خيال ...! :) - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
إنسكاب للخيال من ثغور الواقع (الكاتـب : نواف العطا - مشاركات : 0 - )           »          شطحات وأمل (الكاتـب : نواف العطا - مشاركات : 3434 - )           »          [ #مَعْرِضٌ وَ تَعْلِيْقٌ ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 8218 - )           »          فلسفة قلم .. بأقلامكم (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 3851 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 438 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75195 - )           »          هناك.. (الكاتـب : موزه عوض - مشاركات : 2 - )           »          [ بكائية ] في فقد البدر .. (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 24 - )           »          تعجبني ! (الكاتـب : حمد الدوسري - آخر مشاركة : إبراهيم عثمان - مشاركات : 8 - )           »          ربَّةَ القدِّ الرشيق (الكاتـب : إبراهيم عثمان - مشاركات : 8 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-05-2009, 12:29 AM   #1
بثينة محمد
( كاتبة و مترجمة )

الصورة الرمزية بثينة محمد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 20

بثينة محمد غير متواجد حاليا

افتراضي خيال ...! :)


انتظرت بابتسامة حزينة على المقعد الخشبي ، كانا يتلاقيان كل عصر و كل مساء و يتحدثا ، أحيانا ؛ كانا يصمتان . إن لم تتحدث هي كان يصمت هو !. منذ أيام تشاجرا و اختفى بعدها. انتظرته عدة أيام . تمنت أن يصالحها ، تمنت بشدة أن يداوي الجرح الذي أدماه . و لكنه اختفى!.

ما زالت تنتظر ، عَبَر كل من تعرفه أمامها و هي جالسة تكاد تتصلب ، و لكنه لم يأتي . كانت تصمم و تبقى بعناد حتى تطلع الشمس و تحييها بملل . مرضت في اليومين الماضيين و لكنها لم تيأس . كانت تأخذ نفسها و تجلس تنتظر ، و حين أرهقها التعب جلست في الظل قرب شرفة المنزل حتى تستطيع أن تراه إن حضر . رغم كل هذا لم يلُح وجهه الضاحك !.

قامت بإرسال الرسائل ، تركتها بنفسها في بريده ، و لكن لا شيء حدث . كانت تفكر و هي تنتظر ، و تقول لنفسها : " إنه لم يهتم بغضبي منه ، لم يتأثر بتاتا ، لم يأتي حتى ليطمئن علي أو ليرى حالي " . بحثت في أعماقها و وجدت أمنية الأنثى بالأمير . تحت الغبار وجدت رغبة صغيرة تتحدث عن عدة حوارات جميلة لا تحدث بينهما . أخذت تقرأ و تتخيل أنه يقول : " أنتِ اميرتي الجميلة و الرقيقة ، و أنا أرى الغيم في عينيك و العصافير على شفاهك تزقزق . " و هي تمسك قلبها و تسأل : " لمَ تحبني أيها الفتى الطيب ؟! " و هو يجيب : " لأني منذ رأيتك و أنا أشعر بقوس السعادة يتجه إلى قلبي لا محالة ، و مذ حادثتك و أنا أشعر بفؤادي يسكن و يهدأ كنوم الطفل ، و لأني حين أنظر إليك تضحكين أشعر بأني أمتلك كل شيء .. " و كانت هي تبتسم و تنظر إلى موطن قدميها و تفرح و تهفت لقلبها بخفوت : " لقد نجح ! " .. لكن كل هذا كان خيالا و وهما منها ، حين كانت تصمت و تنتظر منه أن يتكلم كان يستقر في صمته عابثا بمزاجها ! و حين تسأله لم يحبها ؟! كان يفسر الماء بالماء . و يختفي أحيانا كثيرة بدون أن يترك لها خبرا ، و يدعها بكل أريحية تضيع نفسها في انتظار لا طائل منه و يأتي بعد اعتجانها بالغضب و القلق ليعبس في وجهها و يقول : " أنت تحبين الشجار ! " . شعرت بالحنق من نفسها و على كبريائها حزنت . كل ليلة كانت تنام غاضبة و تقول : " لن أنتظره غدا " و يأتي الغد منذ تفتح عيناها تهرب إلى المنتزه و تنتظره ساعات طويلة و أيام مضجرة .

