حمّلتني السنون ذكريات تقضم أصابعها, لا تسلني مجدداً أن أكف عن البكاء !
فطريق الحلم قاسٍ جداً ..
نحن نصل لأمانينا بعد أن يبرد الفرح في صدورنا .. ويصبح كل شيء مطرزاً بالأسى ..
الآن فقط نجرب أن نعيش الحلم في قطعة حلوى صغيرة دون قلق , وربي أنّي حين أشعر بالسكر يذوب في فمي أتيقظ للمرارة في قلبي !
ـــــــــــــــــــــــ
وأنت رجلٌ يتنكر في ثياب أبي ..
مازال الصمت يجرح صوتي .. ومازالت الليالي المقمرة موجعة بالنسبة ليّ ـــ ليس لأني وحدي لكن الصدى يأتي موجعاً ومخيفاً حين يمتلئ بالإنتظار ليخلو منك !!
وأنا الطفلة التي لم يعرف أحد عني غير طفولتي العابرة .. توقفوا جميعاً عن مراقبتي وأنا أخطو ثم أكبر, فاتهم مراقبة الألم يكبر فوق جبيني الفارغ من أثر قبلة !
مثلك تماماً أورثتني الدنيا أحداقاً حزينة أيضاً .. ترفض البكاء رغم الألم!
_ أشعر أن قلبي مبتل الآن _ ..
أأبكي حتى دون أن تشعر بيّ ؟ كما اعتدت أن أفعل بعيداً عن كل من أهتم لأمرهم !!
فأي دار يتحدثون عنها .. أي قصور وأي قلاع شخت تحت سقفها ولم يعد ينمو فيّ غير ذراع الألم تلك !
~
لو تحدثت إليك عمراً كاملاً وقرأت ملامحك ألف مرة , لم أعد تلك القادرة على مد احتمال أبعد من أنك لست أبي!
حتى أني أتقاسم هذه الذاكرة المشتركة معك ..!
لم تكن ذاكرتي وحدي رغم أنني حاولت الهرب من كل جدران الماضي , كي لا يجيء يوماً تسقط فوقي وأنا وحدي أكترث لعد أصابع الذاكرة التي جعلتنا نتصافح ..
_ عصفورة أنا _ ابتلت بالحنين , الفقد يخبرها أن عشها قد تداعى ولم تتعلم إطلاق جناحيها للريح بعد ..
لمَ إذن أغفر لك رغم ألمي؟!! .. لماذا أغفر لك كل شيء ورثته عنك .. لماذا أغفر لك هزيمتي فيك وأنا امتدادك الذي يثبت كل لحظة مدى تشابهنا ؟
سأناديك أبي اليوم
أتعرف لماذا ؟
لأنه سري الذي لن أبوح به رغم كل شيء !
..
_استحلفتك ألا تترك الهواء يتقاسمني معك_ فقط حضنٌ أخير سأكون به طفلتك التي تيتمت !
سأتلو اليوم ألمي وضعفي وهواني, سأبكي كل مامضى من أيامي التي نثرتها للطرقات .
أنا امرأة لم أتأكد من شيء عدى قدرتي على تحويلك لقلاع سكنتها مع نفسي , مدن لي وحدي لا تطالها يد العمر التي شوهوها..
كنت دهشتي المستمرة , كنت هزيمتي وانتصاري معاً .. لم يكن يحتمل المنطق أن تكون غير ذلك !
كنا أنا وأنت أعجوبة تستحيل كل يوم أكثر .. أذكر أننا بكينا وضحكنا وصنعنا حلماً سلكناه يداً بيد مع أطفال في ذات الوقت !
أتدري أنك أصعب ما كنت أعيشه على الإطلاق و أنك الشيء المضاد لواقعي ولذاكرتي معاً
وأنني لم يعد يعنيني أن أثبت شيئاً لأحد .. أريد فقط أن أتذوق كل ليلة هذا الاقتطاع الذي عشته خارج نمط حياتي المعتاد لأول مرة ثم لأمضي وحدي دون أن أقضي عمري باشتياق ..
..
... ..
رغم كل المستحيلات التي حاصرتنا .. رغم أن مكاناً لم يجمعنا رغم أن الحبر يهتز دون أن نأذن له ..
وبحق كل الخطى التي أُثقِـلت .. لا تمضِ دون أن تترك أقلامك على طاولتي .. لعلك تعود يوماً تأخذها لتكتب عمراً يستحق !
تمت لتبتديء ..
http://songs.6arab.com/fayerooz..lay...-7azeenah1.ram