حكاياتٌ يقصها لكم جدّي (جونو) - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
قال لي مجنوني .. (الكاتـب : كامي ابو يوسف - مشاركات : 1 - )           »          رثاء متأخر، وعتب على الـ"غرغرينا"! (الكاتـب : حسام المجلاد - مشاركات : 6 - )           »          ورده رقيقه .. (الكاتـب : تفاصيل منسيه - مشاركات : 0 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 529 - )           »          >الحــالــة الآن ! (الكاتـب : رحيل - آخر مشاركة : سعيد الموسى - مشاركات : 470 - )           »          طفل الغيم (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - آخر مشاركة : سعيد الموسى - مشاركات : 1 - )           »          تعريفات في كلمة ونص (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 518 - )           »          تساؤلات تضج بالإجابة (الكاتـب : نواف العطا - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 255 - )           »          سقيا الحنايا من كؤوس المحابر (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 7499 - )           »          {} أؤمِــــــنُ بـِــ ...... {} (الكاتـب : إبتسام محمد - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 190 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد الهدوء

أبعاد الهدوء اجْعَلْ مِنَ الْهُدُوْءِ إبْدَاعَاً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-15-2007, 10:34 PM   #1
أصيله المعمري

شاعرة و كاتبة

مؤسس

Smile حكاياتٌ يقصها لكم جدّي (جونو)



هنا والبوح ينزف على ذلك الماضي الذي جمعنا في مكان ما،، في تلك الملامح وبـ ذاتها رسمنا أوجه الحب بإيدينا....هناك في زمنٍ ليس بالبعيد ،، تقطع القلب ومن فيه على أرواحٍ أخذها الموت والشتات بلا إذن
من وطني المؤجل لـ ميلادٍ أقرب
من عالمي والناس

وهنا سأضع سلاسل قصص يحكيها لكم جدي ((جونو))
فـ سَلِموا قلوبكم للموت الذي نريد...
*
*

سأروي قصة أحمد وعلياء وعائشة ومحمد وسعود وسالم وفارس وابراهيم ونزار وموزه وخوله وأميره وقيس وشمسه وليلى وسيف وراشد وجميله وفتحيه وسعيد و وليد وكوثر وأحلام وعمر وساره وماجد وسلطان وعبدالله وعهود وغيث وناعمه ولولوه وعبير وإسراء وهلال ومنار و يعقوب وطلال وخالد وهند وايمان وعبدالعزيز وأصاله وبشرى ومروه وسامية وفيصل ويوسف ومعاذ وأسعد وأسماء وهديل ورنيم وملاك وهيثم وصفيه وغنيه وشيخه واختر ورايه وأمل وفاطمة وبدر وعامر وهدى ورحمه وسلمى وحمد ونوره وموزه وفاخره وزليخه ومروان ومنى وغصون وزمزم وهاشم وعلي وأماني وأمينه وثريا وكواكب وجابر وصقر وقاسم وهيفاء وزينب و وردة وشامس وعمار وحوريه وريم ومكيه ومريم وأشجان وسنديه ولطيفه ومها وعبدالرحمن وشما وتركي وخليفه وخليل وعادل ويحيى و و و و و و و و و و و و و و


وآخرين أخذهم الموت واليد جونو




أصيلة المعمري

 

التوقيع

لا يوجد شيء لـ عرضه

أصيله المعمري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-16-2007, 04:02 AM   #2
أصيله المعمري

شاعرة و كاتبة

مؤسس

الصورة الرمزية أصيله المعمري

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 478

أصيله المعمري لديها سمعة وراء السمعةأصيله المعمري لديها سمعة وراء السمعةأصيله المعمري لديها سمعة وراء السمعةأصيله المعمري لديها سمعة وراء السمعةأصيله المعمري لديها سمعة وراء السمعةأصيله المعمري لديها سمعة وراء السمعةأصيله المعمري لديها سمعة وراء السمعةأصيله المعمري لديها سمعة وراء السمعةأصيله المعمري لديها سمعة وراء السمعةأصيله المعمري لديها سمعة وراء السمعةأصيله المعمري لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


قصة أحمد ومنار
(حب 7 سماوات وأرض)



المياة بدأت تستقر في بيت العريس الجديد (أحمد) لكون بيتهم قريب جداً من أطراف الوادي _الذي كان يحتضن وقتها كميات كبيرة من المياه لم يعانق مثلها طيلة حياته_....
الأمطار الرعدية تتراقص وبعنف فوق سماء مدينتهم الطاهرة ..والسحب الركامية ألبست بيتهم والبيوت المجاورة سواد غريب وحشي ...وكأنه ملك الموت يصرخ أنا قادم...
أحمد بين حين وآخر يطل من ستارة تلك النافذه..يزيحها، والذعر يزيح قلبه من مكانه....ليرى آخر أحوال بيته من الخارج...
لـ يعود والحسرة والحسرة والحسرة تقطعه على ما رسم من أحلام وأماني والإعصار يقتل...

