عَاشِقَة عَلى قَيدِ الضَياعْ !

[حَلوى القُطُنْ]

-

نشَأت وأنا عَلى يقين أنّ كُلّ ما يصيب المخلوق
ليسَ إلا مُقدرًا من ذِي الخَالق جٌلّ عُلاه.

أحداث جمّة تستعمر جَوف الأيام
وحنين لِشيءٍ ليسَ بِمعلوم
رهبةٌ وخوف
ابتسامة بريئة وبياضَ طفلة
تكونت بِجسد امرأة أحبّت رَجُلاً
أغرقهَا فِي بحرِ العِشق وأسكنَ في محاجر عيناها دمعًا لا يكاد أن يتوقف
تبكيهِ، تناجِي طيفه، تهمس لِرحمة قلبه أن ترأف بِحالها الأعوج
تودُّ منهُ أن يكون رَجُلاً يتحدى لِأجلها صِعاب الكَون
ولمْ تعلم بِأنّ نِصف قدرها كُتِب فِي كفةِ رَجلٍ لا يعِي شيئًا من معَانِي الحمَاية
وسرمدة القلب فِي عينِ السكينة "

حنينها الذي اغتصب عُذرية الوفَاء
خِيانتُها لِأقرب مقربيها التي أجبرتها أن تتوقف عَنِ العطَاء
كلُّ هذا لم يُحرّك برَجُلِ قلبهَا ذرة اقتناء
بل أفسدَ أيامها وأتاها معتذرًا باكيًا لِابتداءِ صفحة بيضَاء
وقد عاود كرّة الهروبِ مجددًا بلا أيّ تفكيرٍ في انكسارِ شقيقة الحزن والبسمةِ الصفراء

انتظَار، عِشق في كنفِ الضياع، عِنفوانُ غياب في حُلّة الضيءِ والمتاع
فُراق ومن ثمّ عودة، جُنون الصراخ يصمّ أرجاء الهدوء
مكائِد أُنسيّة تُشتت ذِهن المرأة العاشقة رجُلاً أودى بِها مُعلّقة

مَا بينَ قدرٍ مكتوب وعشقٍ منكُوب !

فَأثكلت نفسها "عاشقة على قيدِ الضياع"
محرومة من سلامِ الروح
مجروحة من غباءِ الأيام وكمدها على نبضها
مطعونة مِن هوى الرجُل الذي أثمرت لامُبالاته بِاحتضارها

تَوفَت روحُ العَاشِقة فَسكن الندم أحشائه
تَوفَت أحلامها، ضحكاتها، خططُ عيشهم سوية، وشحّت رغباتُ اشتهائه الحية
توفت وعانقت سحابَ الطهرِ في سماء عشق أخرى
توفت وتركته بين زوايا الفراغ يتآكل، يبكي، وقد جاء دور عينيه
بأن تُعمى من دمعِ الأوجاع وإسراف الآلام
توفت هِيَ وأعلنت روحها السلام
وعاشت روحه متوفاه عند قبرها حسرة يملأها صراع لا يحظى بِقليلٍ من أنَام


.
سُبِقَ نشرهَــا يَا كِرَام..