&& بوح الرماد &&
كشمسٍ من دمٍ نزفتْ غيابا
غدونا عندما هدموا القبابا
يطاردنا أنين الجرح صُبحا
ويطهو في المساء لنا العذابا
وجار على عزيز القوم دهرٌ
غشومٌ شاهرٌ للعضّ نابا
غدا متسولاً وكذا غدونا
من الأحجار نعتصر الشرابا
وكان إذا دعاه القوم لبّى
على عجلٍ مُناهم واستجابا
فلا مأوى يقيه هجير صيفٍ
ولا برد الشتاء إذا أهابا
يُسِرُّ إلى الرياح بما يعاني
من الشوق الذي سكن السحابا
وينطلق السحاب إلى بلادٍ
عليها ينزل الشوق انسكابا
وفي العينين بوحٌ من رمادٍ
تألق في مدى الذكرى شهابا
مصائبنا غدت ينبوع رزقٍ
لمن نسي المقابر والحسابا
فياربَّ العباد رجوعَ أهلٍ
كفى نأياً ونفياً واغترابا
يهدهد جفننا حلمٌ جميلٌ
نرى فيه البشارة والإيابا
فلا والله ﻻ ننسى كراماً
إذا مسحوا جراح القلب طابا
خُلقنا يا بنَ آدم من ترابٍ
فيا طوبى لمن عشق الترابا
بقلم : زكريا أحمد عليو
سوريا - اللاذقية
٢٠٢١/٢/٩