أحمد يرى كل شيء في ذهاب
ولا يستطيع أن يفعل شيء
الأشجار بدأت تتساقط والريح زادت من قسوتها ...والبيت بدأ يرجف
زوجته منار ما زالت تصدح بالقرآن وتقرأ ...منار كانت خاشعة تبكي ترسل روحها والدعاء للسماء لـ يحفظ الله حبهم والخير...
الأوضاع بدأت تزداد سوءاًَ
والتيار الكهربائي انقطع
منار من مواليد برج الدلو والذي يخاف أصحابه من الظلام كثيراً...فعندما انقطع النور وقف لسان منار وهي تقرأ وبعبرة: (( يومئذ يصدر الناس أشتاتا أ ش ت ا تا)) توقفت وقتها منار وصرخت تبحث عن أحمد قائلة: هل متنا ؟هل متنا؟
أحمد ينتشل زوجته وبألم وهي تبكي
أحمد يحاول أن يخلق نوراً لها وفعل بواسطة المصباح اليدوي يرحمه الله....
لم تلبث منار أن تفتح عينيها وبـ سكينة إلا أن زجاج البيت ونوافذه بدأت تتكسر وبدأ الماء يدخل للطابق الأرضي من كل مكان....
والريح تهدم الأبواب بشدتها ...الماء يصافح طهر ذكرياتهم ويجرف كل أثاث الطابق الأرضي في لحظة واحدة وأحمد ومنار يركضون بأرواحهم لـ يصعدوا للطابق الأول من بيتهم فـ يفلتوا من فم الاعصار

منار كانت تمسك بيدها اليمنى (المصحف) الذي كانت تقرأ منه قبل قليل وبيدها الآخرى كانت تشد على حبها الذي تراه سيموت بعد أن عاش طيلة السنين الماضية(أحمد)...وأرواحهم تركض فالموت خلفهم يشمر عن ساعديه..ولكنه لا مفر منه فالماء بدأ يحاصرهم من كل مكان والموت قادم حتى للطابق العاشر _إن وجد_....وقتها كان يعتذر بيت الأحلام لـ حلميه (أحمد ومنار )كان يتأسف عن عجزه في أن يحافظ عليهم وعلى حبهم فالمياه دخلت والبيت غارق غارق لا محالة...حاول أحمد أن يتصل بـ الدفاع المدني ولكن لا إرسال فشبكة الاتصالات تعطلت... حاول أن يلوح للريح للمطر للسماء لـ جونو لـ أحد ، لـ لا أحد حتى ينقذهم ولكنه لم يجد ....قلب منار وقتها مات خوفاً من ما شاهدت والظلام وصوت الريح الذي كان يبتلعهم بصخب..الماء بدأ يصل للطابق الأول ويجرف كل ما فيه من ذكريات وخطى رسمتها قدم منار الرقيقة.....أحمد يسحب منار وبقوه ليصعدوا سطح منزلهم فالموت قادم والروح غالية....هناك للأسف لم يسلم جسد أحمد ومنار النحيلين من الريح الشديدة العاتيه والأمطار والحصار أشتد بهم فالماء يعتصر بيتهم ويجرفه في طابقه الأرضي والأول والريح تتراقص فوق سطح المنزل....الموت الموت الموت في كل مكان وفي كل زاوية...وعين أحمد صامتة غارقة في حبٍ قد كان عرضه السماوات والأرض ولكن اليوم عرضه أضيق من ثقب ابرة...منار وأحمد جرفهم القدر وابتلعهم الماء الذي كان يعتصرهم والأثاث.... كانت منار تتنفس زفراتها الأخيرة وأحمد كذلك هو الآخر والذي فقد الوعي قبل منار المسكينة ...والتي حكم عليها القدر في أن ترحل روحها بعد دقيقة واحدة تقريباً من رحيل روح زوجها وحبيبها أحمد.......... يد منار ما زالت بـ يد أحمد والمصحف باليد الآخرى

 

التوقيع

لا يوجد شيء لـ عرضه


التعديل الأخير تم بواسطة أصيله المعمري ; 06-16-2007 الساعة 04:05 AM.

