بسم الله الرحمن الرحيم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
" الطيبون والطيبات " ..
صباحاً / مساءً بتوقيت الأدبـــ ..
( همسة ) ..
توجد قصة خلف عبارة ( حب أعمى يقوده الجنون ) ، قصة اليوم مجرد سرد عابث من اختلاقي ليس له علاقة بأصل المقولة .
" حب أعمى يقوده الجنون "
المكان .. مقهى ( الصدف الجميلة ) ..
جلست " امرأة ! " على أحد الكراسي ..
كهدوء المكان .. ارتسمت ابتسامتها ..
وهي تملي طلبها ، لم يمضي الكثير حتى أُحْضِر لها كوب قهوة ..
داعبت الكوب بين أصابعها الصغيرة ..
وارتشفت عدة رشفات ..
ثم وضعته على الطاولة ..
لمحت فضول نظرات ذلك الرجل ..
لم تنتبه لوجود غيره سوا الآن ..
اخذت تصدر " تمتمات " دلالة على الإستمتاع ..
اخرجت من حقيبتها رواية بلون الحب ..
واخذت تعيش في الفردوس وهي تشرب قهوتها بتلذذ ..
وكأنها النعيم في النعيم ..
مبتسمة.. تقرأ .. تقلب الصفحات .. ترتشف من كوبها ..
شارف الكوب على نهاية محتواه ..
مازالت تفكر في جرأة نظرات الرجل لها ..
ليسألها الفضول هل مازال يحدق بك ؟
أمالت الكتاب لتجيب فضولها الجائع ..
و أطلقت المرأة .. شهقت .. وووووووي .. ؟!
كان الرجل أمامها مباشرة ..
بعبارة دقيقة .. أمام الطاولة ..
وفي ذهول بعفوية انفلت الكتاب من بين أصابعها الرقيقة على الطاولة ..
و بادر الرجل بقوله : " أحاسيس "
أحاسيس في صدمة من الموقف : ااااااااا عفوا .. مننن أنتت.. ؟ كي تعرف اسمي ..؟ من أين أتيت .. ؟
أعني حقاً .. لقد أخفتني .. !
الرجل في رصانة : .. سيدتي انه مقهى ( الصدف الجميلة ) .. ويالها من صدفة لتحقق ذلك ..
أحاسيس بعصبية مع فضول المنطق : ماذا تريد .. !!!!!
الرجل : اعذريني حقاً .. لم أعرف بنفسي لست سوا ..
أحاسيس تقاطعه بهستيرية ، وقد لطم الغموض والحنك كليهما كفه بالآخر ..
ماذا تعني بلست سوا .. لقد كنت تحدق بي منذ ما يقارب الدهر .. !
يا لجرأتك .. ووقاحتك ؟!
الرجل : بالطبع لا يا سيدتي لقد فهمتيني بشكل خاطئ ..
فالجمال لا يرى .. بل تسمع روحه ..وأكمل أتسمحين لي وأشار علامة على الجلوس ..
أحاسيس دون اشاحة النظر .. وفي سخط حاد :.. بالطبع لا .. ماهذا الهراء ؟! مالذي تقوله ؟!
الرجل مازال هادئ لم يحرك ساكناً .. ويكمل دون أي عناء :
بكل حال .. ها انت ذا ..
تقصدين الأجواء والنسيم والطيور والهدوء ..
وتقضين وقتك مستمعة .. بتلك الرواية ..
لكنك برغم ذلك .. وحيدة مع كوب قهوتك المر ..
أحاسيس وقد تغير وجهها مئات المرات لتخبره في تمعض : من أخبرك بأن قهوتي مرة .. ؟
هل سمعت طعمها أيضاً .. أيها الفيلسوف المنحرف .. !
الرجل : مهما كانت القهوة .. فلا يطعمها سوا من اعتاد مر الحياة ..
لذلك نتلذذ برشفاتها ..
الرجل يكمل : على كلٍ لا شيء يا سيدتي .. انت استدعيتني ..
وأجبت النداء ، لا شيء غير ذلك ..
أحاسيس : تجيبه ساخرة ، حسناً يا مارد المصباح .. انصرف إلى عالم الحمقى .. فقد كان نداء كاذب ..
ههههههههههههههههههههههههه .. اخذت تضحك بعصبية نوعاً ما ..
يتجاهل الرجل عبارتها ويكمل بنفس عميق
"
أحاسيس ..
كل ما رأيته من بعيد ..
أنثى ..
هي مزيج من الكمال .. يخالطه بقايا رغوة القهوة على شفتها ..
ومايزيد الكمال جمال .. هو ذلك التناقض ..
لم أتمالك نفسي لأخبرك ..
أني أحببت قضاء بعض الوقت معك ..
فكلانا قد امتزجت الوحدة في عيناه ..
مهما حاول نفض ذلك عنه ببريق الأمل ..
سأرحل .. لكني اعلمي ..
