًا في قلبيهما ، وأرسل سطوعه أضواءً تضئ لفهمان دروب الرحيل .

على أبواب المطار...
حمل فطين حقائب ابنه وأستقلّا سيارة قاصدين المطار .
وهناك ولّى عهد الكلام باللسان ، تكلّمتْ العيون فقط ، ترسل كلماتها دموعًا ساخنة ، وانكتمتْ الأنفاس في فضاء الرحيل .
على أبواب المطار سقطتْ لاسته فشعر أنّ رأسه قُطعتْ مرّة أخرى ، وفقدَ عصاه التي يتوكأُ عليها فشعر عندها وما كذبه قلبه قبل ذلك بأنّه الوداع الأخير .
على أبواب المطار تستعد الطائرة لتقلع به وبالركاب متّجهة إلى بيركلي التي حفظها الله من البركان .
قال فهمان بعينيه ..سأفتقدك يا أبتِ ..
ردّ فطين بعينيه..وأنا كذلك يا ولدي يحفظك الله من كلِّ شياطين الأنس والجنّ .
وحلقت الطائرة في الجوّ وفطين يرمقها بعينين زائغتين ، بينما يده اليمنى ما زال يحركها مودعًا إياه .
ولجَ فطين الحيّ فقابله أحد الأهالي وسأله عن لاسته المزركشة ، تحسّس فطين رأسه فوجده حاسرة ، ثمّ عاود وسأله عن عصاه فنظر في كلتا يديه وتذكّر أنّه فقدها في المطار ، تركه فطين ولم يجبْه بشيء ، ولجَ حجرة ولده يرفلُ في ثيابه فأمسكها مسمارٌ في الباب فمزّقها .
تسارعتْ دقّات قلبه حتى أغلقتْ أنفاسه كأنّه في حشرجة النزع الأخير من الموت ، ركض ساعات فتململَ كالمريض .
تحامل على نفسه وقام ليطفئ نار الفراق بصبّ الماء على أعضاء جسده ، فتوضأ وصلّى ودعا الله أن يثبّته على هذا الأمر الذي لا طاقة له به.
ثمّ رقد في مصلّاه وظلّ نائماً أكثر من اثني عشر ساعة .