أصيله المعمري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-20-2007, 01:16 AM   #3
أصيله المعمري

شاعرة و كاتبة

مؤسس

افتراضي


قصة (ليلى)
في بيتنا ثانوية عامة


حالة طوارئ تشهدها اليوم شقة أبو ليلى والتي تقع في الطابق الثاني من عمارة أبو صالح....ضجيج وأصوات على غير العادة....بالأمس وقبل الأمس وقبل قبل الأمس والأسابيع الماضية كان الهدوء سجين هذه الأسرة على الرغم من أن ليلى لديها أخوة أربعة أصغر منها ،ولكن قد حُكم عليهم بالصمت طيلة الفترة الماضية وفقاً لتلك اللوحة المعلقة على باب الشقة والمكتوب عليها ( في بيتنا ثانوية عامة)...
الجميع منشغل والكل يتحرك ...التلفاز اليوم يبدو طويل اللسان خاصة بعد أن قُطع لسانه في تاريخ 2/9/2006م عندما فتحت المدارس أبوابها للعلم والعلم فقط ..
والكل يهذي بـ ((جونو)) _الموت القادم_ والجميع كانوا يعملون كل ما بوسعهم لـ تفادي آثاره والترصد لها...

أبا ليلى: صحيح بأن الأمطار تنهمر والريح قوية ولكن الحمد لله لم يأتي شيء...ألم أقل لكم بأن وسائل الإعلام من هواة المبالغة ة ة ة ة ة ة....
عشر دقائق فقط منذ أن زفر أبا ليلى بهذه الجملة والتي أثار بها شر الضيف القادم جونو...عشر دقائق والحال ينقلب على عكس ما نريد...
الرياح القوية أصبحت أقوى والأمطار بدأت تزداد غضباً لتضرب بـ قسوتها بيوت لا حول لها ولا قوة......
أم ليلى مذْهَلة من ما رأت...بأقصى سرعتها وقلبها الأم بدأت تبحث عن صغارها الأربعة وتلفهم في أحضانها وابنتها ليلى التي كانت تحضن حينها (كتاب الكيمياء) المادة التي تخاف منها كثيراً وتحبها كثيراً في صومعتها المقدسة ومملكتها كما تحب أن تسميها هي دوماً(غرفة ليلى) ،،،وكـ عادة قلوب الأمهات _جنان الدنيا والآخرة_ لفت كل أبنائها الصغار وليلى ....لـ يقبع الجميع في أحدى أركان البيت الآمنة والبعيدة عن الزجاج....وقتها لم يكن الجميع يعي أي شيء...فـ كل شي كان في دمار
المطر قاسي جداً ومرعب يلطخ الدنيا بلا رحمة ،، انتهك حرمات البيوت ودخل......المياه بدأت تقفز وبدون إذن للشقة خاصة بعد أن تكسرت نوافذ الغرف ،، و صوت الريح كان يختلط حينها من صوت بكاء الصغار الأربعة ..الأول كان يبعث الذعر والخوف والثاني كان يبحث عن الأمن والآمان..
والجميع ما زال ساكن في تلك الزاوية الأليمة ...يحاصرون أنفسهم بأنفسم ،، هي البقعة الوحيدة التي تقبلت أحلامهم بصدر رحب ..ليلى يقطعها الخوف وهي ترى حالتهم .. مرعب هو مشهد دخول المياه للغرفة التي كانت تقابلهم(غرفة ليلى) وهي تجرف فساتين ليلى وخزانتها..أحذيتها ..مريول المدرسة الأزرق والذي لطخ بالطين والماء بعدما لطخ كثيراً بدموع طاهرة نزفتها ليلى في أيامها الماضية على تفاصيل كثيرة ،،،حقيبة المدرسة كانت تدحرجها الريح يميناً شمالاً......عطورها ،، مشطها،، الروايات التي كانت تخبأها ...قصائدها ،، كتبها ،،أحلامها،، الرسائل التي كانت تتبادلها مع ابن الجيران،،، كتب المدرسة الكثيرة ...دفاترها...مستقبلها..شهادات السنوات الماضية....علبة مكياجها...سجادة الصلاة والتي اشترتها في آخر زيارة لها للحرم المكي..

