أهلا بك ياسعد وأهلا ً بكل من يريد الحق
أنت تقول :
بالنسبة للعروش التي أوردها الشاعر فهي السموات السبع حسب مايفهم من البيت
وليس العروش بمعناها اللغوي / المعجمي . .
وبالنسبة لتخصيص ملكية الله على مفردة حدر
فهذا يزيد لدي اليقين أن العروش في شطر البيت كانت تعني السموات السبع ومافيهن
فمن كانت السماء السبع عروشه فهي ملكه والارض ومافيها أملاكه فهو ملك
السموات والأرض ومابينهما سبحانه وتعالى . .
أقول لك :
أولاً قاعدة شرعية ( إذا أبطلت تفسير الدليل من الكتاب والسنة فعليك بالدليل)
ولا يحق لك أن تصدر رأي في الكتاب والسنة إلا بدليل وأنت هنا كلامك خالي من الدليل مجرد رأي .
وأنا سوف ألغي ماذكرته بالدليل لا بالرأي المجرد من الدليل لأن الرأي في الكتاب والسنة ينطلق من دليل .
الرجل ياسعد يؤخذ ويحاسب من كلامه وأنت تقول : قصد إبن جدلان في السموات هي العروش .
أنا أقول لك : ( أعطني دليل من الكتاب والسنة يقول أن السموات عروش أو مادون العرش يعتبر عرش ! ! )
لاتفسر الأدلة بعقلك من غير دليل فإذا لم تجد دليل آمن بها كما جائت ولا تحرفها كما أجمع أهل السنة على ذلك في هذه القاعدة ( أمروها كما جائت بلا كيف من غير تحريف ولا تعطيل ولا تمثيل ).
هذا من جانب أما من جانب التدليل فسوف ألغي كلامك بالدليل . يقول صلى الله عليه وسلم (كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وعرشه على الماء)
إذاً العرش أول المخلوقات والسموات لم تكن موجودة حين خلق القلم وعرشه على الماء , فإذا كانت السموات السبع عروش كما تقول أين هي من العرش يوم خلق الله أوئل مخلوقاته ؟ !
السموات ليست عروش ولا تعتبر ولا ورد بالكتاب ولا بالسنة أنها عروش بتاتاً.
ثانياً ـ تقول (شعر وقصيد ابن جدلان ليس مرجعاً دينياً
أبداً ولدينا في كتب السنة والسلف مايدحض ادعاء اي مدعي أو مبتدع . .
ومافعله ابن جدلان لايعتبر خطأ عقائدياً كما تقول أبداً لأنه قام بذلك ليتماشى مع
القافية )
أناأقول لك : نعم رتبهم لأجل القافية لكن ((كان ينبغي)) له أن يرتبهم كما ينبغي مع الإحتفاظ بالوزن والقافية وإبن جدلان شاعر قادر .
وأعلم أنه ليس بمرجع لكن ينقد عليه من ناحية الترتيب حتى لايحجنا أحد بعد فترة من الزمن ويقول سكتوا عنه ... الخ وهذا ذكرته لك مسبقاً أعلاه .
ثالثاً تقول : الشاعر هنا لم يخطأ أبداً من وجهة نظري لأنه لم يصرف الشكر لـ الرياح
ولكن نقل حقيقة واقعية بأن الرياح اللي عطاها مستمر لن يستطيع أحد من الخلق رد
ماتجلبه من خير لها أبداً . .
لاأعلم كيف وجدت أنه يشكر الرياح وهو ينقل لنا صورة واقعية !!
أنا أقول لك : ( أعلم أنه لايستطيع أحد ردها كلامك جميل لكن كل ماهو مسيّر ومسخر لايشكر ولا يلقى عليه السلام لأنه مسيّر ليس له إرادة وهذا من عمل الجاهلية كانت تشكر السحب والشمس والقمر وهؤلاء مخلوقات مسيرة ليس لها إرادة وتصرف بل هي تسير حيث يأمرها الله خلاف الإنسان )
وإذا كنت تقول أين الشكر الذي يريده إبن جدلان ؟
أقول لك هنا ( مهما خذو منها من الحسنات ماردو لها)
مالمقصود بارك الله بك برد الحسنات للرياح ؟؟!!
هنا شكر واضح لاجدال فيه .
جعلها كالإنسان الذي له فضل عليك وأحسن إليك فمن عظم فضله وحسنه إليك تحتار في شكره ورد الفضل إليه .