الجزء الحادي عشر
غرفة ببيركلي تتوّج جبين الجامعة شرفًا وعزّة إلى الأبد ..
طارتْ طائرة الرحيل إلى أمريكا ، وبمجرد هبوطها توجّه فهمان إلى إدارة الهجرة والجوازات بالمطار بأوراق الالتحاق وتأشيرة الدخول إلى مسئول الجمارك وحمايّة الحدود ليختم له تاريخ الدخول إلى الولايات المتحدة الأمريكيّة .
اتصل فهمان بالملحقيّة الثقافيّة المصريّة في واشنطن لتسوية الشئون الماليّة الخاصة بدراسته ومعرفة كلِّ الأمور المتعلقة بوحدات الدراسة ، وكذلك لمعرفة الأمور الخاصة بالمدينة السكنيّة التي سيقيم بها .
بعدها ركب إحدى السيّارات الهجينة إلى كاليفورنيا قاصدًا جامعة بيركلي ، وبمجرد نزوله أرض الجامعة اصطحبه أحدُ إدارىّ الجامعة إلى سكنه بالمدينة الجامعيّة الخاصة بها .
كانت المدن الجامعيّة في أمريكا مخفّضة نسبيًا في العقود السالفة ، ومع توافد الكثير مِن الطلبة إلى جامعات أمريكا وتزاحُم ولاياتها إلى حدٍّ أصبح مِن غير المعقول قبول أجناس عربيّة أو أسيويّة ، بدا هذا الدعم النسبيِّ يقلُ تدريجيًا حتى انعدم تقريبًا ، حتى أنّنا لا نكاد نرى فرْقًا كبيرًا بين تكاليف منزل في فندق كبير وغرفة في المدينة الجامعيّة .
وكانت حجرة فهمان التي اتّفقَ عليها مُسبقًا مِن مصر فسيحة نسبيًا ، تحتوي على سريرين ، ونظرًا للتكاليف السكنيّة الباهظة آنذاك فقد آثر أن تكون مشتركة لرفع نصف التكاليف عن أبيه .
وقد سبقه إليها جاك ، فقد اختارها مِن قبْله .
أقدم عليه فهمان ، وما إن نظرَ إليه حتى شعر بشيء يربطه به ، شيء يصله به أشبه بحبل المشيمة السري ، فصافحه مغتبطًا .
*وفى اللحظة التي صافح فيها فهمانُ جاكَ كان أبوه ما زال نائمًا في مصلّاه لم يستيقظ بعد ، انفرجت أساريره وتبسّم بسمة وهو نائم .
صافحه وتعمّد فهمان عندها ارتطام يده بيده بقوّة أثناء المصافحة ، اكتنفه الذهول فقد شعر ببرد يده في قلبه.
شعر بقوة قبضة يده وهكذا كان أبوه ، لمْ يلحظ أيّ اهتزازٍ في جسده فهو ثابت كالمسمار وهكذا كان أبوه .
ابتسامته عريضة صادقة وهكذا كان أبوه ، فتمنّى عندئذ أن يكون هذا الفتى كلّ أهله بعد أبيه .
لمْ يتركْ فهمان هذا الشعور الرائع يمرُّ عليه مرَّ الكرام ، حدّقه ، تفحّصه بنظرة عميقة ، وأوغل في نفسه يريد أن يتفحّص أعماقه وهو ما زال يصافحه لم يتركْ يده بعد .
