ولد أحمد ديدات عام 1918 في سرت بالهند.
وسافر والده إلى جنوب أفريقيا في نفس السنة.
ولحق ديدات بوالده عام 1927 بعد أن توفيت والدته في نفس السنة.
أكمل ديدات تعليمه الابتدائي, لكنه وعند نهاية السنة الثانية من المرحلة الإعدادية, اضطرته ظروف الحياة إلى البحث عن عمل لكسب قوته ومساعدة أسرته، فلم يجد سوى حانوتا صغيرا ليعمل به نظير أجر شهري. وقطع ديدات صلته تماما بالمدرسة، وانهمك في عمله مع اهتمامه بالقراءة وتثقيف نفسه بنفسه وخصوصا في مجال الثقافة الإسلامية وأخذ على نفسه مهمة الدفاع عن الإسلام وسماحته أمام أعضاء البعثات التبشيرية في الهند والذين كانوا يترددون على دكانة باستمرار بحكم قربه من أماكن تواجد تلك البعثات.
وعندما كبر ديدات واتسعت ثقافته ونضج فكره واصل تعليم نفسه وأدرك أن خير وسيلة للدفاع عن الإسلام هي الهجوم. بعدها اشترى أحمد ديدات أول نسخة من الإنجيل وبدأ يقرأ ويعي، ثم اشترى ديدات نسخا من الأناجيل الأربعة وانهمك في قراءاتها ثم المقارنة بين ما جاء فيها ودون ملاحظاته وسجلها ليطرحها أمام المبشرين الذين يناقشونه بحدة كل يوم في الحانوت.
وفي اللقاءات التالية بأعضاء البعثات التبشيرية الذين كانوا يهاجمون الإسلام, كان على استعداد لمناقشتهم، بل ودعوتهم للمناظرات.
وحينما لم يصمدوا أمام حججه قام بشكل شخصي بدعوة أساتذتهم من الرهبان في المناطق المختلفة للمناظرة، وشيئا فشيئا تحول الاهتمام والهواية إلى مهمة وطريق واضح للدعوة بدأه الشيخ واستمر فيه، فكان له من الجولات والنجاحات الكثير.
وبعد انتقاله لجنوب أفريقيا استمر في ذلك طيلة ثلاثة عقود قام خلالها بالمئات من المحاضرات والمناظرات مع القساوسة، كما وضع أكثر من عشرين كتابا من بينها
الاختيار The Choice وهو كتاب متعدد الأجزاء،
و"هل الإنجيل كلمة الله " و"القرآن معجزة المعجزات"
و"المسيح في الإسلام" و"العرب وإسرائيل صراع أم وفاق" و"مسألة صلب المسيح".
ومع حماسه الكبير استمر ديدات في العديد من الأنشطة فعقد دورات متخصصة في دراسة الإنجيل، وشكل مؤسسة السلام لتدريب الدعاة. أما المركز العالمي للدعوة الإسلامية فهو العضو المؤسس له، وقد ترأسه لسنوات عديدة. وفاز المركز بجائزة الملك فيصل عام 1986. ويوزع المركز ملايين النسخ المجانية من القرآن الكريم، وخاصة من الترجمة الإنجليزية لمعاني القرآن الكريم.
كما يقوم المركز بإعداد دورات للدعاة، ودعوة غير المسلمين عن طريق السياحة والجولات بين المساجد والتعريف بالإسلام، كما يحرص المركز على ترجمة معاني القرآن والكتب الإسلامية باللغات المحلية في جنوب أفريقيا.
ويستعد المركز الآن لإنشاء متحف وأرشيف خاص بالشيخ ديدات في الطابق الذي يقع فيه مكتبه، وهو يعلن عن ذلك للجميع حتى يمكن جمع محاضرات ولقاءات وكتب الشيخ ديدات.
أما أداء الشيخ ديدات فتعرض لانتقاد شديد لأنه اتسم بالسخرية والإغراق في التفاصيل العقيدية التي ربما يجهلها العديد من المسيحيين أنفسهم ولا يعلمها إلا قساوستهم، وبمنطق أشبه بالإفحام الذي ربما يظهر ضعف الطرف الثاني دون أن يقنعه تماما.
وللدفاع عن هذه النقطة يقول ابنه يوسف إن الظروف التي أحاطت بالشيخ في بداية حياته من استهزاء البعض بدينه كانت السبب وراء أداءه هذا. وبرغم ما اشتهر وكتب عن رؤى الشيخ ومناظراته ومناقشاته حول الجوانب العقيدية في الإسلام والمسيحية، فإننا نلمس وبوضوح فطنته للمنظومة الأخلاقية والاجتماعية التي تميز بها الإسلام، فلا نجده في أي من كتبه أو مناظراته إلا ويتحدث عن ثمرة هذه المنظومة من مجتمع يحرم ما يسبب الانفلات القيمي كالزنا أو الشذوذ أو إدمان الكحوليات وغيرها.
وهو في ذلك يخاطب مشاكل حقيقية في المجتمعات الغربية ومجتمعا متعددا ومتغربا إلى حد كبير -بحكم ظروف عدة- مثل مجتمع جنوب أفريقيا، وتجده لذلك يتحدث عن الصون والعفاف ويشدّد على الشباب بشأن الزواج المبكر.
أصيب ديدات بالشلل التام عام 1996 وظل طريح الفراش حتى فارق الحياة. ورغم مرضه العظال استطاع الشيخ الراحل التواصل مع أسرته وضيوفه بواسطة لغة خاصة تشبه النظام الحاسوبي, فكان يحرك جفونه سريعا وفقا لجدول أبجدي يختار منه الحروف، ويكون بها الكلمات، ومن ثَم يكون الجمل.
توفي رحمه الله يوم الأثنين الموافق 3 جمادى الاخرة من عام 1426هـ الموافق 9/8/2005م الساعة السابعة صباحا في مدينة ديربان بجنوب أفريقيا .