مابال الشواطئ ترتعب
قدماي تأكلهما الاصداف
يدخل الرعب اظافري
الى ان تبدأ صورته بالوضوح وهو ببؤبؤتي
امد النظر
ارتجف
فينتفض البحر كأنه رياح صفعته
تخرج الامواج ثائرة
تصرخ
وتصرخ
وتصرخ
ثم تهدأ
يعود كل شيء كما كان
كأن الزمن اغمَض عيناي لوهلة
هدوء البحر
يختزنه اليأس
الجنون
حلم مبعثر مصحوب بإحباط المغامرة بالحلم ,
يقظة
ولعق من انامل العشق المبدد
وكنيسة تتعبد بها الاسماك
تقرعها رموش الاخطبوط وهو يعوم بأرجاء عالمه
مازلت اقف
كأنني رمش من عصر حجريّ
يبس من تقلبات الوقت
وهرولة عقارب الدنيا من جانبه
وهو كالصخر الحزين
يدمع اغبرة هالكة
جعله الحب عبرة لؤلي العابرين ,
اجمل مابهذه الحياة اننا نجيد تفتق الجسد
ونصمت
يتحول الصمت الى ارجوحة طفلة
تدمع
يتحجر الدمع
تأتي ملائكتها
تعصر عيناها لتدمع
لاجدوى
اعصابها تحتضر
تنتظر بصيص منّي
انا ؟
انا ؟
يا الله .. كنت نسيّا منسيّا من بعد ما افاقني الحلم من الموت
كنت طرف سنبلة جائعه في بحر لجّيّ
تميل
فيرتمي كاهلها على قعر الارض المبلله
فتصرخ الارض ... ما اثقلكِ !
حقا ما اثقلني في هذه الدنيا
عبء يميل بكف الكون الى باطنِ مجهول
وكفّة اخرى الى سادس سماء
كأننا جسر مرتفع صعب الصعود اليه
او ككاحل فتاة عذراء من وحي دموع السماء
تشكّلت تلك الدموع
خلقت تلك الفتاة
فتاة من خلق حميم
مازالت تنتظر بصيص منّي تلك الطفلة
انا ؟
انا ؟
هل انا ذلك الشاب البدويّ الاشقر الذي ارتمى دهرا في بحر ذات الامد البعيد ؟
هل انا المنتفي من ذاته , يعيش بأوساط جسد مزيف بعد ان اُفيق من الموت ؟
يا الله
ما اجمل الاقدار حينما تتحول الى حقيقة
وما اصعب الحقيقة حينما تنهال عليها الاقدار
وما اجملني حينما اكون حائرا ثائرا جائعا .... ميّتاً
وما اصعبني حينما اكون فرحا مبتسما ضاحكا .... باكيا
ايها الشاطئ
اطعمني الآن
مد اليّ بصرك
هناك طفلة تنتظرني
مد يدك
سأصافحك
مد يدك
سأسايرك
مد يدك
سأطبطب على كفيّك المرعبتين ولكن بهدوء
مد يدك
سأسحبك الى ان تصبح اشلاء من الجفاف وبعثرة من الصمت
مدّها
فقد سبقني الزمن بهرولته
اريد ان اسبقه ,
اتعلم ايها الشاطئ :
تُحسد بصمتك \ بهدوء امواجك
ولكن تُكره لأنك إلتهمت اجساد الحب وعناق العشق
تُعشق حينما تكون ليلاك قبلة
ولكن ستبقى القناع ذات الازمان المتعددة
تنتصب بكل زمن
ونبكي كالسفهاء ,,,
سأدع تلك الطفلة في ارجوحتها الى ان ينفث اليها صيف حارق
فيسوّد فستانها الاحمر
سأتحدث اليك
لأنني ذات قناع الآن
لا اعرفني
خارجا من قبر
انسان قبريّ
مجوّفٌ بإبر
حاول حارس القبر ان ينسجني
يخيطني صوفا
تصدت له قبلات حبيبتي
هتكته الى ان دُفِن
دعنا نتحدث ايها الصامت :
- اين انت ؟
-- لا ادري , وانت ؟
- بك
-- اذا انا بك
- سويا لانعلم اين نحن لأنك لاتنتهي
لا اعلم اين ملامحك من عنقك ولا اعلم هل انت تسير بالامام ام عائدا الى الخلف
--الاجساد تحركني
- الحلم ؟
-- اثغاثكم البائسه التي سئمت منها
سذاجتكم بالعشق
- اذا انت تعشق ؟
-- عشقتني لأنني امتداد لي
- هل امتدادك انثى ؟
-- امتدادي قسّمته حوريّة تعوم بي فأصبحتُ جسدين
اقبّل شفاه طرفي الاول
واحضن آخري البعيد
- انت معتوه
-- لأنني متعدد الازمنة
- ستجف
-- انت اعته منّي
- لماذا ؟
-- عندما اجف ستعود الى قبرك
سيموت البشر
واعود كما خُلقت
- امممممم .. انت لطيف اذا
-- لأنني صامت
- صمتك يرعبني
-- لأنني لطيف
- سأرحل
-- قبل انت ترحل دلني اليك
- انا بك
-- اذا سأبحث عنك بإمتدادي
ملأت قنينتي ماءً
وذرات الملح تتراقص
رحلتْ
خطوتي ترتجف
انتصب زمن آخر
تخلل الرعب اظافري
احتميت بي
حدقتُ بالشاطئ
بدأ بالنقصان
شعرت بكل قطرة راحلة منه بأن عمري يتناقص
تناقص
نقص العمر
وتناقص
كأنني عدت طفلا
جف البحر
قبري يصرخ
صداه ازعج المقبورين
سأعود اليك
اقتربت منه
سقطت به
يصفعني بسخرية
وعدت كأنني انسان قبريّ
احتمى به وبقبره
واُقفلت عيناي