قسمات وجهه تأخذ مِن كلِّ ملامح أهل الأرض ، لمْ يكن أحمر ولا أصفر، كما لم يكن أبيض ولا أسود فقد اجتمع في لون بشرته خليط مِن كلِّ هذه الألوان ، وإن كان يغلب عليه اللون الاصفر، وكأنّ ملامحه تشير أنّ كلَّ ألوان أجناس البشر هي كلُّها كلُّها أوطانه ، وصدقت فراسة فهمان فهي بالفعل نظرة جاك للعالم .
عيناه حادتا البصر كالصقر ، واسعتان ، عريض المنكبين ، مفتول العضلات ، ممتلئ الصدر إلى حدٍّ ما ، غزير الشعر في اليدين ممّا ينمُّ أنّه غزير كذلك في الصدر .
لا بالطويل ولا بالقصير وإن كان للطول أقرب .
هدوؤه وابتسامته الخفيفة تدلّ عن شاب يتسم بالمودة والعطاء .
أكثر مِن دقيقة وهو ما زال ممسكًا بيده فلم يسحبها ولم ينبسْ بكلمة ، ولقد توغّل أيضًا جاك في أعماق فهمان فوجد فيه النبوغ والتضحية والعطاء .
فلمّا طال بهما الأمر سحب كلٌّ يده .
وعزما على التعارف وبدأ فهمان بالكلام..
-أنا فهمان فطين المصريّ ، أودّ دراسة العلوم الفيزيائيّة .
-وأنا جاك ، سكت هنيهة ثمّ أعاد وزاد ..جاك الولايات المتحدة الأمريكيّة .
-أيّ مواد دراسيّة سوف تسجّلها .
-علوم فيزيائيّة .
-جيد جدًا .
-بالطبع كما وصفت ..وأرجو أن نتعاون معًا ما دامت ميولنا واحدة .
-وأنا كذلك ، أنا سعيد بزملاتك جاك ، ثمّ تمتمَ على استحياء..ماذا تعني جاك الولايات المتحدة الأمريكيّة ؟
-ألم يكن فهمان المصريّ هو ابن الفراعنة؟.
تثاءب جاك رغبة منه في إنهاء هذا الحديث ، وكان هناك سريران فخيّره قائلاً..أىّ السريريْن تحبُّ ؟
ركضا..بيد أنّ عينا فهمان لم تناما ..يفكّر في أبيه ماذا يفعل بعده ، كما يفكّر في هذا المهيب الذي يرقد على السرير الآخر.
سأله فهمان مجددًا..هل يسكن أبوك هنا في كاليفورنيا؟
-مات.
-رحمه الله ..وأمُّك ؟
-ماتت.
-رحمها الله.
-هل لك أقارب؟
-أمريكا ..
-وهل ال.....
لم يكملْ السؤال حيث سمع له صوت الغطيط ، فنظر فوجده يغطُّ في نومٍ عميق.
كابوس فهمان ..
رقدا ، ولم تجمع الحجرة جسديهما فحسب ، بل جمعت روحيهما من خلال كابوسين ظهر في ملامحهما تكليفًا برسالتين .
ورقدا أول نومة ، ورأيا عُجاباً .
أمّا فهمان فقد كان كابوسه مخيفًا .
رأى روحه بعد ثلاثة عشر عامًا من مستقبله تعبر سمًا كسمّ الخياط ، ثمّ طُرحت على طاولة ناريّة فخشي أن تحترق ، فضج صارخًا يستغيث ، فجاءته مخلوقات تبدو عليها علامات التقوى فأمنته وأسكنته ، بعدها ببضع سنوات ألقوا عليه نورًا لم يره من قبل فنهض وقام من مرضه ، ثمّ رأى آلهة كاذبة تستعبد البشر فتمنى عندها الموت فصرخ وخرّ ساجدًا .
كابوس جاك ...
وفي نفس التوقيت يحلم جاك بكابوسٍ هو الآخر .

