عندما تجد الحياة أمامَك منبراً
يَعلو منه صوتُ الفرح
تتردد أصداؤه في فضاءِ مَجرة
ذات أبعادٍ لا متناهية
تتسلل همساتُه إلى كواكب
تعجز عن أن تُحصيها
تَتناثر ومضاتُه في مدارات أخرى
لتحجِب أشعةَ الشمس
وضوءَ القمر .. من فرحِك
عندما تتنفس السعادة عبيراً يسكنُ رئتيك
تستشعرها دماً يسري بعروقِك
يغذي القلبَ في كلِ دورةٍ دموية له
ثمينة .. فريدة .. نادرة .. تلك اللحظات
تكاد تتوقف لها عقارب الساعة
تختزِلُ الزمن في عمرٍ لن يتكرر
لكن ...
في خُضَم هذا الفرح
يقفزُ التوجس إلى مداراتِك
يصل لمركزِ دائرة
يطوفُ فيها خوفٌ من المجهول
ثم القسوة
ثم الفراق
ثم النهاية
يخرج الحاضر الغائب
من قمقم .. حبسته فيه أنت
أحكمت إغلاقه
صادرته بعيدا خارج حدود النفس
يختال أمامك
ويصعد ذات المنبر
ليعلنها بقوة :
لن تتنازل عني ولن أفرط فيك
أنا حزنك .. رفيق دربك
تصغي حناياك للصوت
فينفذ للعمق
تتساءل ..
لماذا يقترن الفرح بالحزن ؟
لماذا نتجرع مرارة الحزن لحظة تذوق الفرح ؟
لماذا نعبر عنه بدموعنا ؟
يدهشنا التقاء الفرح والحزن على خط سير واحد
أهو الخوف من الغد ؟
أم الفقد ؟
أتخاف أن تبكي طويلا بقدر ما فرحت طويلا ؟
لـ يبقى السؤال حائرا ..
معلقا .. على ريشة طائر
يصعد عاليا مع الريح
ليسقط مؤججا خفايا الروح
أليس غريبا ما يحدث .. ؟؟؟