أخيرا ، في اليوم الخامس بدأت تشعر بالقلق ، لقد أخبرته في احدى الرسائل أن هناك من تقدم لخطبتها و لكنه لم يرد !. قررت أن تتصل به رغم أن قلبها كان يقنعها بأن لا شيء يدعو للقلق و إنما هو ( لا يهتم ) . لكنها عاندت مشاعرها و فضلت أن تكتشف بنفسها . قامت بشحن هاتفها و اتصلت : - الو ، كيف حالك ؟
-- أنا بخير ، لله الحمد . و كيف حالك أنتِ ؟
- أنا بخير ، الحمدلله .
- سلامات ، أنت مختفٍ من عدة أيام ، هل أنت بخير؟ هل طرأ شيء ما ؟
-- كلا ، كل شيء على ما يرام ، لكنني في المزرعة منذ يومين و لم أعد إلا هذا العصر .!! لم يكن لدي ما أستطيع الرد به على رسائلك .
اختنقت بتصديق قلبها الذي تجاهلته : - حسنا ، أنا لا استطيع الإطالة ، ليس لدي ما يكفي من المال . علي الذهاب الآن .
حاولت التمسك بالهدوء و التصرف بلباقة ، فقد فقدت كل صبر الآن من هذه الوقاحة و اللا مبالاة !
سألها : -- هل ستأتين إلى المنتزه هذه الليلة ؟!
- نعم .
-- إلى أي ساعة ستسمرين ؟!
- لا أعلم ، و لكنني لن أطيل البقاء .
-- لماذا ؟ أوه ، ستضطرين للاستيقاظ مبكرا في الغد !
- نعم . هذا صحيح .
- عن إذنك ، مع السلامة .

طوط .. طوط .. طوط !.

ظلت تفكر : " إنه لم يكترث يوما بفكرة انتظارها ، لم يصدق بأي شيء وعدها إياه . أخبرها كثيرا بأنه سيتخلى عن لا مبالاته . و في آخر شجار لهما و عدها بتعويضها و مصالحتها ! و من ثم اختفى !. كم هو مليء بالأنانية !!. "

قالت لنفسها بشحوب : " لا بأس ، الكتاب مبين من عنوانه . لن أنتظر اكثر ، يكفي ما حدث ، لن أعلق نفسي بالمشنقة بيديَّ . "

تذكرت كيف دخل حياتها كعطر جميل غريب ، و تذكرت كيف نصحها قلبها بترك العطر و التبخر بالبخور و دهن العود ، و تذكرت : كم كان قلبها صادق .. و هو لا !.

نهضت عن المقعد ، أبعدت الغبار الذي تناثر على معطفها من كثرة الانتظار .. نظرت إلى حيث يأتي كل يوم ، أو كان يأتي .. انتظرت للمرة الأخيرة بقلق ، الفرصة الأخيرة لمجيئه ... و لكنه لم يظهر ..
لم يكن هناك سوى الظلام . و .. الحقيقة : " كان قلبها صادقا ؛ و هو .. لا !!. ".

 

التوقيع





التعديل الأخير تم بواسطة بثينة محمد ; 12-05-2009 الساعة 12:35 AM.

بثينة محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-05-2009, 04:21 PM   #2
عائشه المعمري

كاتبة

مؤسس

افتراضي


بثينة محمد

أهلا بكِ

،

الحقيقة وحدها من تنتصر في النهاية ،
حتى لو كانت مره لابد من تجرعها ،
لـ تستمر الحياة ,

يحدث أن يكون ما نشعر به ، ومض خيال ..
ويحدث كثيراً ،،



سردك جميل ، شفاف
مما أضفى الحوار في القصة مزيداً من المتعة



كل الشكر

 

عائشه المعمري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-07-2009, 06:07 PM   #3
بثينة محمد
( كاتبة و مترجمة )

الصورة الرمزية بثينة محمد

 






 

 مواضيع العضو
 
0 خَرَفْ
0 دَوْرَة
0 ابتسامات المرأة .. :( :(
0 حكايات

معدل تقييم المستوى: 20

بثينة محمد غير متواجد حاليا

افتراضي


تستلزم الحقيقة نوعان من القوة :

قوة البصيرة / لنستطيع رؤيتها ..


قوة الصدق / لنستطيع الإيمان بها و الخروج من الوهم ..!


شكرا لكِ يا عائشة لمشاركتي هذه القوة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

التوقيع




بثينة محمد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:40 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.