 

إبراهيم امين مؤمن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-30-2020, 10:07 PM   #7
إبراهيم امين مؤمن
( كاتب )

الصورة الرمزية إبراهيم امين مؤمن

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 1364

إبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


وفي نفس التوقيت يحلم جاك بكابوسٍ هو الآخر .
يري وحشًا بحجم الشمس ، ثمّ أخذ ينكمش على نفسه حتى أصبح مثل مدينة صغيرة ، ثمّ فتح منتصفه كأنّه فمه ، ثمّ سعى خلفه ليأكله ويأكل مَن حوله ، لكنه قرّر أن يباغته ليمزّقه مِن الداخل ، فجذبه فدخل بين فراغات أمعائه ومزّقها ، ولكن للأسف فقد كان يمزقه هو الآخر ، صرخ وما زال يصرخ حتى استيقظ صارخًا .
نظر تلقاء فهمان فوجده مستيقظاً لكنه كالمجنون ، يصيح أغيثوني أغيثوني .
اندفع إليه جاك فاعتراه فزع آخر غير فزعه ، انطلق يُهدّئ من روع فهمان ويهزّه من منكبيْه كأنّما يوقظه حتى يصمت .
فقال له فهمان معذرة أخي لعلّ صوتي أيقظك فزعًا .
ردَّ جاك .. أهو كابوس ؟
ردّ ..نعم.
فتعجّب جاك مِن تزامن كابوسيْن في أول لقاء يجمعه مع هذا العربيّ الخلوق ، وعندها علم جاك أنَّ هناك آصرة قويّة تجمع بينه وبين هذا الفتى .
في صباح اليوم التالي ذهبا معًا إلى المرشد الأكاديمي ، استفسرا عن نظام الدراسة فيها سواء الخاصة بالمواد الدراسية وسنة التخصص وعدد ساعات اليوم الدراسي الواحد و .. الخ .
فأجاب بالتفصيل ، وظل يتكلم ، ومن ضمن ما قال ..
العالم في حاجة إلى روّاد فضاء للبحث عن كوكبٍ يدعم الحياة ، فموارد الأرض على وشك الفناء خلال المئة سنة القادمة .
واستهلاك العالم لهذه الموارد فاق الحدّ ، كما أنّ الجنّ غدا يشاركنا طعامنا أكثر من ذي قبل .و ..
لم يسمع ولم يرَ جاكُ في المرشدَ الجامعيّ إلّا حركة شفتيه التي ما زالت تتحرك ، وكذلك فهمان ، فقالا في نفسيهما..يبدو أنّ هذا الرجل كان قسّاًَ .
مساء اليوم التالي ...
بعد لقائهما بالمرشد الاكاديميّ لم يضيّعا وقتهما ، حيث ذهب فهمان لشراء بعض الكتب في مجال الفيزياء الذريّة وأحدث المختبرات الحديثة مثل مصادم الهادرونات المستقبلي fcc-1 ووضعها على الأرض ، ثمّ نظر في الجدران فتفاجأ بوجود أرفف عليها ، لحظات وولج جاك الباب واعتلى سُلّمًا ليضع كُتبًا عليها ثمّ نزلَ وقالَ ..هذه كتب طائرةٌ فيها ما يحمينا مِن الفناء .
قرأتُ عنواناتها ، كلّها كتب تتكلم عن فيزياء الفلك والعلوم الفضائيّة .

