السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هلا بإخواني المتابعين لقصتي
آسفة على التأخير
إليكم الجزء الرابع والأخير
اتمنى أن ينال إعجابكم
لا تحرموني آراءكم
الجزء الرابع والأخير
في اليوم التالي جاء محمد وأخذ مريم وتزوج بها وحتى في هذا اليوم الذي انتظرته مريم بفارغ من الصبر كانت ليلة بلا قمر بدون أي شيء يشعر بأن هناك عرس فلم يشهد زفافها سوى نجوم الليل .
دخلت مريم إلى منزلها فوجدته عبارة عن بيت صغير سطحه من سعف النخيل كل أثاثه قطعة من القماش مفروشة على الأرض للنوم عليها وفي الزاوية مجموعة من الحطب والفحم الذي يجري عليه الطبخ .
دخلت وهي ترى هذا البيت المتواضع حلمها وقصرها الذي بنتهُ في خيالها
فخيل إليها أن الأمر لا يعدو أن يكون مناما فهي في الحقيقة والواقع
فكم انتظرت ذلك الاستقرار طويلاً .
فبدأت تتحدث مع نفسها وعواطفها المرهفة ومشاعرها الحساسة
وتقول : الآن سأتغلب على الهموم والأحزان وأبني لي أسره رائعة من قواعد الدفء والحنان وأخيراً سأستقر
قطع محمد هنا أفكارها وقال لها : أرجو أن ترتاحي في هذا المنزل المتواضع فأنت مكانتكِ أكبر من ذلك ولكن سننتقل منه عندما تتحسن ظروفي إن شاء الله .
أجابت وهي تتنفس الصعداء: شكرا لك يا عزيزي , وتغمض عينيها هو بالنسبة لي عن كل القصور.
أصبحت مريم تستيقظ كل صباح تحاول أن تثبت نفسها , فتذهب إلى مجلس النساء فترى إحداهن تطحن القمح وغيرها تسف سعف النخيل والأخرى تخيط الملابس , وأول ما جذبها هو سف سعف النخيل لأنها كانت تريد أن تفرش منزلها , فطلبت من إحداهن فطلبت من إحداهن أن تعلمها
ولكنها في كل مرة تخفق فيها تسمع ضحكات وتمتمات النساء من حولها
فاشتعلت غيضاً وخرجت من عندهم إلى منزلها تنتظر زوجها بفارغ من الصبر .
وما أن دخل حتى قالت له بدون ترحيب من اشتعال الغيض بها :
الآن تذهب وتشتري لي سعف النخيل .
يجيبها باندهاش : ما بكِ ولماذا تريدينه الآن.
ـــ أرجوك يا عزيزي أريده الآن
ـــ لماذا كل هذا التحمس والإلحاح .
ـــ أرجوك أرجوك سأخبرك لاحقاً
ابتسم في وجهها وقال: لها حسناً حسناً هدئي من نفسك الآن سيكون بين يديكِ
فرحت مريم وخجلت من زوجها ومن تصرفها اللحوح.
كانت مريم تنتظره على أحر من الجمر وما أن أحظره لها حتى ذهبت بالسعف إلى جارتها وطلبت منها أن تعلمها كيفية سفه .
ـــ بكل سرور يا جارتي العزيزة لكن لابد أولا أن تنظفيه وتجعليه في الماء لمدة يوم كامل .
قالت مريم بتحسر: يوم كامل.
ـــ نعم يجب ذلك حتى يكون سهل عليكِ في السف.
ـــ إذاً سأأتي لكِ غدا شكرا لكِ يا عزيزتي.
ـــ لا تشكريني على الواجب يا عزيزتي أنا جارتك وأرجوا أن تعتبريني كأختكِ , أنتظركِ غداً.
ذهبت مريم إلى منزلها تنظف السعف وتخلله في الماء.
وفي اليوم التالي منذ الصباح الباكر ذهبت مريم بالسعف إلى جارتها
فعلمتها كيف تسف , ثم رجعت إلى منزلها وأغلقت عليها الباب وأخذت تسف وتسف وتسف طوال النهار والليل ,هكذا هي لا تخرج من المنزل ولا تقابل أحد حتى بعد ثلاثة أيام .
فصنعت حصيرا للمنزل ومفرش للطعام وغطاء له ومراوح ولم تكتفي بذلك بل غطت جدار المنزل بالسعف المسفوف بشكل جميل والذي لونته بالألوان مختلفة حتى أصبح منزلا مزهراً.
وبعدها دعت النساء إلى منزلها فتعجبوا مما رأوه بيت جميل بل أجمل من بيوتهم التي اعتنوا بها منذ زمن .
وبعدها تعلمت الحياكة والطحن وكافة الأعمال الشاقة وأثبتت وجودها بل وأصبح يضرب بها المثل في الصبر والصمود وكيف كونت أسرة تتكون من ثلاثة أبناء وابنتان هم قدوة لغيرهم من الأبناء في الأخلاق والطاعة
أسرة قوية الروابط بنيت على أساس الحب وطاعة الله
بل وساعدت زوجها على بناء منزل جديد.
وأخيرا حققت مريم أحلامها وقرت عينها وسكن وعذب فؤادها بعد عذاب طويل , فقد عوضها الله على صبرها بزوج صالح متفاهم وأبناء بارين محبين لها.
أما مانع فقد جاءه الانتقام الإلهي فإن الله يمهل ولايهمل فقد أكل مال يتيمة بغير حق , فقد أصيب بشلل كامل بجسده وأصبح طريح الفراش لم تنفعه أمواله التي استولى عليها بل إن زوجته أخذتها كلها وألقت به في غرفة في زاوية المنزل حتى وافته المنية.
فــــــهــــكــــذا هـــــــي الــــــدنــــــــــيـــــا عـــــــــــذب وعـــــــــــــذاب
دمتم بكل ود