مخاض - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 438 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75195 - )           »          هناك.. (الكاتـب : موزه عوض - مشاركات : 2 - )           »          [ بكائية ] في فقد البدر .. (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 24 - )           »          تعجبني ! (الكاتـب : حمد الدوسري - آخر مشاركة : إبراهيم عثمان - مشاركات : 8 - )           »          ربَّةَ القدِّ الرشيق (الكاتـب : إبراهيم عثمان - مشاركات : 8 - )           »          تسابيح حرف .. (الكاتـب : هاني هاشم - مشاركات : 282 - )           »          ( كان لا مكان ) (الكاتـب : ضوء خافت - مشاركات : 587 - )           »          تجار القضية...! (الكاتـب : صلاح سعد - آخر مشاركة : ضياء شمس الأصيل - مشاركات : 3 - )           »          لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 516 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-20-2012, 12:51 AM   #1
د. منال عبدالرحمن
( كاتبة )

افتراضي مخاض


تتلمّس جسدها المنهك
تتابعُ نبضها المتسارع بلهفة
تُنصتُ لأنفاسها القصيرة المتلاحقة
هي التي تعرف كيفَ يُخلقُ الحبُّ من الألم
و كيف تهبُ الحياةُ نفسها فجأةً لمُعدمٍ حزين
سئمَ الأبواب المغلقة
تقاومُ القلق
مثل عصفورٍ وحيدٍ على أسلاكِ فصلٍ شائكة
يغنّي للرّبيع و الرّصاصات تتراقص بطيشٍ على وقعِ قلبه
مثلَ شجرة سنديان أمامَ منشارٍ أعمى
و هي تحنو على السّنونوات الهاربة من البرد
تقاومُ سنواتِ عمرها التي يقولون أنّها فاتتها دون أن تدري
الجفاف الّذي يزحفُ على وجهها و يأكلُ ابتسامتها الصّباحية
التّجاعيد التي تداهمُ عينيها بخبث
أغصان الصّفصافِ التي تنمو في شعرها الهاربِ من اللّيل
الصّواعق التي تقصمُ ظهرها كلّما حاولت قطف الزّهرات العالية من ياسمينة الدّار
إنّهُ العمر الذي يمضي دون أن يتركَ فرصةً للحياة
إنّه الموتُ الذي سيأتي فجأةً لولا أن تستجمع شجاعتها
و تبادر بالحبّ
الحبّ الّذي يُثمرُ لو بعد حين
أن تُحبّها الحياة و تهبها ما كانت تنتظر خيبةً بعد أخرى
حزناً تلو آخر
و عتمةً في غياهب الانتظار بعد أخرى ..
إنه ذاك الشّيءُ المتكوّرُ في داخلها
الّذي يقاتلُ من أجل الضّوء
من أجل التّحررُ من حبلٍ ضئيلٍ يصلهُ بالحياة
و لا يعطيه إيّاها
إنّه القلبُ الذي ينبضُ في جوفها
و يُكملُ أنوثتها
إنّهُ ثمرة صبرها الطّويل و ليلها الذي لا ينتهي
إنّه زهرة اللّوتس التي ستكسرُ خوف الماءِ و تكبر
الياسمينة التي ستنجبُ ألفَ صيفٍ و لن تشيخ
هاهو يشقُّ طريقهُ للنّور عبرَ قلبها
ها هو يمزّقَ صمت المدينة و يخرقُ حاجزَ الرّعبُ من أيّ قادمٍ جديد
يوجّهُ رئتيهِ نحو الفضاءِ الوسيع
يستجمع أنفاسَها المتقطّعة
يسرقُ قوّتها و آخر ما خبّأتْهُ في جعبةِ صبرِها السّريّة
يستنزفُ ذاكرتها و مستقبلها
يستخلصُ نبضهُ من روحها
تصرخ بأعلى صوتها للمرة الأولى بعد صمتٍ طويل
تصرخ أعلى ..
أكثر ....
أقوى .....
صوتُها يمزّق كلّ الطبول الجوفاء التي اعتادت القرع على أبوابِ السّؤال
يجمعُ الأيادي المختبئة في الجيوب و خلف الأفواه الجائعة
يغطّي على كلِّ الأصوات الأخرى ليمتلكَ اللّيلَ و ما تلاه
تتمخّضٌ دماءاً كثيرة توجبُ الرّعب
و تستدعي المخاوف المكبوتة
و تبعث على التّراجع عن الاستمرار في الحب
" ماتت" يتهامسون
"و مات جنينها
كاد أن يكونَ بنتاً
كانت ستسميها حريّةً حمراء
كادت أن تكون الطفلة الأولى للّيل
كدنا نفرح .. كدنا نهلّل ..
كدنا نكون .."

-الحرية لا تموت ..
أنا أولدُ من جديد
أنا دمشق ...




 

التوقيع

و للحريّةِ الحمراءِ بابٌ
بكلِّ يدٍ مضرّجةٍ يُدَقُّ

د. منال عبدالرحمن غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:48 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.