السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأبعادية فتاة تهامة في استضافة مجلة جواهر - حوار / مريم النقبي
إليكم اللقاء الصحفي والمنشور في مجلة (جواهر) العدد رقم 142 لشهر أكتوبر 2014م
حوار - المنسقة الثقافية بمركز الشارقة للشعر الشعبي - الشاعرة والإعلامية القديرة " مريم النقبي" .
* في البداية ..نرحب بحضورك الجميل على صفحات جواهر ...ونود أن نعرّف القراء على شخصك الكريم أكثر .. فماذا تقولين في تعريف موجز عن فتاة تهامة .. ؟
_ شاعرة تبحث عن المعنى من خلال ما تكتب ولها آمال كثيرة ان تقدم ما يليق في نظر أهل الذائقة ..
*فتاة تهامة .. لِمَ هذا الاسم بالذات .. وما سبب اختيارك له .. ؟
_ اسم يعني لي الكثير ولم أختَرْه صدفة بل عن دراية عميقة واجدني من خلاله أكثر، إذ أنه زاملني ورافقني من خلال القصيدة وأحبه كثيراً .
* متى كانت بداياتك ..؟ ومتى ظهرت إعلامياً لأول مرة ؟
_ بداياتي كانت منذ الصغر ولكنها خجولة, نشرت بعضاً منها في الصحف وبعض المجلات ولكن ظهوري الحقيقي كان في عام 2008 من خلال المنتديات وبالأخص صحيفة شمس دبي الثقافية التي كانت يوماً منبراً أدبياً ومقهى ثقافياً عززتها إدارة كانت مصدر فخرنا واعتزازنا حيثُ لها الفضل في إبراز موهبتي والنشر المستمر في أجواء تنافسية حميمية , ومنها التصق بي لقب " شاعرة الشمس " نسبةٍ اليها . ولا أخفيكم مدى تأثري حين أغلقت بحجة: زمن المنتديات أنتهى ..!!!! الزمن الأجمل على الاطلاق . .
*هل هناك من له الفضل في ظهورك وكان الدور الأكبر في دعم وإبراز موهبتك الشعرية ..؟
_ ليس بالضرورة فالشاعر أو الشاعرة بطاقته التعريفية هي قصيدته فمتى ما كانت قصيدته جيدة برز بها وقارع بها في ساحة الشعر، أما دعمي فلم يدعمني إلا قصيدتي التي أتعب على كتابتها ولاشك أن لأصحاب الذوائق المنصفة فضلاً في توجيه معين أو انتقاد يكون في محله .
*ألا تعتقدين أن الاسم تم استخدامه من قبل أشخاص آخرين .. و قد يتشابه مع أسماء لشاعرات أخريات .. ؟
_ قد يكون هناك من تشابه معي فيه لكني لم ألحظ ولم أجد أحداً يكتب بذات الأسم ولكن وإن حصل فهذا لا يعني شيئًا بقدر ماهو المضمون هو الأهم حيث القصيدة والتجربة الشعرية هي من تحفظ لك اسمك ومعناك .
*ماهي أبرز مشكلات المصاحبة لاستخدام الشاعرة للاسم المستعار برأيك .. وكيف يمكننا التغلب على سلبيات الكتابة خلف اسم مستعار ..؟
_ الإسم المستعار له سلبياته من حيث عدم حفظ الحقوق، وايجابياته هي التواري والتحليق من خلفه فيما يتواءم مع الذوق العام والجو الخاص للقصيدة ولكن في ظني أن الإسم المستعار له مبرراته الثقافية وظروفه الاجتماعية لكنه ليس عيباً بقدر ماهو مساحة أخرى لحرية الشخص .
*هل لازالت هناك ظروف وعوائق تمنع الشاعرة الخليجية من الظهور بشكل علني للساحة والإعلام ..؟ وهل لديك النية للكشف عن اسمك الصريح مستقبلاً ..؟
_ لا أعلم ولم ألحظ ذلك ، فالجو العام متاح للجميع وإن كانت هناك عوائق فهذا أمر طبيعي في أي مجتمع وتحت غطاء أي ثقافة . أمّا النية عن كشف اسمي هنا فلا اعتقد ذلك لأسبابي الخاصة .
*هل تعتقدين أن الشاعرة أخذت حقها الإعلامي كاملاً .. ؟ أم أنها لازالت تعاني التهميش ..؟
_ ليس هذا ولا ذاك ، الجيد يفرض نفسه ومهما كان الزخم الشعري حاضرًا سواءً على مستوى الشعراء أو الشاعرات فليس من حق أحد تهميش الآخر، وهناك شاعرات برزن بروزاً ملحوظاً وهاماً .
