القرد الملك ..

[د. فريد ابراهيم]

انه يتدلي من أعلي شجرة في الغابة
الشجرة ذات الفرع الوحيد ..
كيف وصل بعيدا هكذا ؟؟
طموح القرد قد يقتله !!
قد كان دوما قردا عنيد ..
اليوم وصل الي نهايته
الشجرة عالية حقا
لا أظنه الان سعيد ..
انه حقا مجنون
الفرع كحُلمه واهي
و لن يُكتب له عمرا جديد ..
********
لعلكم لا تعرفونه
و لكني أعرفه منذ الصبا
منذ ايام الطفولة ..
كان يحلم ان يصير أسدا
أسد ذو أجنحه
و رغم أحلامه المأمولة ..
فشل ان يكون قردا
و فشل ان يكون اسدا
و الهوية صارت مجهولة ..
اليوم قردنا سيسقط
لا يملك حظوظا وفيرة
لا حيلة ولا حيلولة ..
انها مشيئة الله
و مشيئة الله
هي وحدها المفعولة ..
***********
يا الهي !! انظروا اليه
انه يبتسم
يضحك
يصرخ : فعلتها
سعادة يراها الكفيف ..
يتشبث بالغصن بشدة
يفسخه عن أصل الشجرة
هيستريا مشهد عنيف ..
انه يسقط حقا
يركل الهواء بقدميه
يزأر بصوت مخيف ..
يرفرف فعليا في الهواء
يحرك أجنحة وهمية
لا ترفع جسده النحيف ..
انه يموت من أجل الحلم
من أجل ان يثبت شيئا
من أجل نضاله الشريف ..
انه يموت اسدا
اسد ذو أجنحة
و ليس قردا ضعيف ..
الأحمق خسر حياته
من أجل ثوان معدودة
من أجل حفنة تخاريف ..
و كأنه لا يعرف غابتنا
لا يعرف ديدان تربتنا
و قانون الغابة السخيف ..
لقد عاش يحلم بطفرة
بتغيير في أصل اللعبة
بإختلاف و لو طفيف ..
فسقط اليوم من جعبتنا
و تخلت عنه شجرتنا
كأوراقها في الخريف ..
سقط بين الأيادي الكسيحة
و الألسنة الخرساء
و الضمير الكفيف ..
و سيدفن في ملف مغلق
سري الي أعلي درجة
في تيهات الأرشيف ..
و علي الأدلة أن تُحرق
و علي الأفواه أن تصمت
و علي التاريخ التحريف ..

فريد