في صباح اليوم التالي..
اجتمعَ رئيسُ الجامعة بالدوليين المتميزين فقط وكان منهم فهمان بالطبع وعرض عليهم قروضًا حسنة مقدمة مِن الحكومة الفيدراليّة على أن تسدّد أثناء عملهم في أمريكا ، وإذا اِرتأت أمريكا الاستغناء عن الطالب بعد تخرجه تنازلتْ عن الدين .

وتمرُّ الأيّام وألِفَ جاك فهمان وأحبّه .
وذات يوم ..فتح جاك الحاسوب الكبير في الحجرة المشتركة ، كتب في محرك البحث ..."رحلات الفضاء القمريّة"
شاهد فيها مجموعة من الروبوتات وهي تحمل أطنان مِن تربة القمر لاستخلاص هيليوم -3 في الأماكن المظللة منه ، شاهد كثيرًا مِن الروبوتات تتسلّق المصاعد الفضائيّة تندفع بشعاع من الليزر مِن الأرض ثمّ بعد ذلك تسير متّجهة إلى القمر مدفوعة من خلال الخلايا الشمسيّة النانويّة التي انتهى منها خبراء العالم منذ عدّة أيّام .
فضلاً عن تعبيد منطقة كبيرة عند خط الإستواء تمهيدًا لبناء محطة كبيرة من الألواح الشمسيّة النانويّة على أرضيّة القمر .
وذكرتْ وكالة ناسا أنّها لا تودّ عمْل محطة شمسيّة مداريّة فحسب بل تريد تثبيتها على أرض القمر .
وذكروا تقنية لنقل الطاقة الكهربائيّة مِن القمر إلى الأرض باستخدام المرايا .
رنَّ جرسُ هاتف فهمان ، نظر.. إنّه أبوه يطمئنُّ علي حاله .
خرج مِن الحجرة إلى الردهة العامة ، طمئنّ أبيه بالهمس ، ثمّ سأله عن حاله أيضًا فأجابه بأنّ كلّ شئ على ما يرام ، وأمره بأن يعتني بنفسه وأغلق الخطّ على الفور .
همس فهمان في نفسه قائلاً ..أعرف أنّك ما استطعتَ أن تسيطر على مشاعرك ، فلمّا كاد الدمع ينحدر مِن مقلتيْك دعوتَ لي وأغلقتَ الخطّ كي لا أسمعك .
ولقد صدق حدس فهمان فبمجرد أن أغلق الخطَّ لم يتمالك أبوه نفسه وأخذ يجهش بالبكاء وقال وهو يمسح الدمع من خديّه..كلّ شئ يهون في سبيلك يا مصر .
غاب ساعة يهيم على وجهه حزنًا على مشاعر أبيه التي احترقتْ وتضعضتْ مِن لهيب الغربة .
دلف فهمان باب الحجرة ودخل ، وبمجرد دخوله وجد جاك يتمتم بكلمات عن رحلة إلى أحد النجوم قائلاً ..هذه المحطة الشمسيّة من الممكن استغلال طاقتها في إطلاق شعاع ليزر من محطة ليزر تُبنى بجانبها .
والشعاع يدفع شراعًا شمسيًا بمسافات لا بأس بها ، لكن المشكلة أنّ الدفع سيكون في نهار القمر فقط حيث تتغذى الخلايا الشمسيّة على الشمس .
و ...
واستمر يحدّث نفسه وفهمان يسمعه ويحدّق في وجهه ، فلعب به الفضول وأعاد تشغيل الفيلم مِن جديد بعد أن استأذنه ، فدار بخلده بعد مشاهدته ما دار بخلد جاك أيضًا .
نظر إليه جاك وهو يفعل ذلك ، وبمجرد أن انتهى فهمان قال ..سوف تحتاج رحلتك هذه إلى جهاز شامل يدعم الحياة ، فحملق فيه جاك وحدّجه بقوة إعجابًا وحبّاً .
كلّ يوم يمرّ تزداد الآصرة بين جاك وفهمان حتى تخطتْ كلّ حواجز اختلاف الجنسيّة والديانة ، وما كان هذا التخطّي إلّا لصفاء قلبيْهما وعظمة بذلهما للغير فضلاً عن عبقريّتهما العلميّة.

