أما آن لسباتك أن ينتهي ( أنثى السبات ) - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
الزمن بوّار (الكاتـب : عادل الدوسري - مشاركات : 0 - )           »          الهبوب الصلف (الكاتـب : عادل الدوسري - مشاركات : 2 - )           »          قطوف من قراءاتي (الكاتـب : د. لينا شيخو - مشاركات : 42 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75178 - )           »          لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 512 - )           »          هذا الوهم ! (الكاتـب : عبدالعزيز الرميحي - مشاركات : 10 - )           »          [ بكائية ] في فقد البدر .. (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 18 - )           »          حَدِيثُ الصُّوَر: (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 422 - )           »          أغنية منسية.. (الكاتـب : سهيل العلي - آخر مشاركة : منى آل جار الله - مشاركات : 5 - )           »          ماذا تسمع الآن (الكاتـب : رشة عطر - آخر مشاركة : منى آل جار الله - مشاركات : 394 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-03-2014, 02:26 PM   #1
علي آل علي
( كاتب )

الصورة الرمزية علي آل علي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 22

علي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعة

افتراضي أما آن لسباتك أن ينتهي ( أنثى السبات )




إني أرغبُ أن أكتبَ عنكِ تفاصيل سياسيّة لا تهدأ أبداً، ليس لشيء إنما للسبات الطويل الذي أتاكِ بعد سعادة كنت أنت هيَ وكنت أنا لها، لا أظن بأني قادرٌ على استيفاء ساعة عمر من هذا العمر حتى أشهد يقظتكِ من جديد في يومٍ ما، هيَ رغبات تشكلها ثلاثية شكلي هذا، إنها روح وجسد وعقل يتسامرون فيما بينهم كأنهم زهّاد، يزهدون في كل شيء ما عدا التفكير بك في هذه اللحظات الساخنة.
مُنحنى مسيرتي ينحني تجاهك، يأخذني إليك، والوصف هنا أتى به الكثير غيري، إذ قالوا وهم بمثل حالتي هذه بأنهم يميلون كل الميل بلا إرادة منهم إلى من يعشقون،أما بعد ذلك فإنكِ لو سألتني عن هذا اليوم ما شأنه، تاريخه، أي اسم أطلق عليه، فسأقول إنه اليوم، وهل مثله يوم، لا أدري لكنّني أراه وحيداً كمثلي، يتكرر فقط باسمه في أسبوع غير هذا الأسبوع الحاوي له، يولد بأحداث جديدة، بقريحة هاجس معاصر لذاته، يمثله ولا يمثل هذا اليوم الذي أعرفه ويعرفني.

أما آن لسباتك أن ينتهي، فسنوات أعيشها ملّت من قعدتي هذه، تحثني على أن أقوم من مكاني، وأترك هذه الجدران ذات البياض التي تُحيط بك، أترك سريرك سرير الغدير الذي يحملك، أترك هذا المخدع الذي لا يخدعني مهما بدا منه بأنه يوهمني بتضاريس وعرة، لا تصلح بأن أسير عليها وإن حاولت أن أسير كواثق الخطوة حينَ يمشي ملكاً.

أما آن لسباتك أن ينتهي، فميلاد هذا العام أوشك أن يبدل جلده بجلد جديد، لا يُعلم أيّ شكلٍ سيكون عليه، قد ولّت المعتقدات هاربة، مهما تجرأت على المكوث طويلاً لأقرأ من خلالها أقدارك فيما بعد، إلا أنها تشعر بكبرياء سباتك الطويل، تخشى أن يوقظه سباتٌ لي أزلي يتمثل بهيئة المنتظر إيّاكِ، تلك المعتقدات تحاول أن تثبت بأن لغة المستحيل تعيش لحظاتها الحالية كيقظة سريالية، لا يمكن أن تكون واقعية، مهما عُبّر عنها بأنها أوهامٌ تتوارد مرّات عديدة عليّ بأنها خزعبلات تلفاز خشبي قديم، لا ألوان له إلا الأسود والأبيض والرمادي، تُحاول أن تلاقح بعضها لعلها تُخرج قوس المطر الملوّن، لكنَ أوانها لا يسمح بأن تتعداه ما لم يحن عطاءها، كفتات خبز لا يصلح للأكل ما لم يلمّ بعضه بعضا ليكون كالرغيف المتماسك لا يتناثر منه الفتات، هل لي بأمنية الرغيف تلك؟ أمنيةً تسدّ جوع هذا الإحساس ليتكفل بإبقاء حياتنا ضمن حياء الحياة التي قدر لنا بأن نعيشها.

