بسم الله الرحمن الرحيم
نواجه في حياتنا اليومية الكثير من المحبّطين والمثبّطين ، الذين تراهم في العمل وفي الشارع وحتى من بعض الأقارب ، وترى أنك وهم دائما في ساحة مواجهة حربية خفيه غير معلنة ، فهم يريدون أن ينالوا بالتبخيس من بعض ماتعتقد أنك وصلت إليه ، سواء من اعتبارك لنفسك أو المكانة التي وصلت لها بفضل الله عز وجل .
فبعض المحبطين - لدوافع عديدة ربما منها فشلهم أو حسدهم - يندفعون بشدة لخلق أجواء ملبدة بانعدام الفائدة من وراء كل عمل ، وتجدهم يحاولون جاهدين إيهامك أنك أقل مما تتصور ، أو أنك لن تستطيع أن تنفذ الشيء الذي تعزم عليه ؛ رغبة منهم في هزّ ثقتك في تنفسك ثم تنطوي على ذاتك لتشك في قدراتك وتصدق ماقالوه ثم تهدم مابنيته في نفسك سنينًا طوالا ؛ ليفرحوا عندما يرونك وقد دمرت تلك النفس الطموحة وقد عملت فيها مالا يستطيع غيرك عمله لأنه لايستطيع أحد أن يدمر فيك شيئا إذا لم تكن مستعدا لمعاونته على نفسك ولو دون قصد .
علينا تجاه أولئك المحبطين والمثبّطين أن ننتفض ونستيقظ من كابوس صحبتهم ، ولانسمع لما يقولون ؛ فإما أن ننسحب من مجلس هم فيه واعتزال مجالسهم بالمرة ، أو إذا كان لابد أن يجمعك بهم مجلس فعليك سد أذنيك عنهم ، قال تعالى : (لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم ) ، وتنظر إليهم وكأنهم عبارة عن أفواه تتحرك – وهم كذلك - ولاتعطهم فرصة لينزلوك معهم حيث لاتريد ، وحيث المكان الموحش المليء بالمحبطات والمثبطات ومهلكات النفس والروح .
قال الشاعر :
وإن بليت بشخص لا خلاق له ....فكن كأنك لم تسمع ولم يقل