النقاب بين مطرقة الليبرالي و سندان الإسلامي - الصفحة 3 - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
مِن ميّ إلى جُبران ... (الكاتـب : نازك - مشاركات : 879 - )           »          مجنون قريتنا .. (الكاتـب : عبدالعزيز المخلّفي - مشاركات : 3 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : جليله ماجد - مشاركات : 75182 - )           »          لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 514 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 436 - )           »          في المقهى .. ؟ (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 4461 - )           »          تجاربك . . . خبراتك . . . فائدتك (الكاتـب : نواف العطا - مشاركات : 1493 - )           »          شطحات وأمل (الكاتـب : نواف العطا - مشاركات : 3417 - )           »          كل يوم حكمة (الكاتـب : سلطانة الكلام - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 46 - )           »          روض الأبعاد ... (الكاتـب : ضوء خافت - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 75 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد المقال

أبعاد المقال لِكُلّ مَقَالٍ مَقَامٌ وَ حِوَارْ .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-03-2010, 10:15 PM   #1
سميراميس
( Shouq )

الصورة الرمزية سميراميس

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

سميراميس غير متواجد حاليا

افتراضي النقاب بين مطرقة الليبرالي و سندان الإسلامي




من تكون المرأة بالنسبة للرجل ...؟ ومن يكون الرجل بالنسبة للمرأة ...؟ الإجابات مبرمّجة سلفًا على هذين السؤالين عند الجميع ، و تختلف من شخص لآخر بناءًا على الدين و المجتمع و التراكم الثقافي ، لكنني واثقة تمامًا من أنَّ الجميع حتى أولئك الذين ارتدوا جلابيب التشّدد و طمسوا ماهيّة الأنثى المستقلة عن كينونة الرجل باسم الدين سيجيبون بأنهما ـ أي الرجل و المرأة ـ معادلتان معروفتان ، و لكل منهما أرقامه البيولوجية و السيكولوجية المميّزة له عن الآخر ، و وفق هذا الاعتراف قد يتذرّع أحدهم بتعريفه لقوامة الرجل أو تعريفه لكينونة الرجل بالنسبة لـ المرأة في الناتج الأخير..