غرفة ليلى كان تطل على جهة الشرق وهي الجهة التي كان يأتي منها جونو وما حمل من هدايا قاسية
غرفة ليلى بكل اختصار كانت الضحية والفريسة السهلة للإعصار..

ليلى ترى مملكتها تُهدم ... كانت تستغفر كثيراً وتلعن الأثم في قلبها...كانت تتذكر كل الماضي وتبكي...ليلى ظنت بأنها ستهدم كما هُدمت غرفتها والتي لم تفرق عنها كثيراً في ذلك الوقت_ فالكل أصبح جماد_
خمس ساعات وعائلة أبو ليلى قابعة في أحدى زوايا المنزل البعيدة عن النوافذ...وهاتف المنزل يواصل الصهيل ولكن لا روح تستغني عن روحها في ذلك الوقت لـ تتقدم خطوتين حيث الهاتف وترد...أخ ليلى الأكبر(عادل) والذي رمت به الأقدار وأحلامه في أن يكمل دراسته في كندا..كان يسمع وقتها من الفضائية العمانية والتي لم يتابعها طيلة فترة تواجده في كندا إلا اليوم... أن الاعصار يجتاح مدينتهم الآن....هو الآخر كانت روحه قابعه قلقة على أرواحٍ تسكنه: أمه الذي بكت كثيراً عند رحيله، أبيه الذي افتخر بابنه في كل مجلس كان يتواجد فيه....ليلى والتي ما زال يتذكر كل مغامراته معها...أخوته الصغار ....أركان بيته والذكريات....الوطن الذي علمه وأحسن تربيته حتى أصبح عادل كما يحب...

عادل كان يموت على (الخط) وليلى تتأمل في غرفتها وكل ذكرى حولها كانت غالية
لـ تموت قصائدها بسكينة ...

الهاتف لم يتوقف طيلة الخمس ساعات والاعصار لم يترك غرفة ليلى وأحلامها على خير..
والـ 7 أرواح كانت تموت ألف مره وتحيأ على ألم ظنوا بأنه حلم لا واقع...
بعد أن توقف كل شيء وتزحزح جونو من هذه المدينة الجميلة ..لـ يرحل ويدمر مدينة أجمل....
بعد أن مزق كل أحلام ليلى وأمانيها
بعد أن قتل أجمل آناث الكون بالنسبة لـ أحدهم على الأقل

(ليلى) اليوم تدوزن الوجع على ما فقدته من امتيازات قد مُنحت إياها واليوم لا شيء...ليلى الفتاة المطيعة والتلميذة المجتهدة تتأمل كتبها المدرسية الملطخة بالمياة والدموع والماضي المخيف.. ....وهي تسمع نبأ تأجيل امتحانات شهادة الثانوية العامة لحين إشعار آخر...أم ليلى وأبا ليلى يحصون الخسائر والخيبات ويبكون على ما رحل ..ولكنهم يحمدون الله أن أرواحهم نجت من الموت...
الصغار الأربعة ما زالوا لليوم يتجرعون الخوف
في أحلامهم
في يقظتهم
ما زال ذلك الوحش يطارد طفولتهم في الذاكرة
ليلى اليوم على أعتاب امتحانات نهاية الفصل الدراسي الثاني والظروف تخنق أحلامها
وشقة أبا ليلى لم تعد تحمل لوحة (في بيتنا ثانوية عامة) ولا باب يحمل رقم الشقة(15)

 

التوقيع

لا يوجد شيء لـ عرضه

أصيله المعمري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-07-2007, 03:04 AM   #4
أصيله المعمري

شاعرة و كاتبة

مؤسس

افتراضي





قصة غيث
كاد أن يتمنى عمراً أجمل


*


جمعتهم الصدف .. والتي نخلقها نحن بني البشر كالعادة لـ تخلق لنا ما نريد من حبٍ ولقاء .. أتوا من جميع مناطق السلطنة قاصدين العلم في جامعة السلطان قابوس....أربعة شبان ...قضوا أجمل أيام حياتهم بـ عمرهم الزهور...

