إلى سموِّ عـينيك يحاول حرفي الارتقاء
هذه إحدى محاولاته:
يسمو ما بيني وبينك على مراتب الوصف وسماوات التعبير، ويتجاوز حدود المنطق وآفاق الخيال
أوَما استقر في قرار اطمئنانك يقينك أني خلعـت كل ما هو سواك في أرشيف الأمس القريب والبعـيد ؟!
وأني أطلقت العـنان للنار في حصيد بيادري قبلك عـندما تفتّحت براعم صبحك ؟!
أوَما قرأت في مرايا عـينيّ ما يوجز ببلاغة كل قصائد عـشقي وتهاطل عطرها في رياض حُسنك وملكوت سحرك ؟!
هذا القلب الذي استأثر به الوجع عـصوراً، وأخذ بناصيته الأسى
انتفض ذات غـواية حرية زفتها له تلك الصاعقة المحمودة المباركة
عـندما رسا على شطِّ أُمنياته حبك الرافل بالنور والمعتَّق بالعـبق ، فأبى الاحتباس وراء قضبان صدري،
وأطلق العـنان لجناحيه محلِّقاً في فضاء الحب، متمرِّداً على القهر والوجع والاعتقال.
وعلى نافذة روحك المكتحلة بالضياء حط جناحيه، شادياً لك حتى انفراط عِـقـد صحوك
حتى انسيابك على سرير لهفتي العامر بالدفء والحنان.
أوَما رأيتِ بأمِّ عـينك وأبيها وسلاسلة أجدادها كيف كانت تتداعى رواسي قلاعي وشواهق بروجي وحصوني
وتتهاوى بانهيار ( دراماتيكي ) كلما تراقصت شفتاك وانساب من بين ضفتيهما سلسبيل همس، فأذوي كما الشموع ؟!
أولم تري كيف كنت أُقيم الحفلات و( الكرنفالات ) كلما سقطت بيدك مملكة من ممالكي وامتد سلطانك
وتوسع نفوذك في كل تضاريس كياني، وكلما ارتفعت لك راية على أنقاض عزيمتي وتماسكي !
أتظنين أني كنت أهذي أو أعـبث رصفاً بالكلمات عـندما قلت لك :
إنَّ أخشى ما أخشاه هو التحرر من وثاق عـشقك والانعـتاق من نعـيم أسرك ؟!
أُدرك أنَّ هذا الطوفان غـريبٌ عـليك، وأنَّ هذا الإعـصار عـلى حين بغـتة ومفاجئة يربك عـقلك ويخلط أوراقه
وأنه يثير ريح تساؤلات وربما هواجس شتى تستدعيها المباغتة والإقبال عـليك بكل هذا الدفق بلا استئذان ولا موعـد
تمطرينني بلا سابق برق ولا رعـد بوابل أسئلة ساعة ذلك الانبلاج والاختلاج صبيحة شهيق ٍ كنتِ شذاه
كيف ؟ .. لماذا ؟.. متى ؟ ..
وكنت تتوجين أسئلتك بتيجان الاستفهام، وتوشِّحين قاماتها بعلامات التعجُّب
وكانت عـيونها تضج بالدهشة وهي على أرجوحة الحيرة ما بين الحلم والواقع
كنت أقول لك : إن قوافل أسئلتك الظمأى والهائمة في فلاة الاستغراب وبراري الذهول ترويها قطرة جوابي لا أكثر
قطرة جوابي : ( هو الحب وكفى ).
عـصيٌّ على الشرح والتفصيل والتفسير
متمردٌ على المنطق ومعادلات الحساب
خفقه بركان وخلجاته زلازل وأعاصير
وبوحه مطر
وعلى أفنانه تتفتح براعم المعجزات
ذلك الانعتاق من براثن الزمن والمكان، والرحيل إلى زُحَلِ الحب والفرح والسكينة
ذلك الانفجار الذي ولد معه القلب بنبض لا ينضب، وانتشت معه الروح بفرح لا يحطّ جناحيه
لا يعـمي بصيرته غـبار ، ولا تكبح جموحَ تحليقه ريح.
كل ذلك ما كان لولا أنك على هذا القدر من السموِّ والسحر والسطوة؛ لولا أنك معجونة بطين المسك ونور القداسة
كنت وما زلت آنسُ في مدى عـينيك حبي المبحر إلى ما وراء الكون
وأسمع في ترنيمات همساتك موسيقى نبضي
كل هذا وما زالت قوافل أسئلتك في سباقٍ محمومٍ وتدافعٍ هائج ..
وما عندي إلا قطرة ذات الجواب، تروي قوافلَ أسئلتك وأجيالَها حتى تعانقَ السماءُ الأرض
قطرةٌ تكتنز البحار والمحيطات
( هو الحب وكفى )
أُحبك
ح س ن ز ك ر ي ا ا ل ي و س ف