السلام عليكم ورحمة الله وبركـــاته
أخواني أورد إليكم الجزء الثاني من قصتي
اتمنى أن تنال إعجابكم
كما أتمنى أن أرى أرائكم
الجـــــزء الثـــــاني
ذهبت مريم إلى منزل والدها ودموع لاتتوقف من عينيها تريد العودة إلى أمها , وما أن أدخلها والدها حتى رحل إلى عملة ودون أن يقول أي شيء فرأت مريم امرأتان ينبع الشر من عينيهما وهي تنظر لهما بعينين عسليتين بريئتين تمتلئ بالدموع , وتسمع إحداهما تتمتم وتقول :
لم يبقى لنا إلا هذه الحمقاء
واقتربت الأخرى من مريم وهي تنظر لعا بعينين صغيرتين حمراوين تخيف القلب وقالت لها:
من اليوم إنسي أحضان أمك وعليك بالتنظيف والغسيل وووووووو
لم تتفوه مريم بأي كلمة بل كاد أن يغشى عليها من الخوف .
ومرت الأيام ومريم تذوق ألواناً من العذاب من تحقير وشتم وضرب فعاشت عيشة تتجرع فيها السم دون أن تجد من يدافع عنها أو يعتني بها فنحل جسمها وذبل ولم تجد يوما جميلا سوى بضع الساعات من يوم العيد الذي كانت تنتظره بفارغ من الصبر حيث تأتي لها والدتها وتحضر لها الحلوى والملابس التي صنعتها بيديها, وما أن يلتقيان حتى تنكب الأم عليها وتطوقها بذراعيها وتقبلها وتضمها إلى حضنها طويلا ًودموعهما قد امتزجت ببعضها.
ــ أمي اشتقت لكِ كثيرا .
ــ وأنا أيضا يا حبيبيتي
ــ أمي خذيني معك لا أستطيع العيش معهم.
ــ بودي ذلك يا ابنتي ولكن لا استطيع تعلمين ظروفي ومن هو أباكِ.
ــ إنهم لا يحبونني يضربونني يا أمي ويشتمونني.
ــ تحملي يا حبيبتي اصبري فأنت أصبحت شابة جميلة وإن شاء الله تذهبين إلى بيت زوجك وتعيشين عيشة هنية.
وأخذا ينظران إلى بعضهما طويلا ًويبثان ما في نفسيهما من حب وشوق وألم الفراق , ولكن سرعان ما انتهى هذا اللقاء الذي دام بضع ساعات .
ولم يعلما أنه سيكون آخر لقاء , فقد انتشر في البلاد وباء قاتل مات فيه كثير من الناس , وشاء الله أن تمرض والدتها ووالدها في نفس الوقت
صعقت مريم عندما علمت أن والدها قد أصيب بالمرض ولكنها كادت أن تموت عندما علمت أنا أمها كذلك.
جلست مريم تنظر إلى والدها عن بعد فهي لا تستطيع الاقتراب خوفا من العدوى وقلبها يتألم عليه حقا بأنه لم يكن يعطيها الحنان وبينهما هوة عميقة
إلا أنه لا يتجرأ أحد على أن يقول لها شيء عند وجودة , وفي نفس الوقت فؤادها يتقطع على أمها تود لو تراها وتكون بجانبها وترعاها ولكن لا تستطيع.
وبينما هي غارقة في همومها سمعت صراخ زوجات أبيها فعلمت أنه قد فارق الحياة, فتكومت في ركن المنزل تبكي وتبكي والناس يمرون من أمامها للعزاء.
وفي ثاني يوم من العزاء سمعت مريم إحدى النساء تقول للأخرى : هل علمت بوفاة والدتها؟
وما أن سمعت مريم بهذا السؤال الأحمق حتى وقفت تمسك المرأة وتهزها والكل ينظر إليها وهي تقول : هل ماتت أمي هل توفيت أخبريني؟
والمرأة تنظر إليها وتحاول أن تهدئها والجميع يقول لها اصبري يا ابنتي
احتسبي هذه هي مشيئة الله .
لم تستطع قدما مريم على حملها فسقطت على الأرض وأخذت في عويل مؤلم يهز القلوب عويل جارف لا يمكن للإنسان أن يسيطر عليه .
فتلك أمها التي طالما ضمتها إلى صدرها وباتت في حجرها وكم ليلة سهرت لسهرها ولعبت بشعرها وكم ألبستها ثيابها وكم وكم وكم.
جلست مريم في ركن المنزل مختفيه في طيات ملابسها تجلس وتنصت والدموع تجري على خدها كانت تحاول أن تجد من كلام الناس شيء يخفف عنها حزنها العميق ولكنها لم تجد بين الكلمات الكثيرة التي قيلت كلمة واحدة تعزيها ويتضاعف حزنها حينما تحس أن ليس هناك أحد يشاركها مشاعرها وخاصة أن أختها فاطمة بعيدة عنها , وأصبحت بين زوجات أبيها اللاتي يكرهنها وتكرههن.
وبعد أيام من انتهاء العزاء جاءت أخت مريم فاطمة لتأخذ مريم معها وتسكن في بيتها الذي يبعد عن مسكن أبيها بمسافات طويلة.
وبقيت مريم مع أختها قرابة سنة تحاول فيها أن تنسى جراحها وأن تلتمس شيء من حنان أمها عند أختها, وما أن كاد جرحها يلتأم حتى انفجر جرح آخر وانبثق ألم جديد بوفاة أختها الوحيدة في المخاض .
لقد أصبحت مريم في حالة لا يرثى لها فقد كانت أختها فاطمة هي أمها وأبيها وأختها وكل شيء ,وما أن فقدتها حتى أصبحت مريم تعيش في دوامة عظيمة من الحزن والكآبة وفي غموض عاتم فهي لا تدري ولا تعرف أين تذهب وماذا تفعل ؟
ولــــكــــــن مـــــا خـــفـــــــي أعــــــظــــــم
انتظروني مع الجزء الثالث
لا تحرموني من آرائكم البناءة
دمتم بكل ود