* للعلاقات الشخصية والتواصل الاجتماعي بين الشعراء أثر كبير على التجربة الشعرية للشاعر .. فهل هناك علاقات وتواصل يجمعك مع شاعرات الساحة..؟
_ تربطني علاقة لابأس بها مع شاعرات وأديبات مميزات ، ولكثرة انشغالاتي فقد أكون مقصرة في هذا الجانب ولكن يضل التمازج الشعري والأدبي من خلال التواصل الاجتماعي له أثر جيد في الاستفادة من تجارب الآخرين . لا شك في ذلك . فالشاعر أو الشاعرة هم بشر في النهاية .
*تحرصين على نشر قصائدك بين فترة وأخرى في جواهر ومطبوعات شعرية أخرى.. فهل تعتقدين أنه لايزال للنشر الورقي يحظى باهتمام الشعراء أم أن الثورة التكنولوجية أثرت على إقبال الشعراء عليه ..؟
_ الثورة الالكترونية لاشك أنها أثرت على النشر الورقي من حيث الإتاحة . ولكن يضل للنشر الورقي روحه وطابعه الخاص . من حيث التوثيق والحفظ . وماذكر أعلاه من المطبوعات لاشك أنها مميزة ويحرص الشاعر أو الشاعرة على النشر فيها ومن خلالها ليطل على جمهوره بمالديه من مادة شعرية تستحق النشر .
* كيف ترين حضور الشعر والشاعر من خلال وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة .. ؟ وما المكاسب التي قد يجنيها الشاعر من استخدامه لمواقع التواصل الاجتماعي ..؟
_ حضور جيد ولو أنه قنن القصيدة في بيتين هذا فيما يتعلق بموقع التويتر ، أما الفيس بوك فلازال الوضع راكداً إلى حد ما . أنا أعتقد أن التواصل الإجتماعي بشبكاته المتنوعة جعل الإتاحة أكثر من المفترض أو من الواجب أن يكون مما قلل المادة الشعريّة الدّسمة إلى مادة سريعة التناول وهذا أمر سلبي لاشك . أما الأرباح فكل شخص يمتلك الحرية المطلقة فيما يقدم ولكن الفيصل هنا هو الجمهور الذواق لا أكثر .
*أين أنتِ من الأمسيات الشعرية .. وهل هناك اشتراطات خاصة لقبولك المشاركة في أمسية ..؟
_ لستُ مهتمة حقيقة لظروفي الخاصة والقيود الاجتماعية وارتباطاتي العملية . ولا أعتقد أن الفرصة ستأتيني يوماً ملائمة بالشكل الذي يرضيني لتقديم ما لدي في أمسية شعرية بشكل يرضيني ويرضي الجمهور بعيدًا عن أي قيد أو شرط أو تحت أي بند .
*هل سبق وأن تغنى أحد الفنانين أو المنشدين بقصائدك ..؟
_ لم يسبق لي ذلك من الفنانين أمّا المنشدين فهناك عدد من المنشدين انشدوا بعضا من قصائدي وهذا فضل منهم أشكرهم عليه .
*هل تراودك فكرة إصدار ديوان شعري مطبوع أو مسموع..؟
_ الفكرة موجودة ولكنني انتظر المناخ المناسب للعمل على ديوان مطبوع يضم كل تجربتي الشعرية أقدمه هدية متواضعة لجمهوري الغالي .
إلى جانب الشعر الشعبي .. لك تجارب جميلة في كتابة المقال .. والخاطرة .. كيف تجدين حضورك في تلك الحقول الأدبية ؟ ومامدى قربها واتصالها بالشعر الشعبي .. ؟
_ النشاطات الأدبية الأخرى لا شك أنها ليست أقل مكانة في الوسط الثقافي المتنوع ، فالمقال والخاطرة مساحة أخرى تسمح لسالكيها التعبير عما يريدون وبالتالي الخاطرة بالنسبة لي ومضة تشع من زاوية أخرى عندما يحين الوقت لها ، أما المقال فأكتبه عندما أود طرق موضوع ما أو تسليط الضوء على حدث معين لكنني لست متأكدة من أدواتي فيه لذلك أنا مقلة جداً في كتابة المقال على عكس الشعر الذي أجدني أكثر إلتصاقاً فيه وبيني وبينه ما يشبه الحميمية .