 

إبراهيم امين مؤمن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2020, 03:10 PM   #8
إبراهيم امين مؤمن
( كاتب )

افتراضي


عبقريّتهما العلميّة..
الجزء الثاني عشر
حروب ضارية على موائد صناديق القمامة...
لم تمضِ بعد سوى بضعة أشهرٍعلى سفر فهمان ، وفطين في همٍّ متواصل ليل نهار، فالحرمان يهزّه ويفكك أوصاله على الدوام ، ويشعل قلبه حرقةً واشتياقًا .
حتى أنّ عيناه ذبلتْ ، وبدأ يفقد بعض قواه المعهودة .
وكثيرًا ما كان يجرفه الشوق إلى ولده فيتخذ قرارًا بالسفر إليه ، بيد أنَّ أعباء مصاريفه كانت بمنزلة قيدٍ يمنعه ويغلّ قدميه .
ولمْ يكن الحرمان هو الضارب على نفسه فقط ، بل الفاقة والذلة التي أحاطت بالعرب ، والخنوع الكاسح من الأنظمة العربيّة لنظيرتها الغربيّة مما يهدر كرامتهم وكرامة شعوبهم ، فضلاً عن الكارثة الكبرى وهي تسهيل الدعم اللوجستيّ والنفسيّ لانخراط المنظمة الصهيونيّة لتنخر في جسد دولة فلسطين .
وهنا ، هنا في الوادي الجديد تتجسّد كلّ مظاهر الفاقة والذلة أمام عينيه .
كثُرتْ صناديقُ القمامة وأصبحتْ تنتشر في جميع أنحاء الوادي الجديد لأنّها غدتْ الطعام الرئيس للغالبية العظمى من أهلها .
والصناديق رغم كثرتها فإنها لا تكفي حاجة أهلها من الغذاء فتسبّب ذلك في نشوب معارك فيما بينهم .
فاضطر النظام الحاكم وضْْع عساكر عليها حفاظًا على الأمن القوميّ من جهة ، ومن جهة أخرى كي لا يعتاد الشعبَ على البذخ والإسراف .
وللأسف جرت فيها الرشوة أيضًا فتحصّل من غذائها من لا يستحق وحُرم منها من يستحق .
ومن المضحكات المبكيات أنّ القطط والكلاب المحلّية أصابها الهزال من الجوع فقتل بعضهم بعضًا أثناء تسللهم خلسة من أجل الحصول على طعام هذه الصناديق .
ومن بعيد نشاهد كلبًا ثمينًا وقطة ثمينة أُستوردا من أمريكا وسويسرا ينظران إلى صناديق القمامة ، وبينما هم على ذلك إذ ألقى مالكهما قطعًا من اللحم البقريّ الطازج لهما .
فجرى إليها أحد أطفال الفقراء ليحوزها ، فرآه مالك الكلب والقطة فأقبل عليه غاضبًا وكاد يقتله لاتهامه بسرقة أموال الناس لولا أن أسرع أبوه وانتشله من أنيابه وفرّ به .
تناول الكلب الأجنبيّ قطع اللحم وأسرع بها إلى والد الطفل وألقاها بين يديه ، نظر إليه كلبٌ محليّ فحقد على الطفل فأراد أن يتسلّل خلسة ويأخذها منه.
وهذه الصناديق تمتلئ دومًا ببقايا طعام الأغنياء التي أخذت تتضخّم ثرواتهم بطريقة مذهلة ، وتمتلئ أيضًا من وحدات الكتائب العسكريّة المصريّة ، بينما نجد صورة مشرقة تطلّ من بعيد ، إنهم أعضاء المجلس العسكريّ الذين يعملون في الخفاء .
كانوا يعطون بعض الجنود طعامًا طازجًا ويقولون لهم ..اِذهبوا إلى صناديق القمامة بهذا الطعام واَعطوه لمن تجدونه هناك من أفراد الشعب .
وكان منهم وزير الدفاع واسمه مهديّ ، سمع الخبر ذات يوم فنام ليلته بلا عشاء لأنّه أرسله إليهم ، نام بلا عشاء لا من قلة القوت ولكن حزنًا وغمًا .
لم تكن كلّ هذه الصور القاتمة لتمرّ على فطين دون أن ينفعل معها ويتفاعل ويؤدّي دوره فيها كرجل وطنيّ من أبناء هذا الشعب .
لم يستطع فطين أن يفعل شيئًا تجاه ما يرى ، كلّ ما استطاع أن يفعله هو الذهاب إلى الصناديق بالمال الذي يتحصّل عليه ليلقيه فوق رءوسهم .
ولقد تحصّل على مالٍ كثير بعد أن رفْع سعر التذكرة التي يشتريها الأغنياء بطريقة مبالغة جدًا ، ومع هذا لم يُحجموا عن الإتيان إلى السيرك ومشاهدة العرض .
وفي هذه المحطة الهامة ألا وهي توزيع ماله على الفقراء وقعت الواقعة التي ليس لها من دون الله كاشفة إذْ....
تسرّب خبر فطين إلى نظام الدولة بأنّه يساعد الفقراء فوضعوه تحت المجهرحتى لا يمثل خطرًا على النظام ، فمن المعروف أنّ الخوف قد سيطر على الشعب فشلّ أركانه ، وفطين قد يشجعهم يومًا من أجل المطالبة بحقوقهم المهضومة .
وأمن الدولة ترى أن فطين توافرت فيه كل سُبل القيادة .

