رسالة إلى العقل
عصر النهضة
العقل ليس ما نستخدمه اليوم إنما ما كان علماء العصر الذهبي العباسي و ما بعده و المجموع
في الف سنة قبل تاريخنا اليوم . نعم ذلك العصر الذي ظهر فيه تبادل الرسائل في مختلف مجالات
العلوم و التي توضح لنا مخطوطاتهم حجم العلم و الترجمة والنقل والتراسل و الرد على أساس علمي
بحت فيما بينهم بل كان علماء المسلمين عمالقة العلم إلى الآن بغض النظر عن الأخطاء التي وقعوا فيها
لكن بالنسبة لنا هم جسر اغاثة لعقولنا اليوم و غداً .
كل أفكارنا هي ناتج ما حدث في ذلك العصر و عصارة عقول في العلوم كلها .
كان الاختلاف لا يكون في رسالة من صفحة واحدة و ينتهي الأمر بل يضع العالم كل أدواته ليقنع الخصم
و يخرج أحياناً بمصنف من عشر مجلدات دون أن يكل أو يمل و يرد عليه الآخر بمثل ذلك أو أكثر .
و المدهش بأن عالم الشرق يرد على عالم من الشرق أيضاً و يأتي بعدهم عالم من أرض الأندلس و يوضح
لهما الخطأ في صورة راقية من الحوار و الأدب دون الخوض في الأشخاص والشخصيات .
و الغريب بأن الكثير من علماء المسلمين في الهندسة والفيزياء و الطب اتهموا بالزندقة فقط
لأنهم استخدموا العقل و فتحوا له المجال بغض النظر لم يهتم أحد وقتها بعلومهم بل
ذهبوا إلى الجانب المظلم من شخصية العالم .
كان الغرب لا يبحث عن الزنديق فيما كنا نفعل بل كان يبحث في كتبنا و مخطوطاتنا لينهض و يتطور
و نحن نتناقش هل كان ابن سينا زنديق ؟! و الفارابي أو ابن حيان أو ابن الهيثم زنادقة ؟!
دعونا نتخيل قليلاً ماذا لو تركنا كل ذلك و توجهنا لما توجه له ابن سينا و غيره ممن ذكرت
و ركزنا على العلم والعلوم ولم يسبقنا الغرب إليها كيف سيكون حالنا ؟! .
عيبنا ذهبنا نبحث عن أقوال و تصنيف للناس و العلماء هذا أشعري فاسد وذلك ملحد و هذا من أهل
الكلام و ذلك من الفلاسفة و المتعلمنين و لم نأخذ الطريق الصحيح للعلم و ترك مالا ينفع إلى ما ينفع
لأننا في عهد الخلافة العثمانية كمسلمين توقفت علومنا و تناقلها الغرب كما سأبين ذلك لاحقاً .
نهضة الغرب
كان الغرب تحت ظل الكنيسة التي تسيطر عليهم و على عقولهم حتى أنهم
لا يستطيعوا فعل أي شيء دون الرجوع لها . كان طريق الظلام بالنسبة لهم
طويل و صعب التخلص منه و الحقيقة كذلك لأن الكنيسة تجهز الجيوش و تحكم الحاكم
قبل الرعية و لا تدع مجال للنقاش و تصر أن يبقى الناس جهلاء .
المفكر بالنسبة للكنيسة هو مدبر و ملعون يجب التخلص منه أو أنه سيجعل
الناس تفهم مالا يريدونهم أن يفهموه فيأتي الأمر بقتله فوراً أو أقل القليل
اختفى في ظروف غامضة .
كان الغرب ينقل و يسجل و يترجم و يبحث كل مجال مما توصلنا له
مع موجود حرب من الكنيسة عليهم و طردهم و قتلهم للعلماء لكن
بعد تخلصهم من الكنيسة بدأت الثورة الفرنسية يشنق الحاكم بأمعاء
القسيس نهض الغرب كله. و نحن كان المسجد يشجع العلم بل
هو المكان أو حوله تعقد الدروس و الفنون لكن تخاذل المسلمين عن تغذية
و انعاش أهم مقومات الحياة و هو العقل و تغذيته بالطريقة الصحيحة والسليمة
سقطنا سقوط من سينهض مرة أخرى بإذن الله .
عصرنا هذا
ما بين عقل مهاجر و عقل طائر لا يعرف له مطار يهبط فيه .
و ما يسلي النفس
أغلب العلوم كانت لدينا و ماتزال و الصحيح بأننا فرطنا لكن لا يعني ذلك تأخرنا عنها
بل نستطيع القيام مرة أخرى و بطريقة جديدة لأننا نحن من ابتكر الأولة و نستطيع أن نأتي
بالثانية و بما أنني متخصص في مجال الاختراع والابتكار أعرف بأن عددنا كمخترعين كثير في
العالم الإسلامي و لو اجتمعنا لحققنا الجديد في شتى علوم الحياة فقط نحتاج الدعم و التبني .
نريد التطور و أكثر نريد أمة كالتي كانت ما بين مخلص و مجتهد .
كتبه
عبدالحكيم فهد
لمنتديات أبعاد أدبية .