واكمالاً لسؤالك عن مدى قربها واتصالها أنا أعتقد أن كل ماله طابع أدبي أو ثقافي متصل بعضه ببعض مما ينُتج لنا مزيج أدبي إبداعي تحت مظلة ثقافية .
* هل أنتِ مع التحديث في الشعر .. وما رأيك بشعر التفعيلة وهل سبق لك الكتابة على ذلك النمط ..؟
_ هناك فرق بين التحديث في المفردة الشعرية والتحديث في السياق الكلي ، لابد لنا ان نفهم هذا الفرق جيداً حتى نضع الأمور في نصابها الصحيح .
التحديث الذي يخلق فكرة جديدة هذا إحياء للمخيلة مما يحرك الراكد من المياة في ساحتنا الشعرية وعلى ذلك نحن نقرأ لنصوص حديثة برداء جزل ومتماسك لا يفقد القصيدة مقوماتها وحيوتها ، وهذا ما أحاول بثه في نصوصي عندما اكتبها . أما شعر التفعيلة فهو من النمط الذي يستهويني احياناً لكنه ليس غالباً ولا اخفيك لدي محاولات في هذا اللون ولنا في تجارب ممن سبقونا خير شاهد ، ولعل من رواد التفعيلة في العامية امثال الأمير بدر بن عبدالمحسن وكذلك صالح الشادي وغيرهم كثر ، وعلى جانب الفصحى ، درويش ونزار وغيرهم .
للنصوص الوطنية نصيب الأسد في قصائدك .. فهل تسنى لك إصدار قادم خاص يضم تلك القصائد .. ؟
_ أتمنى ذلك ولو كانت الفكرة قيد الدراسة لكنها موجودة وللأمانة الوطن حقه أكبر من الشعر وحقه علينا رقابنا ليست قصائدنا فقط .
* هل هناك منابر إعلامية تحرصين على الظهور من خلالها ونشر قصائدك فيها ..؟
_ كل منبر يحترم القصيدة يشرفني الإطلالة من خلاله ، بغض النظر عن مسماه أو آليته ، القصيدة التي تجد مكانها المناسب والإحتفاء المنصف تتشرف بذلك المنبر الذي يحتويها كما يجب .
كيف ترين تعامل القائمين على المطبوعات الشعرية مع قصيدة الشاعرة .. ؟ وهل سبق وأن تم رفض نشر قصائدك .. ؟
_ جيد إلى حدٍ ما ، ودعينا نكون أكثر انصافاً ، مالذي يجب أن يقّدم القصيدة أم صاحبها ؟ في ظني القصيدة أهم من صاحبها وصاحبها ليس إلا توثيقاً لها فقط . شاعراً كان أم شاعرة .
ولم يسبق لي أن رفضُت ربما لأنني مقلة أو حريصة على نصي أولاً ولربّما هناك من يرفض نصي مستقبلاً لا أدري ولكني أقول دائماً ، النص الجيد يفرض نفسه فلنحرص على ذائقة الجمهور الواعي ونتعب على نصوصنا كما يجب .
هل أنتِ مع إقامة مسابقات خاصة بالشعر .. وكيف تقيمين حضور ومشاركة الشاعرة في برامج المسابقات ..؟
_ المسابقات حركت الساحة بظهورها وساهمت في ترتيب الكثير من الأوراق لكن ليس هناك مسابقة لا تخلو من السلبيات فضلاً عن ايجابياتها الكثيرة ، ويكفي أنها جعلت الشاعر والشاعرة يعيدان النظر في نصوصهما وتهذيبها أكثر والمثابرة في بناء نص يستحق الإهتمام .
الشاعرة جزء من هذا المجتمع ولها وعليها ماله وما عليه وحضورها يعتمد على مالديها من مادة شعرية تقدمها للناس ، ولنا في شاعرات الماضي خير دليل ونحن امتداد لذلك الجيل والمسابقات مضمار للشعر وللمرأة حضورها فيه وأذكر على سبيل المثال الشاعرتان عيدة الجهني ومستورة الأحمدي ( رحمها الله ) .
* بمَ تختمين هذا الحوار ..؟ وما الكلمة الاخيرة التي تودين إهداءها لجمهورك ومن يقرأ اللقاء .. ؟
شكراً لكم ولهذه الفرصة الغالية .
وأقول لجمهوري العزيز . استمحيكم عذرا في تقصيري تجاهكم وعدم تواصلي المستمر من خلال النشر ولكن صدوركم أرحب وشِعري من أجلكم لازال يتنفس .