في اليوم العالمي للمرأة.. ناشطات وسيدات أعمال وقانونيات يتحدثن عن أحلام المرأة السعودية أثنين على جهود الملك عبدالله في إنصاف المرأة وتكريمها والارتقاء بمكانتها على كافة الأصعدة
جدة: سامية العيسى، نجلاء الحربي
بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف اليوم الاثنين، عبرت مجموعة من الناشطات السعوديات وسيدات أعمال وقانونيات وطبيبات وأكاديميات من كافة الاتجاهات عن أحلامهن وتطلعاتهن التي تعكس الرغبات الدفينة للمرأة السعودية، وما تحلم الوصول إليه في المستقبل القريب لتواكب الرجل في الحقوق والفرص. كما أثنين على جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي لم يدخر جهداً في إنصاف المرأة وتكريمها والارتقاء بمكانتها.
وقد أجمعت الآراء على أن المرأة السعودية وعلى الرغم مما حققته من نجاحات مضطردة لا تزال تطمح لتحصيل الكثير من حقوقها التي لا تزال غائبة أو مغيبة بسبب الموروثات والعادات والتقاليد. لكنهن أشرن بوضوح تام إلى أن تغييراً إيجابياً وملموساً طرأ على حقوق المرأة في السنوات الأخيرة.
ومن جهتها، عبرت عضو مجلس الغرفة التجارية في جدة الدكتورة عائشة نتو عن أملها في أن تصبح المرأة عضواً في مجلس الشورى، وعدم الاكتفاء بتعيينها مستشارة، فقد أثبتت خلال السنوات الماضية كفاءة كبيرة.
وقالت إن جل ما تطمح إليه المرأة اليوم يتمثل في إدارة تعليم البنات بكوادر نسائية، وأن تكون المرأة صاحبة القرار في النقل والتوظيف وليس الرجل.
واعتبرت أن خادم الحرمين الشريفين أظهر الكثير من اللفتات السامية والخطوات الكبيرة التي تؤكد مدى حرصه على تكريم المرأة ومنحها حقها إلى جانب أخيها الرجل، حيث بادر حفظه الله بتعيين امرأة في منصب نائب وزير، وكذلك قام بتكريم العديد من النساء السعوديات في مقر الديوان الملكي، كما عمد إلى تسليم خريجات الطب شهادات تخرجهن.
وقالت لابد أن ننحني بإخلاص لكل إنجازات الملك وخاصة افتتاحه جامعة الملك عبدالله وحرصه الدائم على نهضة وطننا ومثابرته الدائمة بتمثيل المملكة عالمياً وبروزها في أروع صورها.
واستذكرت نتو لقاء وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون مؤخراً خلال زيارتها للمملكة بثلاثين سيدة سعودية يمثلن مختلف القطاعات، حيث عبرت المشاركات عن فخرهن وشعورهن بالاعتزاز لما وصلت إليه المرأة من مكانة كبيرة بفضل دعم القيادة الحكيمة.
أما استشارية طب الأطفال في المستشفى الجامعي في جدة وعضو لجنة الحماية في وزارة الصحة ومستشارة منظمة الأسرة العالمية التابعة للأمم المتحدة الدكتورة سعاد جابر، فقد تمنت أن تثق المرأة في نفسها وأن تحاول إثبات حقوقها. كما تمنت أن تحصل المرأة المطلقة والمهجورة والأرملة على الحق في استخراج شهادة ميلاد لطفلها وأن تتمكن من تسجيله في المدرسة.
وأوضحت أن المرأة السعودية ينقصها قانون مكتوب يحميها من أسرتها أولاً ومن زوجها ثانياً ويكون موثقا وتراقبه السلطة وتفعله وتجبر الجهات المعنية على تنفيذه. مشيرة إلى أنها ومن خلال عملها في لجنة الحماية وجدت ظلما كبيرا يقع على عاتق المرأة، التي ما زالت تعاني من العنف دون الحصول على أبسط حقوقها حتى في نواحي علاجها فهي دائما تحتاج لإمضاء الرجل على أوراقها.