(والفضل يرد إلى أهل الفضل )
والرياح مسخرة لاتشكر ولا يرد لها أي فضل إنما يشكر الله على تسخيرها . . الخ
وسوف أضرب لك مثال للتوضيح ( إذا إزدان حرثك وإزدانت مزرعتك وأنبتت لك من الثمار أنواع كثر إفرح بالخير واشكر لله على ما أعطى )
لاتلقي عليه السلام وتقول مهما أخذت من حسناتك وعطائك يامزرعتي فلن أرد لك الفضل. فإذا قلت ذلك فأنت حاكيتها وكأنها مخيرة ولها إرادة ودخلت في محضور .
رابعاً أنت تقول : حبنا الحقيقي لله يجعلنا نأتمر بأوامره وننتهي عن مانهانا عنه
وحبنا الحقيقي للرسول صلى الله عليه وسلم يجعلنا نتبع سنته
ونتبع ماأمر به وننتهي عن مانهانا عنه وحذرنا منه . .
ومايقصده الشاعر في البيت حب الله تعالى . .
وفي عجز البيت مايدعم ماجاء به في صدر البيت . .
إن ماقدرت تقولها وجه الصحيح يقولها
أنا أقول لك : ( من سمح لك بالدخول بالنوايا وتقول يقصد كذا وكذا ؟! نحن نأخذ الرجل من كلامه ـ مالنا إلا الظاهر والسرائر نكلها إلى الله ـ إبن جدلان أطلقها ولم يقيدها فكيف لك أن تقيدها وتخطيني وتقول قصده كذا وتدخل بنيته وأنا لم أدخل بنيته إنما خطيته من كلامه ومما ظهر منه لم أأتي بشيء من عندي ؟؟ !!
فالإطلاق هنا خطأ كبير فلو قلت لك مثلاً ( الكره من كمال المحبة ) بلا منازع سوف تسألتي تقول مالكره المقصود قيد ؟ سوف أقول لك ( كره الكفار من محبة الله ورسوله)
ولكن الإطلاق هكذا ( الحب سيسان العبادة والعبادة بالجهر ) هذا باطل .
كانوا يقولون قديماً ومازالوا فئة موجودة في بلدان أخرى يقولون الذي يحبه قلبك تتبعه بكل مايأمر وينهى وهذا باطل هنا تكون عبادة وأصبحت ( حب وتبعية )
لأنه في نظرهم لايمكن أن تتبع حتى تحب . فمنهم من يحب رجل ما أو إمرأة ما فيتبعها بكل ما تأمر به وتنهى عنه حتى يسجد لها وهذا بلا شك وبلا منازع باطل
فعلى الإطلاق هكذا ( الحب سيسان العبادة والعبادة بالجهر ) يدخل فيها هؤلاء الذين يحبون ويعبدون وبتبعون .
ينبغي له أن ييقول ( حب الله ساس ٍ للعبادة و العبادة بالجهر ) ويسلم من الإتهام ليست صعبة عليه فهو شاعر قادر كما تقولون فإذا كان قادراً وتخلى عنها فهو معرض للإتهام وإذا كان غير قادراً فهو كما هو .
ختاماً ( ينبغي لنا أن لاندخل بالنوايا ونقول يقصد ويقصد من أجل فلان وفلان فالله ورسوله أحب إلينا مما سواه ولو كانت الأمور في معنى دنيوي أو فكرة معينة لالتمسنا له العذر لكن أن تكون على حساب الكتاب والسنة فلن نسكت أبداً وسوف نطالب كل من يخفي نيته بتبيان نيته . يؤخذ الرجل ويحاسب على حسب كلامه فإذا كان كلامه خطأ يفهم ويعلم فإذا قال أقصد ذلك القصد نقول له أنت مجتهد ولم تصب ولكنك أخطأت في اللفظ وتعذر بالجهل ويعدل الخطاء اللفظي .
( دعونا من العواطف بارك الله بكم فلا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواه . )
.
وأخر ما أقول لأخي سعد ومن هو مقتنع برأيه ( أبطل كلامي بالكتاب والسنة لا برأيك وأنا أتنازل عن ماقلته وأعترف بخطأي أما إذا كان رأيك ورأي غيرك يخالف الكتاب والسنة من غير دليل مجرد عقل فهو غير مقبول وغير قابل للنقاش لأني أعتبر الإنسان الذي تعطيه الدليل ويتضح له ويجادلك بلا دليل فهذا شخص متبع للهوى ومتبع الهوى أعمى )
وأنت ياأخي سعد وغيرك الرجال العقال لستم من هؤلاء إن شاء الله ولكن هذا الكلام عام لكل قاريء .
مودتي وإخائي .
فيصل بن سبيّل .