لا أعتقد بأنَّ عاشقاً قد قدم وجبات عشق شهية كما قدمتها أنا، إني أثق بمعطياتي كما أثق بأنَّ يقظتك ستكون عصراً كاملاً بحضارته وثقافاته وفنونه، ولا بد أن يكون كذلك، لأنني أُؤمن بأن ما وقر في ذاتك هو مكنون اللؤلؤ، يدلف استباحةً لمرجانٍ كي يحفظه كأنه الدرّاق تماماً، وليتني أستطيع الظفر بمفاتيح أسراره، وبخرائط ذكرياته، وبأسطورة تاريخه المتشبث بتلابيب روحك الملائكية الممتدة على سرير الغدير، ليت لهذا التعبير أن يتكرر في كل سطر، ها أنا قد أعدت الكرّة تلاوةً له، إعداد المنهك لذات معانٍ تُعيد لفظها الذكريات، وهي منتشية هذا التكرار، والتعداد، والإطناب، منتشية الآداب العربية التراثية، منطلقةً من قصيدة لمعد كرب، ومسافرةً إلى لشبونة الأندلس، قادمةً من المعلقات الشعرية، إيقاعها موشحات أندلسية، وبلاطها الملكي قصور الذهب بمرو، وبغداد، والشام، والقيروان، وفاس، لا حدود تقيّد الحريّات، ولا جواز سفر مخادع يجعلنا نظنُّ بأنَّ الطوائف هي مايُميّزنا، إنما فرماناً صادراً من الأنباء الأولى، يعيد الأقدمينَ إلى حفاة الأقدام المعاصرين، وإن معاصراً مسافراً إليك، إلى حلم خيالات المنام لديك،ذلك المسافر هو حافي الأقدام أيضاً، هو أنا إن لم أخطئ، هذا هو صوتي يا أنثى السبات يحاول التشبث بجدران الصمت التي تحيل نداءاتي عن الوصول إليك، براءةٌ من عجزي هذا إلى أن ألقاك حين التصاق روحك بجسدك، فأشهد حينها يقظة عهدك الجديد على ناصية ربما.
للخيالات أسفار مختزلة، وإنَّ بعْثُها يسافر بنا إلى أعداد لا نهائية من الحكايات، نفهمها أو لا نفهما، لكننا نجيد سبر أغوارها بأقلام الدنيا على أوراق واقعية المدر، والغدر، والخيانات التي استفحل أمرها، تقتل في كل يوم أربعون شبيها لكل روح تسكن جسداً فانياً، ومن العجب أن ترى بعد هذا القتل تكاثراً، وتناثراً هنا وهناك، حتى لم يعد للمعارك أرض خالية من الحياة كي يتعارك فيها الجنديّان، من أي فصيلة كانت قد استباحت القتل لأجل إيقاظ أنثى غيركِ لا تسكن هنا، ولا أريدها أن تبقى مهما بلغ منها من سطوة، وكم أتمنى أن تواريها الشمس عني كي لا أستبيح قتلها وأنت ماثلةً بذكراكِ في سباتك الذي أتمناه أن يزول عنكِ عاجلاً غير آجل في هذه الحياة، لكي أراكِ يقظةً ولو قبل الممات بساعةٍ واحدة.

 

علي آل علي غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما ينتهي بالسكون محمد فرج أبعاد الشعر الفصيح 15 06-02-2013 03:20 PM
بعد سنة من موتي, عُدت سُلاف أبعاد القصة والرواية 8 02-16-2012 03:51 AM
أبو ميشو وشهرته على حساب الشباب السعودي ! بنت السما أبعاد الإعلام 6 10-17-2011 04:51 AM


الساعة الآن 10:57 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.