وترى التربوية جميلة كعكي أن المجتمع السعودي ينظر للمرأة على أنها ضعيفة البنية مسلوبة الهدف، وهذا ما أوجد فجوة كبيرة بين المرأة السعودية ومجتمعها، والحاصل أن المرأة تطورت في جميع النواحي الفكرية والتعليمية والمهنية ومع تقدمها وإثباتها ذاتها فما زال المجتمع ينظر لها على أنها ضعيفة ومسلوبة الإرادة وتحتاج للرعاية في جميع أمورها.
ولفتت كعكي أن المجتمع يحتاج لشرح أوفى أو للتعمق في فهم الدين الإسلامي، فالإسلام دين الحرية والإنسانية، كما أنه أعطى المرأة حقها كاملاً غير منقوص، فهو دين الفطرة السليمة، وتعاليم الدين تخص المرأة بكل تكريم، كما ذكرتها الأحاديث والسنة النبوية وأوصت عليها بكل خير، وأنا أدعو الوسطيين من أهل العلم إلى تفسير الدين للعامة والتركيز على نظرية العصر للأحكام الشرعية.
وقالت إن عدم وضوح الرأي الشرعي والتخبط في الفتاوى سبب هوة واسعة بين المرأة والمجتمع، كما أدى إلى تقييد المرأة بعادات وتقاليد بعضها ليست من الدين، فالآن بعد وصول المرأة السعودية وظهور علماء وأسماء نسائية تحدث عنها العالم فنحن بحاجة لعلماء وسطيين يشرحون لنا أهمية وجود ودور المرأة في تنمية ونهضة المجتمع.
أما المحامية رنا القرني، فترى أن من أهم الإنجازات التي تحققت للمرأة ممارستها لمهنة المحاماة وعملها كمستشارة قانونية ثم ترافعها في قضايا تجاوزت الخمسين قضية. موضحة أن اليوم العالمي للمرأة يأتي في ظل تصاعد التغييرات نحو الاستفادة من خبرات المرأة السعودية والتي تبوأت مكانة كبيرة بدعم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز والذي أخذ على عاتقه رفع مكانة المرأة وقام بتكريم المميزات وعين منهن في وظائف مرموقة.
وفيما يخص مجالها في العمل القانوني تمنت القرني أن يفسح المجال أمام تلبية طموح المحاميات الجديدات من قبل وزارة العدل وألا يقتصر عمل المرأة على تقديم الاستشارات القانونية في قضايا الأحوال الشخصية بل توسيع قاعدة الاستفادة من القانونيات ومشاركتهن بالتوظيف الذي لا يتطلب ترخيصا بمزاولة المهنة في المحاكم ووزارة الشؤون الاجتماعية والأمانة والإمارة والضمان الاجتماعي.
وأكدت المشرفة على الفرع النسوي بهيئة حقوق الإنسان في المنطقة الغربية الدكتورة فتحية بنت حسين القرشي أن المرأة تمثل نصف المجتمع، وأنه يعهد إليها بصفة رئيسة بتربية الأجيال، ومن هنا تظهر أهمية تمكين المرأة من حقها في التعليم وقدرتها على الاستقلال الاقتصادي.
وأشارت القرشي كذلك إلى تنوع مجالات تعليم الفتاة التي امتدت مراحله لتتيح مشاركتها بصورة متميزة في مختلف الميادين، كالطب والعلوم والتجارة والإدارة والمحاماة وغيرها من الأعمال التي ساهمت في الارتفاع بمركزها ومكانتها.