بأني تغلبت على ذلك ..
لكن أنت ستبقين أسيرة الوحدة ..
ما دامت سعادتك محصورة خلف خيال رواية ..
"
أحاسيس ترمقه بنظرات ريبة وهي تصيح : هذا هي .. لتذهب من هنا أيها المعتوه .. قبل أن تفقد المزيد من كرامتك ..
فلقد أصبت بالجنون حقاً ..
وبكل عفوية ..
أخذ يتحسس جيبه ..
ويخرج منه ورقة نقدية ..
لكنها سقطة منه ..
انحى ليلتقطها لكنه التقط معها بعض العشب ..
الرجل : أرجوك اعطي هذه للنادل .. !
قالها .. وهو يرحل في توتر شديد .. بعد ان اصدم باحدى كراسي الطاولة كم ضل دربه ..
أحاسيس : أشاحة بيدها ...
أخذت تفسر ما حصل .. وتربط بين كلماته .. وأفعاله ..
لم تتوصل سوا كونه .. إما سكير معتوه .. يهوى الشعر والأدب ..
ويبدوا بأن ما أذهب عقله هو ثمالته على رثاء معشوقته أياً كانت ..
لم تهتم وهي تحاول نفض هذه الأفكار عنها ..
لم يمضي الكثير حتى مر
النادل : أي طلب آخر ..
أحاسيس : تنتفض وتنظر بغرابة للنادل وتجيب في تباطئ .. لا .. فقط الحساب !!!
ثم أخذت تبدل نظراتها بين النادل وبين مكان جلوس ورحيل الرجل الغريب ..
لينظر النادل هو الآخر في ريبة لحيث تنظر .. !
النادل : سيدتي .. !
أحاسيس : هههههم ..
النادل : عفواً يبدوا عليك الشرود .. أهناك ما يزعجك !
لم تنتظر حتى يكمل فقد أعطته في يديه ورقة نقدية من فئة الـ 20 ، وهي ترحل مسرعة : احتفظ بالباقي ..
لكنها مالت برأسها لتعود وتقول بنبرة شك : أيضاً ترك ذلك الرجل لك الحساب ..
النادل : رجل .. ! عفواً أي رجل .. ؟
أحاسيس : اوووه .. حقاً .. لا يوجد هنا ( تقصد بخارج المقهى ) غيري انا وهو ..
ذلك السكير المتعجرف .. الذي كان يجلس هناك على تلك الطاولة .. وهي تشير بأصابعها ..
وتكمل مع خفوت تدريجي في صوتها : أياً كان ذلك الغريـــــــب ..
وكأنها تتدارك مفهوماً تضارب في رأسها !!!
النادل يقاطع تفكيرها : عفوا سيدتي .. لم يأتي أحد هنا اليوم ..
لم أخدم سواك !!!
أحاسيس تنظر حيث اختفى اثر الرجل .. لتطارد شبح ظله دون أن تعير النادل أي اهتمام ..
وبينما هي تركض أخذت تطالع الرواية بين يديها ودون في ظهرها بعضاً من المقتطفات ..
"
أحاسيس ..
كل ما رأيته من بعيد ..
أنثى ..
هي مزيج من الكمال .. يخالطه بقايا رغوة القهوة على شفتها ..
ومايزيد الكمال جمال .. هو ذلك التناقض ..
لم أتمالك نفسي لأخبرك ..
أني أحببت قضاء بعض الوقت معك ..
فكلانا قد امتزجت الوحدة في عيناه ..
مهما حاول نفض ذلك عنه ببريق الأمل ..
سأرحل .. لكني اعلمي ..
بأني تغلبت على ذلك ..
لكن أنت ستبقين أسيرة الوحدة ..
ما دامت سعادتك محصورة خلف خيال رواية ..
"
وهي تقول : حقاً ..
وتصرخ في هستيريا ..
لا كيف !!!!!!
الرواية .. القهوة .. !!
تباً لذلك .. !
هل هو حقاً .. ؟!
اممممم ... !
انها الرواية ..
انها هي ..
قلبت وجه الرواية ..
لتقرأ عنوانها .. كتب بخط كبير وتوسط الغلاف ..
" حب أعمى يقوده الجنون"
توقفت وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة ..
والتفكير يقتلها بتعجبـــ : لم يكن الأمر سوا خيال إذن !
يا لحماقتك .. لكن ماذا عن الورقة النقدية التي أعطاك إياها الرجل !!
لقد كان الأمر واقعي لم تختلقي ذلك ..! أكاد أجذم لك بهذا !!!
أعني فتشي في الحقيبة ربما تجدي النقود !!
( تحاور مع عقلها ) ..
في منتصف مكان نصف مظلم ..
تطارد عقلها النصف مفقود ..
أتاها صوت من خلفها يهمس ..
...
..
.
.
.
.
.
.
.
.
" أحاسيس " ..
التفتــــ ..
النهاية ..