د. طارق الجهني ..
شابٌ سعوديّ حقّ أنْ تُفاخرُ به بِلَاده إن تفاخرت الأقطارُ بأبنائها
لكنها اليومُ تنعاه!
د. طارق ..
كانَ يُحيكُ أجمَلَ القِصَصْ
وياللأسف! من يُحيكُونَ الجمال دَومًا تُسارِعُ خُطاهُم بالرّحيلِ عَنّا
ومع ذلك كانَ رَحيلُهُ حاني!
فقد اختارَ مثواهْ الأخير عَ مقرَبةٍ منّا، كَيْ لَا نشعُرُ بوحشَةِ فقدِهْ
فـَ قلبُ الفقيد في الدارينِ نابضٌ بالمواساةِ والحُبْ.
د. طارق ..
كانَ ينسِجُ قِصَصَ الإنجاز، ويترُكُ للآخرين التعليق عليها
فَصِباهُ تعلّقَ بالتفوّق
ومهنته في طبّ الْأسنانْ رشحته لنيلِ المشرفيّة
في الترقّي والتزكيَة والإشراف والمسؤوليّة
فقد كانَ رئيسًا لقسم الأسنان في مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة،
وتم تعيينه كذلك بالعيادات الملكية،
وقبلَ هذا وذاك كان شابّا وطنيّا يفخرُ بانتماءه لوطنه ودينه ..
فقد عُرِضَ عليه الجنسية الأمريكية عندما كان يدرس الزمالة هناك ولكنه رفضها
وكان يردد حينها:
«وطني أولى بي، فأنا لم اجتهد إلا لأخدم الوطن والمجتمع،
فبدون مجتمعي سأبقى وحيدا طيلة عمري»
د. طارق ..
شابٌ يُراكِمُ الديون في قلوبِ من يعرفونه
حتى في السّر كان يُغدِقُ إنفاق إحسانه
فقد اكتشف بعد وفاته "أنه كان يشرف على علاج أغلب أبناء أيتام جمعية البر
في عيادة الأسنان التي افتتحها متكفلاً بعلاجهم،
وأيضًا كان لديه عيادة يعالج فيها الفقراء بأجر رمزي،
مع تخصيص ثلاثة أيام للأيتام بالمجان".
د. طارق..
صاحُب عدسة أسماها "قسورة"
وكانت اسمًا عَ مُسمّى
تقنِصُ فرائس الجمال بحرفَنَةٍ بالغة
فقد نظم 4 معارض فوتوغرافية ضمّت أجمل الصور حول العالم
تحتوي على لقطات نادرة وجميلة،
وكانت آخر أمنياته قبيل وفاته ..
إقامة معرض دولي عن جدة يضعها بين مصاف العالم المتحضر الأول،
تلبية لدعوة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة.
لكن الْأقدار لَا تُمهِلُ الْأماني أحيانًا!
د. طارق ..
شابٌ يُحبّ الحيَاة جدًا، فكانَ من صُناعها
وقليلٌ من يصنعُ حياة في زمنٍ أدمن الجميع هدمها فينا!
تجد دليل إتصاله غامرًا بالألفَة، أعضاءه من الْآلْ المصابة باحتياجه
آل رحم
آل يتم
آل عِلم
آل هِوايَة
لا يتواجد بين آله آلٌ فانِيَة!
د. طارق ..
كانَ شابّا نبيلًا عندما أحَبْ
صبورًا لَا يستعجل مِنَ الرب أرزاقه
فَرُزِقَ حوريتين "فرح ولَارا" بعد شيئا من صبر
فأقرّ الله بهما عينيه شيئًا من وقت، لم يتمدد كثيرًا لِحكمَةٍ إلهيّة محضة!
د.طارق ..
كانَ وارِفَ القلبِ وافِرَ الجَسَد
ووَفرة جسده أكسبتهُ ظُرفًا وقبولًا رباني في قلوبِ من عرفه
حتى لو من لقاءٍ واحد أو مصافحة يتيمة!
وفرة جسده لبّت نداء المشيئة الربانية في يومِ عَرفات
فـَ ضربت معَ أقداره موعدًا لم يُخلِفَهُ طارق!
د. طارق ..
أدخل أحد المستشفيات الخاصة في جده
لِإجراء العملية الجراحية لإنقاص وزنه "عملية تدبيس معدة"
ودخل على إثرها في غيبوبة استمرت 22 يوما حتى فارق الحياة!
عَ أثر خطأ طبي واضح أُرتكبَ عَ يد طبيبة تخدير لَا تحمل ترخيصا
لمزاولة المهنة في البِلَاد!
.
.
أمرُ اللهِ نافِذ
لكن هَلْ كانَ ذلك اليوم:
يوم تصفِيَة حِسابات بين الحِرصِ والْإهمال؟
هَلْ كانَ يومُ إقِتصاصُ (الفَهلَوة) مِنَ الإتقان؟
هَلْ كانَت معركة من معاركِ هجمة الفسادِ عَ الإصلاح
بِحَقْ كانت معركة جبانة
ففارسُنا لم يأتي وسِلَاحه معه
أتى وراية الثقة بالله ثُمّ بأبناءِ ومرافقِ الوَطَنْ ترفرفُ أمامه
لِتبدأ معركة لم يعلم بدخانها الذي سيجثم عَ صدره المُحب
كانَ مسجّى تحتَ الشراشفِ البيضاء
يُصافِح أخوانَ المهنة ورفقاء السّلاحِ النبيلْ
ما عَلِمَ أنهم حفنة جبُناء
وثلة أغبياء!
.
.
لكن ..
هُناك فصلٌ آخر بعد رحيلِ طارق ابتدأ عَ يدِ أسرته ومحبيه
من خِلَال التقاضي في عدة جهاتٍ داخلية وخارجية
وكذلك إنطلَاق حملة إعلَاميّة غايتها توصيل رسالة نزيهة
للجهاتِ المسؤولة أن ابنُ الوطن دمه لَا يذهبُ هدرا
وأنّ طارق الذي كان يهبُ العناية الفائقة لمرضاه
لَا يمكن أن يسمح أثره الطيب بتكرارِ الخطأ الذي دفع روحه الغالية ثمنًا له!
وقد أسفرت تلك التحركات في بدءها عن غلق بعض غرف العمليات
في المشفى سيء الذكر!
لـِ د. طارق ..
أسرة يخوّلها مركزها الإجتماعي والتعليمي والأخلاقي المرموق
لفعلِ الكثير والكثير
لوقفِ مجازر المستشفيات الخاصة
وبترِ أيدي الأطباء التجاريين
وفضحِ ضمائرِ المتكسبين من جراح وأرواح العباد.
ويجب مساندتها إعلَاميّا بشتى الوسائل
المقروءة والمرئية والمسموعة
حتى تكونُ الْأرواح كـ روحِ طارق الْآن
"مطمئنة"
دُعاءكم يا أحبه لـِ طارق
ولِأمه وأبيه
ولِـ فرح ولَارا قرة عينيه
ولِزوجته وأخوته وذويه
ولمن غادرته صنائع يديه