مدخل:
حين نسأل الله صبراً - يمنحنا الفرصة بأمر’ بموقف’ بوضعٍ مختلف , لنصبر عليه
حين نسأل الله رزقاً - يمنحنا الفرصة لنكسب الرزق بعمل بفكرة بقلم ولو بجهدٍ بسيط
حين نسأل الله حظا ً- يمنحنا فرصة الوقوف في وجه الخطر لننجو بقدرته وحدها فنؤمن به أكثر ونضرب بحظوظ الدنيا كلها عرض الحائط لنبتسم في وجه السماء بامتنانٍ عظيم
وحين نطلب من الله حباً - يمنحنا الفرص الكثيرة لـ نُحب - وليتنا نعرف كيف نحب..!!
هي دعاء مستجاب وفرص وفرص وفرص
فهل نستغلها حقاً؟؟؟ ؟
=========
تأخذنا الدنيا بأحداثها بعيداً عن كل مانحلم به أو نريده بقوة أو بضعف مامن فرق كثير حين تكون النتيجة واحدة
صفر اليدين أو ربما صفر على الشمال
فكلاهما لايعني الكثير لهذا الزمن الذي لايعترف إلا بالأرقام المُؤلَّفة من أصفار يمين -لايسار
فاليسار مكروه شرعا وكأنه خُلق بلافائدة لنُنكر على الله فضله حتى فينا ونتمتم :
(أستغفر الله العظيم من كل ذنبٍ شرُّهُ مُستَطير )
ثم تلتف علينا أحداث الرواية التي لم نشارك إلا في تحديد شخوصها حباً فلم نعي إحداثياتها ولاأبعادها ولا درجة توافقها فلكياً أو فكرياً أو حتى إجتماعياً
ونسينا أن الأحداث هي من صنع ذات الشخوص بما فيهم نحن ودون أن ندري نجد أنفسنا نلف وندور في حلقة مفرغة
نبحث عن حبكة حقيقية
عن صلب الموضوع -عن بداية - عن نهاية تَرفعنا أكثر أو تَخفضنا أكثر لايهم
المهم أن يكون هناك حدث -ونتيجة تُغيِّر وجهَ العالم
وجهَ الرواية -
فلانستطيع ..!!
لنتفق ضمنيا على توقع الأسوأ دون السعي الى الأفضل فلانضغط على أعصابنا أكثر - على أفكارنا أكثر
على عقولنا أكثر-
فنجن..!!
غالبا مانصمت ليس لأننا لانعلم ماسنقول - بل لأن مايحدث أو سيحدث ,
لم يعد يستحق العناء..!!
ليس يأساً عندما نصمت في زمن الحوار الأطرش - وليس حقاً أنَّ هناك خللاً في السمع لأي من الحاضرين أو المشاهدين عن بعد أو قرب
وليس حقيقة أنه اضطرابٌ في الفهم أو تضارب في الإدراك
إنما في الإرادة -
(كيف نفعل مالانريد رغم أنف الإقتناع ..!!)
أن نقتنع أمر - وأن نفعل أمر آخر
وماأكثر مانفعل دون اقتناع وماأكثر مانقتنع دون أفعال
والقافلة تسير في صحراء جلفة قاسية لاترحم الضعفاء
لاترحم ذوي القلوب الرقيقة
لاترحم الضعف الانساني -
الخوف الأزلي -
الأسئلة التي لاتحتمل الإجابات الصريحة
الإجابات التي تنهار تحت وطأة القطيعة ومقص الرقيب
لنَتشكَّل غربة أخرى
في زمن أغرب - نحمل عبره ملامحنا الغريبة - أفكارنا الغريبة
حاجاتنا الغريبة
ونسافر دون توقف -
( فمن يفكر ( عفواً) يسافر لوحده - يتعب )..!!
تعب في تعب هي الحياة
ومالنجاح إلا مُخدِّر جميل و مؤقت يُغرينا بتعبٍ جديد
نفرح كالأطفال
ونحزن كالأرامل
ونتلقى الصفعات كالنساء
أما إصرارنا على المضي - فهو لاشك
منحة - من عالم ماوراء الغيب والشهادة
لنصل الى يوم الغيب والشهادة ومعنا كتب كثيرة وأوراق لاتُعد ولاتُحصى
وذنوب وحسنات لانعلم أيها الأكثر
لكننا مُصِرِّين على الإصرار - مُصِرِّين على تعبئة الإستمارات ودفع الرسوم من جيبنا المثقوب بالوراثة
لماذا لانختصر الطريق
والأوراق
والحسابات الفلكية واللافلكية
ونتوقف؟
لــ يبقى الحب سيد المكان والزمان- ليقف شامخا في وجه الغباء الأعظم
في وجه الأنانية العظمى
في وجه العطاء بحساب أو دون حساب
في وجه النسيان
في عيدان شقائق النعمان
في وجه الربيع الضاحك ’ وكآبة الخريف المنصرم , ودموع الشتاء الخَيِّرَة
في شعر المساء وترانيم الصباح وحلم القيلولة القصير
لــِــ يبقى الحب الشَّاهد الأول والأخير - على حق ِّ
البـَـقَاء
البقاء الذي يَفرض نفسه على ممتهني السفر حول الأفكار المستحيلة
المعاني المستحيلة
القلوب المستحيلة
الأراضي المستحيلة
لنغلق العالم من حولنا في كل ليلة
وننام -
بعد أن نمسح آثار الدماء
آثار البغاء
آثار الخيبة وانكسار النخيل
وجوع الموائد
وعطش العابرين
وننتظر خرافة الدجال والمسيح المخلص
ونصدق كل شىء وأي شىء
وننسى أن نَصْدُق ونُصَدِّق (أنفسنا )..!!
أنفسنا التي نتهمها بالإثم كلما شاغلتها فكرة-
أو رغبة
أو أمنية
أنفسنا التي نتهمها باللامبالاة
كلما آثرت الإستغناء عن الإستجداء
أنفسنا التي كانت بوصلتنا الوحيدة للإتجاه الصحيح
فكسرناها كي لانُتهَّم
بخروجنا على القطيع
من قال أن الخراف تحتاج السماء لترفع وجهها إليها أصلا...!!!!
منى مخلص
11-4-2010