يحدث في بعض المجتمعات البدائية أنْ يُقرّر الرجل عن المرأة ليختفي صوتها لعوائق عدّة أوضحها ما يأتي بلبوس ديني جاعلًا منها عورة و العورة لابد أنْ تُستر و يفصّل لها الوليّ شكل لباسها و حجابها زياراتها و دراساتها و القائمة تطول حتى يتدخل الرجل فيما لا يعنيه من شؤون الأنثى ، و يحدث أيضًا أن تستعرُ الآراء و تتقد لينشغلْ بها الشعب و ينسى مطالبهُ المعيشية و حقوقه الواجبة له و عليه ، فبعض المنتمين للتيار الإسلاموي المتشدد نجدهم يؤيدن حجب المرأة حجابًا كاملاً من خلال ما يسمّى بالنقاب ، بينما الند له سيكون بالمرصاد و لن يفوّت فرصة أنْ يفردْ عضلاته الفكرية بما يتعلّق حول إشكالية النقاب ، لأنه يراه مصادرة لكرامة المرأة و ردّة حضارية تجعل وجه الدولة سوادًا وسط التلميع الخارجي ، كما أن حجب المرأة بهذه الصورة سيجعل الآخر طوال الوقت مُرتابًا منها ، كيف لا و الهويّة محجوبة !
يقول جاهرًا : و الأدهى أن تتطبّع ثقافة المجتمع بنصوص مؤداها أن المرأة المنكرة لهويتها هي امرأة صالحة ، مبشّرة بالرضا و القبول ، و كلما اشتد الحجاب سواداً كلما انتشرت فكرة أكثر بياضًا عن تلك المرأة ، أي أننا نطبّق مبدأ الارتكاسات الشرطية التي برع بها بافلوف النوبلي رائد الفيزولوجيا و لكن الطُعم هنا هو السواد ، فكما سالت لُعاب الكلب بتجربة بافلوف لمجرّد رؤية الطعام و بعد ذلك صار مجرد رنين الجرس أو قدوم الشخص كفيل بأنْ يثير لعاب الكلب دون الطعام ، فقد توحدت هنا الوحدة الديالكتيكية بين الوجود المادي و النفسي ، فالإشارات العصبية في العقول هنا تُرسل القبول و الرفض بناءًا على الوجود المادي ـ السواد بالحجاب أو الحجب التام ـ كذلك الأغلب بمجتمعنا تسيل لعاب فكرة " الصلاح و التقى" عن الفتاة لديه لمجرّد السواد ، و كلما ازداد السواد سالت كمية لعاب الفكرة أكثر و أكثر ، ولو تداخل بالعباءة التي ترتديها الفتاة مجرّد خيط يطعن بذلك السواد فكمية لعاب الفكرة ستكون ناقصة و كلما ازدادت الألوان نقص لُعاب فكرة " التُقى " و هكذا تتسلسل المعادلة بترتيب تصاعدي له سلالم معيّنة ..
في الحقيقة لستُ ممن يطعنون بأمر الحجاب ، بل على العكس الحجاب مسلّم ديني بالديانة الإسلامية لا يُشكك به إلاّ كارهٌ له، و أنا أحترم جُل العقائد الدينية و ما جاء بها في إطار الحشمة و احترام الْجسد ، و بغض النظر عن أصول النقاب و استيراده من بلا فارس لأسلافنا القدماء قاطني الجزيرة العربية الذين وجدوا به خير واقي من الأعاصير الصحراوية و لعنات الشمس الساخنة التي لا ترحم الرؤوس ، كانت ضآلتهم بهذه الأغطية و الأقمشة التي شرعّوها لنسائهم و رجالهم أيضًا من خلال سن الشُمغ و العمامة و غيره من أغطية الرأس للرجال و اعتبارها من كمال مروءة الرجال و صلاح النساء ، أحترم مسألة الحجاب و حيثيات الأخذ به . أيضًا مسألة النقاب و غطاء الوجه هي مسألة خلافية و ما كان بمحل خلاف لا إجبار عليه ، فمن أراد الالتزامـ ـ لا الإلزام ـ به عن قناعة و دراسة فتبقى هي قناعاتهُ ، و كما يقال القناعات الدينية دومًا تأتي فطرية بالمرء و الاستعداد لتوظيفها لمواقف سلوكية يكون بناءًا على ما يتغّذى من ثقافة الثالوث ( المنزل ، المدرسة ، المجتمع ) و لأن الكثير منا يفقد حلقة الوصل بين المنزل و المدرسة و بين المدرسة و المجتمع فهنا تتشّوه أغلب القناعات و تحدث إرباكاً فكريًا لدى المتلقّي . فمسألة الحجاب في المنزل تختلف عنها في المدرسة ، فالصغيرة مثلاً ترى والدتها تخرج بعباءة مزخرفة أنيقة لأنها أنثى تعشق الأناقة بطبيعتها ، و في المدرسة يأتيها درس في الفقه يشككّها بأخلاق والدتها لأنها ترتدي عباءة مخالفة لما نصّ عليه هذا الدرس الفقهي الذي يعّده جملة من الأساتذة التربيون و الأخطاء في المناهجِ التي يحضروها أساتذة مستمرة ، و هم نفسهم في الطبعة المنقحّة و المعدّلة ، أي لم يعاقبوا و لم يصادروا من لجنة انتقاء المواضيع و تبسيطها . الأمر أيضًا يتواصل فالطالب أو الطالبة يدرس مواد فقهية و عندما يرفع عينيه ليبصر المجتمع من حوله لا يرَ تطبيقًا فعاليّا لما درس و حفظ خاصة و أن التنظير العملي ليس مفعّلًا بمناهجنا ، على سبيل المثال في أحد الدروس الفقهية في الصف الثالث ثانوي كما أتذكر كان هنالك درسًا يقول أنه يحظر على المرأة التي تنوي العُمرة أن ترتدي النقاب أو البرقع أو غيره مما يحجب الوجه باستثناء العينين ، و من تفعل ذلك لا عُمرة لها و يترتب عليها فدي ، و عندما سألت أستاذة الفقه رفعت صوتها و نهرتني بقوة بحجة أنني منصتة للشيطان الذي يغويني بتفاحاته الحمراء لأتبعه و ما هي إلا وهمًا .. الآن منع النقاب في فرنسا في كافة الأروقة ، و في سوريا في الحرم الجامعي ، و في مصر على مرات متتالية منع النقاب في الجامعة و سكنى المدن الجامعية لاعتبارات أمنية منصفة و نعلم جميعًا أن المحكمة أقرّت حق المنقبات بالبقاء خلف النقاب ، و هنا يتجّلى لنا عظمة دور المرأة المصرية ـ على الرغم من أنني لست مؤيدة للنقاب لكنني أحببتُ العدالة هنا ـ ..
يبقى السؤال يا أحبّه /
لِم الثورة العارمة هذه و النقاب يُمنع أصلاً في أشرف و أقدس بيوت الله ـ المسجد الحرام ـ المسألة في منع النقاب و التي جاءت بأمر الرجال بمجتمعاتنا العربية ، هي نفسها المسألة التي جاءت من قبل الرجال أيضًا بفرض النقاب، و كما يقول المثل الإنجليزي " لكل ميدالية وجهها الآخر " فالمنع و الفرض ميدالية ديكتاتورية تتقلّب لوجهتين أحداهما يتباهى بها دعاة و مصلحين على النهج الديني ـ وهي الفرض كما في السعودية و السودان مثلاً ـ و الوجه الأخر يتباهى به دعاة و مصلحين على النهج الْفكري الثقافي ـ لأنهم مكممّين عن ممارسة أوجه الليبرالية الحقّة إلا فيما يتصل بالمرأة و الدين ..



* المرأة وحدها القادرة على كنسِ هذا الغبار المتصاعد من نشارة أقوال الإسلاموي الراديكالي المتشدد ، و الليبرالي المندفع ، هي وحدها القادرة ، فلتتقدم و تصنع قرارها بنفسها خيرًا من أن تدع الرجال يصنعون لها حتى لباسها و أغطيتها و ألوان ملابسها

 

سميراميس غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:47 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.