وليد وخليل ،،،،هيثم،،،،وغيث
طلاب سنة رابعة..تخصص علوم الأرض.....
رسموا الأحلام سوياً
ضربوا جبال مسقط وداعبوا صخورها مراراً وتكراراً
حفظوا التضاريس هنا وصفائح الجبال هناك
مارسوا شقاواتهم في كل أنحاء الجامعة
علقوا مُعَلقات ابداعهم
وكلية العلوم تفخر بجدائل روحهم والنور


عندما أتى (جونو) على وطنهم والحب
كانوا في فترة اجازة (بين فصل الربيع والصيف)
وكلن منهم في مدينته
الجميع كان يحرص على التواصل مع الآخر
لـ يبعثوا سكينة وطمأنينة على أرواحهم التي ما افترقت طيلة سنين الوفاء
هيثم كان إماراتي الجنسية _ من سكان مدينة أبوظبي ولكنه كان يعانق قلوب أصدقائه بالدعاء كل صباح وللوطن عمان الذي صافح طهر ذكرياته مع من يحب..


وليد وخليل من منطقة الداخلية والتي كانت بعيدة عن الساحل....أي بعيدة عن الشر القادم (جونو)

(غيث) يعيش في ولاية العامرات من محافظة مسقط وروحه معلقه فـ القدر يحاصره من كل مكان
وكان حدسه لا يخونه
غيث حَلِم في منامه قبل ليلة جونو بأن سيارته تحترق
لم يخبر أحد في صباح اليوم التالي
إلا هيثم عندما حدثه بعد صلاة الفجر
هيثم أحَسَّ بـ أن غيث غير طبيعي
فأصر على أن يفضفض ؟؟
غيث باح بكل إحساس كاد أن يقتله لـ هيثم الوفي
والجميع كان يترقب (جونو)
هيثم حاول كثيراً بأن يبعث النسيان على روح غيث وذلك الكابوس الذي ذبحه بالأمس
بقدر ما يستطيع حاول أن يُسعد غيث ويرسم له لوحات حبٍ ليبتسم وينسى الموت القادم لا محاله...و يتذكر معه كل المقالب التي كانوا يمارسونها على( دكاترة) قسم علوم الأرض
وبعد أن ضحك غيث كثيراً وكثيراً وكثيراً
انتهت المحادثة
وهيثم قلق على صديق يرى بأن القادم سيقتله من العمر


مضت الأيام وجونو أخذ ما أخذ وترك ما ترك
مرت الأيام والناس تبكي على موتٍ تيمم بـ مسقط


اليوم
الأصدقاء الأربعة أصبحوا ثلاثة
والجرح ينهش أرواحهم مع كل صباح
حتى الطاولة التي كانوا يفطرون عليها في مقهى الجامعه تسأل عن غيث والنادل الآسيوي الجنسية يسأل كل يوم ،،،
كرسي غيث شاغر فارغ إلا من ألمٍ يعتصر الأرواح وهم يعبرون فـ الموت قد ابتلع روحاً سكنوا فيها....
أصدقائه اليوم ما زالوا يبحثون عنه...بين الطرقات التي جمعتهم...في قاعات الدرس...في ضواحي مسقط....داخل أسوار الجامعة التي احتضنت شقاواتهم وغيث البطل...

تحت تلك الشجرة الكبيرة والتي تكسرت أغصانها هي أيضاً والسبب(جونو)
ممرات فقدٍ والآم مشى غيث وسجل خطوات عمره فيها

وليد وهيثم وخليل يترنحون اليوم في الجامعه والحزن يقتل القلوب
وليد يقف ألف مره في طريقه لكل محاضره لـ يتألم على ذكرى قد قتلها الماضي مع غيث

خليل الذي لم يترك مستشفى في مسقط ولا مركز شرطة ولا هيئة حكومية ولا رجلٍ يعرفه أو لا يعرفه لـ يسأله عن غيث
وهو يعلم بأن غيث من قريةٍ سحقها الإعصار سحقاً حتى أصبحت قاعاً صفصفا
خليل يعلم بكل التفاصيل
لكنه لا يستطيع أن يقرأ الواقع
لـ عمرٍ قادم كاد أن يتمنى أنه أجمل

هيثم ما زال متمسك بخيوطِ أملٍ علها ترميه يوماً لـ غيث
هيثم يتصل مع كل مساء على رقم هاتف غيث
وينزف دمعاً وهو يواصل حفظ جملة : ((تعذر الحصول على المشترك المطلوب ...الرجاء الاتصال فيما بعد))
هيثم يموت
هيثم يموت
هيثم يموت
على موتٍ قد ابتلع الحب
والحب غيث

 

التوقيع

لا يوجد شيء لـ عرضه

أصيله المعمري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-07-2007, 10:28 PM   #5
أصيله المعمري