وقالت القرشي إن الدولة عملت بعزيمة كبيرة من أجل تطبيق أحكام الشريعة السمحاء التي تؤكد على العدالة، فأتاحت للمرأة حق التعلم والعمل. وعلى الرغم مما واجهته المرأة من تعقيدات، ووجود العديد من العقبات التي كانت ولا تزال تقف في طريقها، وعلى الرغم من كون هذه العقبات لا تستند إلى الأحكام الشرعية والفقهية، بقدر استنادها إلى موروثات ثقافية ومعايير تستند بصفة جزئية وانتقائية إلى بعض الأحكام الدينية لتثبت صحتها، فإن المرأة استطاعت ورغم كل ذلك أن تثبت وجودها، وأن تحقق الإنجاز تلو الإنجاز.
ولفلتت القرشي الانتباه إلى أن توفير المزيد من فرص العمل للمرأة يساهم في حفظ كرامتها ويتيح لها إمكانات الكسب المشروع لتتمكن من الإنفاق على نفسها وعلى من تعول في محيط أسري لم يعد يؤكد على المسؤولية قدر تأكيده على السلطة بتأثير من مفاهيم خاطئة للقوامة والولاية.
وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة، فإنني أوصي بنات الوطن ونبت أراضيه الطاهرة بحسن استخدام الحقوق المشروعة وعدم الانسياق وراء الشعارات التي تتضمن تزييفاً للواقع لا يستند إلى عقل ولا قيم تتسم بالثبات بقدر استناده إلى التقليد والعواطف المتغيرة.
وعبرت كذلك عن أملها في استكمال مسيرة تمكين المرأة من نيل جميع الحقوق المشروعة لها، وتوعية المجتمع بضرورة مساندتها ودعمها في مسيرتها لتكون النموذج الحضاري للمرأة الممثلة لدينها ووطنها خير تمثيل.
وأشارت عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان والمفكرة الإسلامية والباحثة الدكتورة سهيلة زين العابدين حماد إلى أن المرأة السعودية أثبتت نجاحها في مجال البحوث الطبية والفيزيائية والعلمية، وحققت الكثير من الإنجازات التي لم يصل لها رجل في العالم العربي والإسلامي، حيث حققت إنجازات علمية عديدة كالباحثة حياة سندي، والدكتورة خولة الكريع.
وأضافت أن هذه الإنجازات التي وصلت إليها المرأة السعودية تمكنها من أن تكون مؤهلة وأن تكون عضوة في مجلس الشورى وليس مستشارة فقط، وأن تتولى مناصب قيادية عليا، فهي لا ينقصها أن تكون وزيرة وهي على مقدرة أن تؤدي مهام هذه الوظيفة إن تم تنصيبها عليها.
وطالبت حماد بإلغاء كافة الأنظمة والقوانين التي تتعامل مع المرأة على أنها ناقصة الأهلية، وأن يتم سن تشريعات تعامل المرأة على أنها كاملة الأهلية، كما ناشدت خادم الحرمين الشريفين بإعطاء المرأة السعودية كامل أهليتها في جميع الأنظمة والقوانين كالرجل تماماً وإلغاء القوانين التي تجبر المرأة على ربط شؤونها وكافة تحركاتها الخاصة بولي الأمر.
ومن جهتها ذكرت الأستاذ المساعد في تاريخ المرأة بجامعة الملك سعود الدكتورة هتون أجواد الفاسي أن المرأة السعودية وصلت لإنجازات عديدة تستحق الثناء والتقدير على تحقيقها لتلك النجاحات، فقد وصلت لمرتبة نائبة وزير وهناك مستشارات في مجلس الشورى، كما شهدنا إنجازات في وضع العديد من القرارات التي تصب في مكافحة العنف ضد المرأة، ونجاح العديد من الحملات التي قامت بها سيدات وناشطات سعوديات كإلغاء الوكيل الشرعي لسيدات الأعمال. ولكن هذا لا يكفي فالطريق أمام المرأة السعودية طويل ولا يزال يتطلب العديد من الإنجازات والقرارات التي تصب في صالحها وتثبت أهلية المرأة السعودية.
