تسير الدراما السعودية بخطى حثيثة نحو الشهرة ومحاولة تحقيق مراكز متقدمة في سلم العرض العربي التليفزيوني ,
فبدأت بتكثيف طاقاتها الإخراجية والإنتاجية لابتكار أعمال تستكثر على بعضها حتى كلمة [ سخيفة ] ..!
الدراما السعودية التي بعد أن أصبح طاش ما طاش علامتها الفارقة , اتجهت نحو الكوميديا هذا إن صحت تسمية التفاهات
التي يقدمونها بهذا الاسم , لأننا في حال اعتبرنا [ طاش ] البذرة التي زرعت منها المسلسلات الكوميدية فقد كان الآنف الذكر
يناقش القضايا الاجتماعية بطريقة ساخرة ويحرص على تقديم مادة تستحق – أحياناً – الوقت المهدر لأجلها ,
أما ما نشاهد اليوم أغلبه فمصروفٌ نظره عن بلوغ هدف أو معالجة قضية ..
حتى الضحك لم يعد مهماً إن كان منهم أو عليهم , ما يهم أن تكون هناك مادة تشغل حيزاً من الوقت على شاشةٍ ما ,
وأن يكون الممثل الذي كان كومبارس سابق, بطلاً مطلقاً لاستهبال جديد .
وفي اتجاهٍ آخر , وعلى طريقة : وداد الكواري وأحمد المقلة , وفجر السعيد ومخرجيها , ظهرت ليلى الهلالي وعامر الحمود
في محاولة تسقطُ قبل أن تهم بالنهوض , فلا قصة ولا حبكة ولا واقعية ولا حتى تلك الكوميديا الغبية المنتقدة أعلاه ,
فقط حشد لممثلين وممثلات وصنع أيقونة كل خطوط الأحداث خطت تحتها وجميع الدوائر تدور حولها ,
وقصة وسيناريو وحوار بإمكان أي مبتدئ في مجال الكتابة أن يكتب أفضل منها , وبقدر ما لاسمها واسم مخرجها / زوجها من جعجعة ,
لم ترَ أعيننا طحناً أكثر من بضع أعمال كوميدية كتبتها في بداياتها , الله أعلم سبب تحولها عنها إلى أعمال مبالغ في أحداثها المفككة ومثاليتها المملة ..!
وفي ذات الاتجاه من [ قلة الفائدة ] ظهر لنا البطل الكبير , الشجاع الذي ما سبقه في الإبداع أحد من العالمين
في تصوير المجتمع على أنه قمامة كبيرة يجتمع فيها أسوء الخلق على وجه الأرض ,
وأكثرهم انحلالاً وكأن الفساد الأخلاقي هو الوحيد الذي فاحت رائحته , أو أن أكبر قضية تواجهها الفتاة السعودية
عاشق – ضحك عليها بكلمتين – ثم هددها بصورها , والشاب السعودي لا يعاني من أي مشاكل إطلاقاً إلا تهديد البنات
وحمل مسؤولية انحرافهن على عاتقه , بل وقد ارتقى الفساد الأخلاقي مراتب عليا في مجتمعنا فأصبح الأب زوجاً لزوجة ابنه ,
وبنت الأخ حامل من عمها و[ المعزبة ] واقعة في غرام السائق والانحطاط بريال ..!
,
لا تزال الدراما السعودية تتخبط في طريقها خبط عشواء , وستبقى كذلك مادام الباحثون عن أنفسهم ممسكين بخطامها ..!