شاعرة و كاتبة

مؤسس

افتراضي


قصة عائشة
الحياة التي ماتت قبل أن تبدأ




*
*
*

هناك بعد أن غلف أرواحهم الذعر والخوف والترقب والحزن
بعد أن كانوا منكسرين خاشعين
حيلتهم دعاء يرسلونه للسماء
والقلق يذبح على ما سلف من حب وما سيأتي من عمر
انتهى جونو ورحل
بدأ الهدوء يراودهم
والدنيا صامتة تحصي عدد المغادرين للموت
بدأ الناس يرون أنفسهم والكل يتأمل الآخر
كأنهم مبعوثون لـ يوم الحشر العظيم
والتفاصيل تختلف عما رسموا في مخيلتهم منذ الصغر
يخرجون من بيوت قد استحملتهم وما في أرواحهم من شعور كاد أن يقتل الكون وقتها في أكثر من خمس ساعات
هناك تكسرت أشياء
وهناك تكسر ماضي
وهناك ماتت أرواح
وهنا فُقد أحدهم
إلا من أتى الله بـ منزلٍ قوي حديث لا يقدر عليه أحد من خلقه
الحالمة مسقط اليوم في عز سكونها بعد أن عصف الاعصار بها
مسقط تبدو على غير العادة هادئة وهادئة كثيراً
وهي ترى ما حل بها وهي تحمل امتيازات العاصمة !!
ولكنها باتت الرحيل/الدمار/الفقد/الموت/العمار/الدموع/القسوة/الأحلام/الماضي/الحب


خرجت سمية من البيت وزوجها سلطان لـ يتفقدوا تفاصيل كادت أن تموت
وأبنائهم الأطفال نيام ... ما شهدوا الموت قط... ولا أحسوا بشيء
كانت سمية تفكر وتقول من اتجاه واحد : أفضل أنهم كانوا نيام حتى لا يعرفوا شيء ولا يحسوا بالخوف...ولكن من الاتجاه الآخر تقول : لكن لو شهدوا الحدث،، لـ ظل في مخيلتهم ... يبروز ثقافتهم مدى العمر


ولكنهم على كل حال نيام غصباً عن كل الاتجاهات يا سمية

سمية وسلطان يشتمون رائحة غريبة وكريهة جداً فور خروجهم من المدخل الرئيسي للبيت ...توجهوا لحديقة المنزل باحثين عن مصدر هذه الرائحه...وهم يمرون على أشجارٍ وزهور وذكريات تكسرت وقد سقيت في زمنٍ بـ ماء حبهم...
لا يهم
الآن ما مصدر هذه الرائحة
طفلة رمى بها الاعصار ربما من نفس القرية أو من القرية المجاورة أو حتى من المدينة المجاورة لـ بيتهم
طفلة ملطخة بالطين مارس الموت عليها حلم فـ ابتسمت
الطفلة البرئية
الطفلة الجميلة
ما رحمها الهواء ولا الطين ولا الريح ولا السماء
ولا قدرِ قتل طفولتها
اختارت روحها هذا البيت بسكينة
قطعها الموت كثيراً
تقرب سلطان منها والدمع يلوث ملامحه من هول مشهد سيقتله حتى وإن سلِم من الموت الذي رحل وما قدرَ عليه
سمية سمعت صرخة أحد ابنائها وذهبت تركض وقلبها الأم
سلطان ما زال لا يقدر على أن يلمس (طفلة الطين) وهي تبتسم ميتة
سلطان يتقدم يديه ويرجع والعذر لـ يمسح دمعه
أخيراً تجرأ ومسكها
جسد متكسر منهك ....طفلة فعل الاعصار بها ما فعل
ربما جرفها الوادي
ربما قذفتها الريح
ربما وربما
ولكنها ماتت
واختارت بيت سلطان قبراً لها

سلم سلطان جثة الطفلة لـ رجال الشرطة حتى يتعرفون على هويتها وأهلها
ومن ثم تُدفن وهي ما فعلت شيء....
الطفلة عائشة
عائشة نعم
وتراود ذاكرة سلطان كل ليلة
هناك في عيون أطفاله
حيث حديقة منزله
والمكان الذي أختارته قبراً لها

في الذاكرة
في الذاكرة حُفرت ابنة الجنة (عائشة)

 

التوقيع

لا يوجد شيء لـ عرضه

أصيله المعمري غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
جنون حنان الفهد أبعاد النثر الأدبي 6 09-07-2007 05:51 PM
بعض من جنون منتهى القريش أبعاد الشعر الفصيح 20 08-12-2007 10:30 AM


الساعة الآن 11:31 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.