|| غــيـاب الــعــقـل + شـيءٌ مـن الـحــريــه || - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
تجاربك . . . خبراتك . . . فائدتك (الكاتـب : نواف العطا - مشاركات : 1493 - )           »          شطحات وأمل (الكاتـب : نواف العطا - مشاركات : 3417 - )           »          كل يوم حكمة (الكاتـب : سلطانة الكلام - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 46 - )           »          روض الأبعاد ... (الكاتـب : ضوء خافت - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 75 - )           »          جُمُوحُ العَاطِفة (الكاتـب : محمّد الوايلي - مشاركات : 1686 - )           »          أحاسيس منثورة ,, (الكاتـب : نور - مشاركات : 1421 - )           »          مجنون قريتنا .. (الكاتـب : عبدالعزيز المخلّفي - مشاركات : 0 - )           »          اعلانـــات مبوبة ... ؟؟ (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 532 - )           »          تعجبني ! (الكاتـب : حمد الدوسري - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 3 - )           »          ....&& ندبات وجراح&&... (الكاتـب : زكريا عليو - مشاركات : 8 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد الهدوء

أبعاد الهدوء اجْعَلْ مِنَ الْهُدُوْءِ إبْدَاعَاً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-16-2010, 10:50 AM   #1
عبدالرحمن السمين
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية عبدالرحمن السمين

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

عبدالرحمن السمين غير متواجد حاليا

افتراضي


*......

\

....... وعاد الصيفُ ليمتصَ سُكُونِيّ :

أستدار نصفُ ظهريَ الذي أراق الركل من الأقدارِ دمهُ ولم يكترث أبدا لما قد يخلفه الصبر من التشقق ِ العاهر , للأرض ِ التي لم تنجب ُ البهجةَ يوماً ما ’ فرأيت الضباب يمازح الأشجار بسخريةِ لم أرها قط ٍ , عدا سخريةِ يرتاد أزقتها البشرُ النصف .
فاض َ صمتي الرتيب , وضاق فاهيِ الكئيب , وتناغمَ الضجيجُ ملأ رأسيِ المهيب , ولقيتُ النياحةَ ركلةُ من الوقف المهاب , وسماءٌ لا أبواب لها , فالريحُ قادمه , والسوط الحارقُ مشرعُ للممارسة الهتك . وماراج من قريضي ِ عينانِ تحدقُ بها المثالب َ والمآسي ْ .
الصيفُ صانعِ الأمنيات , معمرُ المذكرات , مفرقُ الأغنيات , جامع الروايات .
الصيفُ هتكَ رأسي وهرب بأنثاي وركلَ بعضي وترك بعضي يمارس الدفاع ولا يقدر الأنتقام .
الصيفُ رياحُ الوحشه , ومنضدةُ العزله , وأريكةُ الأعاقه , ومرآةُ التشوهِ , وسقف ُ الهاويه .
الصيفُ رائحةُ النار , وماءُ العطش , وأتربةُ القذف , وسكينُ الوخز , وبائع الدماء .
الصيفُ ورق الوصايا , وزيفُ الحكايا , وسفرُ النبلِ , وتجمهرِ الكذب , وغياب العقل .
الصيفُ مجرّدُ أصابعي , ومنتزعُ شموعي , وسارقُ كُتبي , ومحطمُ حرائري , ونافثُ شرفاتي .
الصيفُ قاتلُ قريتي , ومجدبُ زرعي , ومحرقُ بتلاتي , وناهب ُ أرجوحتي , وسائلُ لا يستحق ُ البذل .
الصيفُ ِحملُ أحمله كل عام , ووبالُ يستعيرُ مني بعض الألمام ُ ولا يسترده , ونبيذُ الأغماءَ ومفرقُ الأيواء .
الصيفُ حزنٌ أعتاد أن يأخذني بين أحضانه , وأن يطرق بي أبوابه , وأن أرعى بستانه , وأمضغُ أسنانه , وأحممَ حصانه .
الصيفُ أهازيجُ الوقت المتسارع , وأفواهِ الغثاءِ المقيت , ورحيلُ الحقيقه , وبعثُ العقيقة , ووأدُ اللائحه .
الصيفُ مكوثُ النبوءة , وزمجرةُ الثرثره , ونضوحُ الأعراض , وتكاثرُ السرآب , وعقمُ المطر .
الصيف ُ صرصرةُ الأغصان , وهدوء السماء , واحتراق ُ البواخرِ , وتصحرُ المحيط , وشذرةُ الرياح .
الصيف ُ سدفةُ بين نوني وبين مشكاتي , وآهاآآآتي , وسباتي المفقود , وركلاتي للصخور , ونبشي للقبور , وضرباتُ اللوم على الصدور .
الصيفُ خسائرُ في أقتنائي لقراءتي , وأعينٌ تمتطي صهوة َ الأغماض , وأنفُ لا يشتم رائحةَ الخريف .
الصيفُ حلولُ الليل برهةَ , وبزوغ الفجرِ ظلّمه , وشروقٌ للهجير الحارق , وقتلُ للدفء الحاذق .
الصيفُ ضجيجُ الممراتِ , وسكون العزلاء , وتهكمُ النبلاء , ورحيلُ العظماء , وأقامةُ الأبرياء .
الصيفُ هدهدةْ المنازل , وأزيزُ النوافذ , وأثارةُ البكاءِ , وصمتُ الأعناق , وشحُ العناق , ونسائمُ البلاء .
الصيفُ تراقصُ المياه , وسخريةُ الجسور , وشماتةُ الجبال , وعزفُ الصخور , ونايُ الهروب .
الصيف ُ طرقُ غير معبده , ومركباتُ تمارس المجون بلا أرواح , وحرارةُ الزهور , ورضابُ الفتور .
الصيفُ بصقُ النواجذ , وكسرُ الأمزجه , وتزواجُ الغباء , وأنجابُ التشرد , وأغتيالُ النور .
الصيفُ فرطٌ شهيْ , وندمٌ لذيذ , وخطيئةٌ تلاحقني كل مابارك الأصدقاء مقدمي .
الصيفُ لا يعريهُ رجلُ من رماد أي اهمية ’ لأنه صيف سيمضي كسائر الرحيل الأول , ولا يهمُ أيضاً ماقد يتمخضُ به رحمُ الأيام من المردةِ الوعثاء .
أكرهُ الصيفَ كثيراً وأحبه كثيراً , وأمقته حين يصفعني بالعزله , وأنفثه بين أناملي كسيجارتي الغبيه .
الصيفُ أراق دمي كثيراً, وشَجّ مقلتاي , كثيراً , وأضاء السواد لي , وهربَ بالوضاءة ِ من النيران دون أن أشعر َ .
يخّلفُ العنب الأخضرَ ولا يصلح للساني .
وينجبُ التوتَ الأحمر ولا أستسيغُ رائحته .
ويأتي بسلافِ الهواء البارد فوق أعالي التلال وأختنق .
فكيف أستقبلُ زائراً يعبثُ بي ثم يغادرني ساخطاَ .
فمن أنجبتهُ الركلات لا ينعم بالراحةِ أبداَ .

.
.



.
.

حين هاتفني قائد الطائره .
.
13 – مايو

.
.

 

عبدالرحمن السمين غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:20 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.