من جهتها، أضافت المحاضرة في الاستثمار في كلية دار الحكمة الأستاذة ريم أسعد أن المرأة السعودية بحاجة ماسة لتمثيل نفسها في الأماكن الحقوقية والاجتماعية، دون أن تكون بحاجة لمن ينوب عنها أو من يمثلها بشكل لا يتماشى مع ما كفلته لها الشريعة الإسلامية.
ونوهت أسعد بالدعم الذي تلقاه المرأة في مجال تشجيعها على الدخول إلى سوق العمل، سواء في القطاع المصرفي أو الطبي أو الاجتماعي أو التعليمي وغيرها من المجالات، معتبرة أن هناك زيادة لاستقطاب الكوادر النسائية العاملة وإدخالها سوق العمل.
وأضافت من الملاحظ أن السيدات أصبحن يمثلن فئة كبيرة في مجال الأعمال ولكن لابدّ أن تكون مشاركتهن في الاقتصاد مشاركة فعالة بحيث يكون بيدهن سلطة اتخاذ القرار وإحداث التغييرات المطلوبة، كما شددت كذلك على أهمية تغيير النظرة النمطية تجاه المرأة السعودية.
ومن جانبها ذكرت رئيس كرسي الشيخ محمد حسين العمودي لسرطان الثدي بجامعة الملك عبد العزيز الدكتورة سامية العمودي أن الإنجازات الطبية التي حققتها المرأة السعودية عديدة وتكريم ولاة الأمر للباحثات وصاحبات الإنجازات المختلفة تقدير لعطاء المرأة في كافة المجالات. كما نوهت إلى حصول جامعة الملك عبد العزيز على الموافقة في إنشاء أول مركز تميز لسرطان الثدي وهو منجز حضاري يسجل للجامعة والعاملات خلف هذا المشروع العلمي.
وأضافت العمودي أن لديها طموحا واسعا لرؤية المرأة السعودية تحقق إنجازات علمية واسعة في جميع المجالات لأن تجربة الإقصاء التي عاشتها المرأة في الزمن الماضي لن تعود، نظراً لما تلقاه المرأة اليوم من دعم من خادم الحرمين الشريفين، وهو دعم كفيل بأن يحقق للمرأة الريادة التي تتطلع إليها حتى تكون شريكة في عملية التنمية من أجل مستقبل أبنائنا ووطننا.
وأشارت مساعد الأمين في أمانة جدة بتقنية المعلومات بالقسم النسائي الدكتورة أروى الأعمى أن هناك العديد من القرارات الرسمية التي صدرت في صالح المرأة السعودية كافتتاح أقسام نسائية في جميع المؤسسات الحكومية تعمل على خدمة المرأة، معتبرة أن هذا يعتبر إنجازا للمرأة في عهد خادم الحرمين الشريفين.
ونوهت كذلك بالعديد من الإنجازات والنجاحات التي حققتها نساء سعوديات، وهو أمر لم يكن ممكناً لولا الدعم والتشجيع الذي أحاط خادم الحرمين بنات وطنه به، حيث ظهرت العديد من الإنجازات الكبيرة التي قادتها المرأة السعودية في مجالات الطب والتقنية والهندسة والإعلام والاقتصاد والتجارة وغيرها.
وطالبت الأعمى بضرورة أن تعامل المرأة معاملة الرجل، وإعطائها حقوقها كاملة وفسح المجال أمامها لشغل الفرص والوظائف التي تمنح للرجل، بشرط أن تكون مناسبة لطبيعتها كامرأة.
وأضافت أن طموح المرأة السعودية كبير جدا، وأن الطريق أمامها لتحقيق كل ما تتطلع إليه لا يزال طويلاً. لكنها شددت على أن المرأة وعلى الرغم من كل التحديات قادرة على نيل كافة حقوقها، وأن تعمل على تحقيق المزيد من الإنجازات التي تجلب الفخر لكل من يعيش على تراب هذا الوطن، وأن تجلب لها المزيد من الحقوق.
المصدر
http://www.alwatan.com.sa/news/newsd...9317&groupID=0