الجزء الثالث عشر
الدببة الروسيّة تقهقعُ على مفاتيح أبواب فلسطين..
مكتب رئيس الوزراء الإسرائيليّ إسحاق يعقوب..
هاتف يعقوبُ وزير دفاعه فحضر فورًا .
فأمره بالجلوس بعد أداء التحيّة العسكريّة فأبى أن يجلس .
-كلّمه يعقوب ..لِمَ لا تجلس ؟
-الوزير..ليس لدينا وقت للجلوس سيادة الرئيس .
-يعقوب ..استرحْ لتسمعْ .
-الوزير ..أنا لا أريد أن أتشبّه بالعرب سيادة الرئيس ، فهم دائمو الجلوس والكلام وأنا أريد الحركة والعمل .
-يعقوب ..صدقت وربّي يا وزير دفاعنا .
المهم ..هل أرسل وزير العلوم والتكنولوجيا الأجهزة الجديدة .
-الوزير ..منذ دقائق فقط .
-وهل انتهوا خبراء هيئة الصناعات العسكريّة من تجهيز الصواريخ ؟
-انتهوا منذ ساعات .
-هل جرّبتموها ؟
-جرّبناها ، تخترق القشرة الأرضيّة لأعماق ستدهشُ العالم .
-ممتاز ..وخبراء الجيولوجيا جاهزون ؟
-جاهزون .
-وخبراء هيئة الصناعات العسكريّة .
-جاهزون .
-وأفراد العمليّة ..جاهزون ، يتحرّقون شوقًا لأخذ ثأر إخوانهم الذين اُستشهدوا من قبل .
-والروبوتات ؟
-تستطيع أن تعمل بمفردها دون توجيه لأنّ عليها برنامج الاقتحام .
-اتصلْ بطيايري القوات الجويّة وابدأ التنفيذ فورًا..أنا منتظركم هناك .
-قال الوزير دهشًا ..معذرة سيادة الرئيس ..أين تودّ الذهاب ؟
-إلى المعسكر لشرْح عملية اقتحام النفق المراد اقتحامه بالصور ، بعدها مباشرة نذهب كلنا لمسرح العمليّة سيادة الوزير .
-أنت! أنتَ ! كيف ؟
-ألم تقلْ منذ دقائق أنّك لا تحبّ الجلوس ولا الكلام ؟ ألَا تحبّ لي ما تحبّ لنفسك ؟ هيّا فأنا لا أريد الكلام أيضًا..جهّزْ فريق الاقتحام والطيارين واسبقوني عند مركز العمليّات الحربيّة ، ثمّ نتّجه مباشرة إلى النفق لاقتحامه.
حضر الجمْع كلّهمُ وأُنيرتْ شاشة كبيرة ، وقف أمامها يعقوب إسحاق وأجلسهم أمامه ليبيّن شكل النفق المراد اقتحامه .
إنّها مجموعة صور استطاعوا الحصول عليها عن طريق أحد عيونهم .
بدأ يعقوبُ عرض الصور ، وكانت أول صورة ..
أمسك يعقوب عصا وأشار إلى الصورة قائلاً ..
هذا النفق يطلق عليه المغتصبون النفقَ العقرب ، أولئك الذين يسمّون أنفسهم اتحاد المقاومة الفلسطينيّة .
ولقد وصموه بذلك إشارة أنّ مَن يودّ مسّه بسوء لابدّ أن يُلدغ فيموت .
وهو أحد الأنفاق الرئيسة الهامة للمغتصبين ، وأشار إلي الجدران والأسقف قائلاً ..وكما ترون هذه الجدران والأسقف طبقات خرسانيّة مدعّمة بطبقات من الرصاص السميك .
ولكن لونها غريب وكأنّها مطليّة بمادة ما ..ولقد حاول رجالُنا معرفة سبب تغيّر لون جدرانها وأسقفها فلم يهتدوا لإجابة .
وعرضَ صورة أخرى ، أشار بعصاه عليها وقال ..هؤلاء قنّاصة على مداخل النفق ، تلك القنّاصة التي تستطيع أن تسقط عصفور من على شجرة على بعد نصف كيلومتر واحد .
وصورة مستقلة يظهر فيها شكل الكمائن والفخاخ فضلاً عن عشرات الألغام الأرضيّة .
ثمّ عرضَ صورة أخرى تبيّن شكله من الداخل ، وأشار عليها جميعًا بعصاه قائلاً ...
كما ترون أنّ طرقها معبّدة بصورة أشبه بشكل خيوط العنكبوت ، ولذلك فهي أنفاق عنكبوتيّة تؤديّ إلى متاهات ومهالك.
فهم عندما يأتونه لابدّ أن يكون معهم خريطة تبيّن لهم المكان المراد الوصول إليه أو المكوث فيه.
فيها أسلحة وذخائر، وجاسوسنا لم يستطعْ تحديد مكانها ، لكنّه قال لنا أنّه يرى عربات محملة بالأسلحة والذخائر تخرج منها ولا تعود ..وطبعًا يا سادة هذا معناه أنّ النفق فيه مصنع أسلحة .
وأنزل العصا وقال ..
ومثل هذه الأنفاق تُمثل حضارة كبيرة ، فهي مجهّزة بكلّ سُبل دعم الحياة من غذاء واتصالات وصناعة ، يا سادة ..المغتصبون يستطيعون أن يحيوا عشرات السنين في هذا النفق دون الاتصال بالخارج .
ومصدر خطورة هذا النفق وأمثاله أنّه يمثل مسرح العمليات الحربيّة ووضْع الخطط لباقي أفراد المقاومة كما يسمّون أنفسهم .
وفيه يتمّ تدريب الكوادر القتاليّة وتصديرها إلى باقي الأنفاق وخاصة ترحيل المدربين إلى سيناء .
كما أنّهم يطلقون صواريخهم منها مستهدفين مدننا التي يقطنها المدنيّون والعسكريّون على حدٍّ سواء.
إنّها يا سادة المجد الرئيس للإرهابيين ، ومصدر رعب لنا طوال قرنٍ كامل أو يزيد .
أقفلَ الشاشة ثمّ قال ساعة الصفر بعد لحظات ..علينا بالتحرك الآن ..توكلنا على الله ..وألقى العصا وتلثّم تأهّبًا لخوض الاقتحام .
الاقتحام ..

 

إبراهيم امين مؤمن غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بشأن رواية قنابل الثقوب السوداء إبراهيم امين مؤمن أبعاد الإعلام 6 11-12-2019 12:19 PM
قنابل الثقوب السوداء أو أبواق إسرافيل إبراهيم امين مؤمن أبعاد الإعلام 4 07-12-2019 01:07 AM


الساعة الآن 01:27 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.